10 أكتوبر 2009 00:31
عرفت حبها للحيوانات منذ زمن بعيد، فانصرفت في مرحلة لاحقة لتكرس نفسها ودراستها وجهدها في تربية الحيوانات والاهتمام بها، ثم قصدت «متنزه العين للحياة البرية» للعمل في أحد أقسامه.
إنها الأميركية بريجيت تاي البالغة من العمر39 عاما، قضت نصف تلك الأعوام في رعاية الحيوانات في أكبر وأشهر حدائق الحيوان في أميركا وغيرها.
بدايات
تروي تاي بسعادة تبدو على محياها؛ المراحل الأولى لتوجهها نحو عالم الحيوان، وتقول:«أحببت الحيوانات منذ صغر سني، ثم اخترت أن أدرس وأعمل في مكان يهتم بالحيوانات وحياتها البرية، حيث حصلت على شهادة جامعية في «علم حدائق الحيوان»، وأخرى في «إدارة وتدريب الحيوان» من أميركا وعملت لمدة 14 عاماً في حدائق الحيوان، من بينها حديقة «ساندييغو» وحديقة «فينيكس» في أميركا. ثم حظيت وزوجي بفرصة عمل في الإمارات حيث نعمل سويا في «متنزه العين للحياة البرية» منذ نحو عام تقريبا».
تشرح تاي طبيعة عملها في المتنزه، وتقول: «لي خبرة بالتعامل مع الحيوانات الأليفة وغير الأليفة- الشرسة، لكنني كلفت منذ حضوري لمتنزه العين بالاهتمام بنوع من أنواع القطط الكبيرة ويسمى «الشيتا» الشبيه بالنمور، ولدي 6 ذكور وإناث كل اثنين منهما إخوة، حيث أقدم لهم الطعام مرتين يوميا عبارة عن لحم مفروم مضافا إليه فيتامينات ومعادن خاصة، كما أدربهم على القيام بحركات مفيدة لهم ولنا مثلا أدربهم على حركات فتح الفم مما يساعدنا على فحص أفواههم ورفع أذيالهم عندما نحتاج لسحب الدم منهم إذا ما أصيبوا بمرض ما وكذلك القيام بحركات استعراضية كالقفز من مكان لأعلى وغير ذلك». وبذا فإن لدى تاي خطة وبرنامجا محددا تسعى من خلالهما إلى تربية حيوان «الشيتا» وتهيئته ليتأقلم مع بيئته وليتصرف بعفوية عندما يأتي الزوار لمشاهدته ورؤيته على طبيعته».
علاقة صداقة
تصف تاي علاقتها بحيوان «الشيتا» بأنها علاقة صداقة حميمة تشبه علاقة الأم بأطفالها، فهي تحبهم وتشعر بمتعة كبيرة عندما تداعبهم، تقول: «إذا قارنا «الشيتا» بالحيوانات الأخرى فهو يعتبر لطيفا ومن أقلها شراسة وعدوانية، فعندما أتيت للمتنزه كانت أعمار «الشيتا» شهرين، بمعنى أنهم كانوا صغارا جدا وكبروا على يدي حيث تجاوزوا الآن السنة من أعمارهم، وعندما أدخل إليهم أحتضنهم وأربت على ظهورهم فيشعرون باهتمامي وحناني وحبي لهم».
تضيف تاي موضحة جانب من أسلوبها في التعامل مع «الشيتا» وتقول: «أتبع معهم أسلوب الثواب والعقاب، فعندما يتصرفون بهدوء ويبتعدون عن الشراسة والعدوانية والعصبية أقدم لهم الطعام وأحك ظهورهم كمكافأة، وعندما يتصرفون عكس ذلك أتجاهلهم».
وتمتلك تاي خبرة التعامل مع «الشيتا» جعلتها تدرك بأنه من أسرع الحيوانات حيث إنه يركض بسرعة 110كم/س لتمتعه بجسد نحيف ورشيق ورئتين كبيرتين جدا ومخالب للخارج تساعده على الاحتكاك بالأرض أثناء الركض، عكس الحيوانات الأخرى، كما أن متوسط عمرها يتراوح بين 14- 15 سنة».
تقول: «أمتلك أيضا خبرة في التعامل مع الفيل والزرافة وحمار الوحش والأفعى وغيرها، وأتمنى أن تتعامل مستقبلا مع المها العربي عبر تربيته والاهتمام به. فأنا معجبة حقا بالاهتمام الكبير الذي توليه الإمارات للحيوانات، وأسعى جنبا إلى جنب مع زوجي «فارشيد»- مدير إدارة الحيوان في متنزه العين، إلى استحداث وتطوير أساليب العناية بالحيوانات بما يتوافق مع البيئة الصحراوية المتوفرة في الدولة، لتنافس الإمارات بذلك الدول المتقدمة».
الحذر واجب
لا يوجد صعوبات حقيقية تواجه تاي في عملها، لكن على الرغم من حبها لحيوان «الشيتا» لا يمنعها ذلك من أخذ الحيطة والحذر منه، تقول: «صحيح أن «الشيتا» لا يأكل البشر لكنه قد يتصرف بشراسة وعدوانية تجاههم، كأن يهاجمهم ويعضهم! وأنا بدوري أستوعب طبائعه فلا أدخل إليه عندما يكون في حالة غضب أو عدوانية، فمهما كانت ثقتي به وحبي له لا بد من أن أكون حذرة منه فالشيتا «حيوانات» في نهاية الأمر».
تبتسم تاي لدى سؤالها عن مواقف مؤثرة سواء مفرحة أو محزنة حدثت معها أثناء عملها، فتقول: «أذكر أنني عندما كنت أعمل في حديقة «ساندييغو» كان لدي أسدان ذكر وأنثى، وكان الذكر مريضا جدا فساعدتهما على التزاوج وإنجاب شبل صغير، وهذا ما أعتبره من المواقف المفرحة..
أما المؤلم أو المحزن فعندما أربي حيوانا مثل «الشيتا» أو غيره وأمضي معه سنوات يكبر فيها على يدي، ثم أضطر لمغادرة الحديقة للعمل في مكان آخر أو تضطر الحديقة نفسها لنقله من مكان لآخر، فهذا يحزنني كثيرا». تضحك تاي وتعترف أنها ذات مرة تعرضت للدغة أفعى بينما كانت تقوم بإطعامها.
المصدر: العين