دبي (وام)
وجّه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بأن تحقق كل الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية في دولة الإمارات العربية المتحدة المراكز العشرة الأولى في 1000 مؤشر تنافسي عالمي، خلال السنوات العشر المقبلة.
جاء ذلك خلال زيارة سموه لاجتماع عقد في منتجع باب الشمس بدبي، بمناسبة مرور عشر سنوات على انطلاق التنافسية في دولة الإمارات، حيث اجتمع أعضاء مجلس إدارة الهيئة الاتحادية للتنافسية والإحصاء أمس، في القاعة نفسها التي انطلق منها أول فريق عمل حكومي اتحادي للعمل على إدارة ملف تنافسية الدولة منذ عشر سنوات مضت.
وقال سموه: «أبارك لأخي خليفة بن زايد مرور 10 سنوات على بداية مسيرتنا في التنافسية، صعدنا بها إلى المراكز الأولى في أهم مؤشرات التعليم والصحة والاقتصاد والابتكار والأمن والأمان.. ابتدأنا بفكرة طموحة وبفريق صغير، وبالرغم من التشكيك والتحديات، وبفضل العمل المشترك والفكر المبتكر، أصبحت التنافسية اليوم جزءاً لا يتجزأ من منظومة العمل الحكومي في الدولة».
واختتم سموه بقوله: «نستشرف المستقبل لعقد قادم من التنافسية المبتكرة.. نبني فيه على ما أنجزناه في السنوات العشر السابقة.. الإمارات اليوم في المراكز الأولى عالمياً في أكثر من 300 مؤشر.. في السنوات العشر المقبلة سنكون في المراكز العشرة الأولى في أكثر من 1000 مؤشر.. نراهن على شبابنا لتحقيق ما يصبو إليه شعبنا بأن نكون الأفضل في العالم». وحضر سموه جانباً من الفعالية التي نظمها فريق عمل الهيئة بهذه المناسبة، حيث اطلع سموه على تقرير موجز حول أهم الإنجازات التي تم تحقيقها في التنافسية العالمية خلال السنوات العشر الماضية، بالإضافة إلى عرض فريق عمل الهيئة لمجموعة من المبادرات الاستراتيجية في مجالات التنافسية والإحصاء وأهداف التنمية المستدامة.
واجتمع أعضاء مجلس إدارة الهيئة الاتحادية للتنافسية والإحصاء برئاسة معالي محمد بن عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل رئيس مجلس إدارة الهيئة وأعضاء المجلس الإدارة وفريق العمل.
وحضر الاجتماع من أعضاء مجلس الإدارة معالي سلطان بن سعيد المنصوري وزير الاقتصاد، ومعالي سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي وزير الطاقة والصناعة، ومعالي حسين بن إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم، ومعالي ناصر بن ثاني الهاملي وزير الموارد البشرية والتوطين، ومعالي حصة بنت عيسى بو حميد وزيرة تنمية المجتمع، ومعالي عهود بنت خلفان الرومي وزيرة دولة للسعادة وجودة الحياة، ومحمد حميد دلموج الظاهري الأمين العام لمكتب سمو نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وراشد لاحج ناصر سعيد المنصوري رئيس مجلس إدارة مركز الإحصاء - أبوظبي، وعبد الله محمد البسطي الأمين العام للمجلس التنفيذي بدبي، والشيخ محمد بن حميد القاسمي مدير دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية في الشارقة، وم. د. سعيد سيف المطروشي الأمين العام للمجلس التنفيذي بعجمان، وحميد بن راشد بن حميد الشامسي الأمين العام للمجلس التنفيذي في أم القيوين، ومحمد سعيد الظنحاني مدير الديوان الأميري في الفجيرة، وعبد الله سلطان النعيمي مدير إدارة الشؤون الاقتصادية في المجلس الأعلى للأمن الوطني، والدكتور محمد عبد اللطيف خليفة الأمين العام للمجلس التنفيذي برأس الخيمة.
ووجه معالي القرقاوي فرق الهيئة بالعمل بحسب توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وإطلاق المبادرة التي تستهدف تحقيق المراكز الأولى في تقارير ومؤشرات التنافسية العالمية بالشراكة مع الفرق التنفيذية لمؤشرات التنافسية، وبذل كل الجهود المطلوبة لإطلاق هذه المبادرة بأسرع وقت ممكن، وذلك للمحافظة على ما حققته الدولة من مكتسبات وإنجازات في التنافسية العالمية من بدايتها منذ عشر سنوات.
كما أكد أعضاء مجلس الإدارة أهمية التركيز على عملية بناء وتمكين الكفاءات والكوادر الوطنية الشابة، وتأهيلها بمختلف جوانب العمل الخاص بإدارة تقارير ومؤشرات التنافسية العالمية.
