أحمد السعداوي (أبوظبي)
فرحة العيد لابد وأن ترتبط بالأناقة واستقباله بمظاهر السرور والأزياء الجديدة التي تضفي البهجة على الجميع، صغاراً وكباراً، ما يجعل من محال تفصيل وخياطة «الكنادير» الرجالي مقصداً للكثيرين خلال الفترة التي تسبق شهر رمضان وفي الأيام الأولى منه، ليحجز كل شخص مكانه بين الجموع التي تتنافس على استقبال عيد الفطر بأبهى صورة تتناسب مع جلال هذه المناسبة التي تدخل الفرحة والسعادة على المسلمين في أنحاء العالم ومنها المجتمع الإماراتي.
التركيز مطلوب
يقول رضا خانجي، المسؤول بأحد محال تفصيل وخياطة الكنادير في أبوظبي، إن أبناء الإمارات يهتمون بشكل لافت بهذه المناسبة السعيدة لقضاء أيام العيد في أجواء من الفرحة والرحمة والتسامح، عبر عديد من الصور والمظاهر ومنها الحرص على ارتداء «كنادير» جديدة في صلاة العيد وسائر أيام المناسبة الكريمة، ما يجعل جميع أفراد الأسرة يقصد محال الخياطة للحصول على ما يناسبهم من كنادير، وهذا يكون بشكل كبير في الأسبوع الأول من رمضان والفترة التي تسبق الشهر الكريم، لأنه مع ازدياد الطلبات ترفض كثير من المحال تلقي طلبات زبائن لتفصيل الملابس بعد مرور الأيام الأولى من رمضان بسبب ضغط العمل الشديد، وكون التفصيل حرفة يدوية تتطلب التركيز ينصح دائما بأن ينتهي الجميع من تفصيل الكنادير الخاصة بهم سواء للصغار أو الكبار قبل بداية شهر رمضان تجنبا للزحام وحتى يستطيع الخياطين تلبية طلب الأعداد الكبيرة من الزبائن خلال هذا الوقت من كل عام وبجودة عالية.
الشكيبو والتيوبو
وعن أنواع الأقمشة يوضح خانجي أن أفضلها هو الشكيبو، التيوبو، تتركس، زبدة. ويتكلف تفصيل الكندورة الواحدة من 200 درهم وصولاً إلى 350 درهم. ومعظم هذه الأقمشة تستورد من اليابان بنسبة 90% تقريباً من أنواع الأقمشة الموجودة في السوق الإماراتية. أما الأقمشة المتميزة والتي تحمل أسماء ماركات معروفة فمنها السويسري ذو النسبة المرتفعة من القطن ويتراوح سعر الكندورة منه بين 250 إلى 500 درهم، وأعلاها سعراً الإيطالي، حيث يصل سعر تفصيل الواحدة منه إلى 900 درهم.
وبالنسبة لكنادير الصغار تبدأ الأسعار من 80 درهماً إلى 120 درهماً، حسب مساحة القماش المستخدمة، وذلك بالنسبة للأنواع العادية من الأقمشة. وعن الألوان المستخدمة، فإن أكثر الزبائن يطلبون الأبيض بنسبة تصل إلى 95% والباقي بألوان مختلفة ولكنها غير رسمية ولا تستخدم غالبا في أيام المناسبات.
ويذكر خانجي، أن أكثر العوامل المؤثرة على طلبات الزبائن، هو نوعية القماش التي تشعر من يرتديها بالراحة، والتي لا تكثر فيها نسبة البوليستر بشكل كبير كون هذه المادة تسبب الحرارة، ولكن وجودها بنسبة معقولة في الملابس يزيد من الطلب عليها كونها تسمح للكندورة بأن يكون شكلها متماسكاً وأنيقا قياسا إلى أنواع الكنادير الأخرى التي تكثر فيها نسبة القطن عن البوليستر بشكل كبير.
مستلزمات الأناقة
وفيما يتعلق بمستلزمات الأناقة من غترة وعقال ووزار، أوضح خانجي أن العقال أنواع وأقيمها وأعلاها سعراً المصنوع من شعر الماعز ويتراوح سعره من 180 إلى 250 درهماً، وتستورد خيوط هذا العقال من سوريا وتصنع في الإمارات. وأهم ما فيه أنه لا يتحرك بسهولة وبالتالي يحكم الغترة بشكل أكثر من أنواع العقال الأخرى، أما عقال السنارة، يصل سعره إلى 400 درهم، نظراً لتميز تصميماته وتفردها عن باقي أنواع العقال. وتتعدد أنواع تصميمات العقال لتصل إلى نحو 80 تصميماً يعرفها العاملون في مجال أناقة الرجل الإماراتي والخليجي بصفة عامة.
ويبين أن الغترة منها السويسري والياباني، الأولى سعرها من 80 إلى 300 درهم، بينما الياباني من 20 إلى 100 درهم. والقاسم المشترك بين الجميع أن يكون لونها أبيض. وفيما يتعلق بالشماخ، فيستورد من إنجلترا والسعودية، وتبدأ الأسعار من 120 إلى 400 درهم بحسب جودة القماش المستخدم.
ويقول خانجي، إن أفضل الفانلات من مصر وسعر القطعة الواحدة 25 درهماً، بينما الهندي يتراوح سعر الكرتونة من 50 إلى 120 درهما وفيها 6 قطع، نظراً لجودة القطن المصري المعروفة عالمياً. أما الوزار فإن 90% منه يستورد من الهند بسعر من 30 إلى 100 درهم للوزار الواحد، أما الطاقيات فهناك السوري والسويسري، الأول بعشرة دراهم والثاني بحوالي 35 درهما للطاقية الواحدة نظراً لأنها أعلى جودة.
ضغط العمل
ومن المشكلات التي يعانيها العاملون في مجال خياطة وتفصيل الكنادير، يقول خانجي إن بعض الزبائن يأتون في أوقات ضغط العمل ويطلبون تفصيل كنادير خاصة بهم، فنحاول إيجاد ما يناسبهم من مقاسات في الكنادير الجاهزة المعروضة ، وقد لا يكون ذلك هو الحل الأنسب في كثير من الأحيان، لأن المقاس الحقيقي للكندورة يظهر بعد أن يتم غسيله مهما كانت الجودة العالية للقماش المستخدم في التفصيل.