وأشاد مجلس الإدارة بالجهود التي حققتها الهيئة في تطوير وتحديث البنية التحتية التكنولوجية لقطاع البيانات في الدولة، ومدى أهمية تكامل العمل الإحصائي مع استراتيجية التنافسية، ووجه فريق العمل على التعرف إلى التجارب العالمية المتقدمة في مجال الإحصاء والبيانات، والاستفادة منها لإحداث قفزة نوعية، مبنية على أحدث التقنيات على الساحة العالمية، مثل الأدوات التحليلية للبيانات الضخمة وإنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي.
وقال معالي القرقاوي، رئيس مجلس إدارة الهيئة الاتحادية للتنافسية والإحصاء: «التعاون ما بين الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية ومؤسسات القطاع الخاص والمجتمع كان وسيظل أحد أهم العوامل المحورية التي مكنت دولة الإمارات من تحقيق هذه الإنجازات الكبيرة في تقارير التنافسية العالمية، ومكن دولة الإمارات من دخول نادي العشرة الكبار في 311 مؤشراً تنافسياً عالمياً.. نتطلع خلال الفترة المقبلة، وبفضل فريق العمل في الهيئة، إلى مضاعفة هذا الرقم وأكثر».
وأضاف معالي القرقاوي: «إن دولة الإمارات العربية المتحدة تحت قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أصبحت اليوم نموذجاً في التفوق والريادة والأسبقية ليس عربياً فقط وإنما عالمي، ودولة الإمارات اليوم تقود التطوير الإداري وتحديث آليات العمل الحكومي، وتصبح دولة الإمارات اليوم وجهة للتمكين لحكومات العالم الراغبة في التطوير من تنافسيتها».
من جهته، أكد عبد الله لوتاه، المدير العام للهيئة الاتحادية للتنافسية والإحصاء أن احتفال فريق العمل بمناسبة مرور عشر سنوات على انطلاق مسيرة التنافسية العالمية هو بمثابة محطة في مسيرة الدولة المستمرة نحو الريادة العالمية، وقال: «عملنا خلال السنوات الماضية على نشر وترسيخ فكر التنافسية على المستويات كافة لدى الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية على السواء، وبحمد الله ساهم تجاوب الشركاء وعملهم معنا في تحقيق نتائج مبهرة، في أهم تقارير ومؤشرات التنافسية العالمية، فكانت النتيجة أن حققت دولة الإمارات اليوم (الرقم واحد) في 75 مؤشراً عالمياً للتنافسية، وأصبحت ضمن العشرة الأوائل في 311 مؤشراً عالمياً».
وأضاف لوتاه: «جاءت هذه النتيجة ثمرة للتحسين المستمر في القوانين والتشريعات والإجراءات والعمل، ضمن شراكات استراتيجية حكومية مع مؤسسات القطاع الخاص، وكذلك المؤسسات الدولية، بطريقة مبتكرة، والتركيز على بناء منظومة وطنية موحدة للبيانات والإحصاءات».
وابتدأت رحلة التنافسية في دولة الإمارات عام 2009، من خلال فريق صغير لم يتجاوز السبعة أشخاص، يعمل تحت رئاسة معالي محمد القرقاوي، وبعد عامين من العمل التأسيسي، توسع فريق التنافسية بحجمه ومهامه، ليشكل آنذاك مجلس الإمارات للتنافسية كأول جهة حكومية مستقلة، يمثل في أعضاء إدارته ممثلون عن الإمارات السبع، ومن ثم انتقلت رئاسته لتتولاها معالي ريم بنت إبراهيم الهاشمي، وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي، حيث شهدت على أثرها مسيرة التنافسية في الدولة العديد من الإنجازات المهمة في مجال التنافسية، مثل استضافة أهم الخبراء العالميين والفعاليات الدولية في مجالات التنافسية، كالمنتدى الثالث لاتحاد مجالس التنافسية العالمي، والذي عقد عام 2012، كما عمل المجلس على توطيد العلاقات الثنائية مع أهم ناشري التقارير والمؤشرات التنافسية العالمية، مثل المنتدى الاقتصادي العالمي (دافوس)، والمعهد الدولي للتنمية الإدارية في سويسرا، ومنظمة البنك الدولي والناشرة لتقرير سهولة ممارسة أنشطة الأعمال، وغيرها من الجهات العالمية المرموقة، مما ساهم في دراسة وتحليل المنهجيات المتبعة لكل مؤسسة، وبالتالي العمل على الاستراتيجية الموائمة للارتقاء بأداء الدولة في التصنيفات، وبحسب المنهجية المتبعة، ورصد أي متغيرات يمكن أن تطرأ عليها، والعمل على توفير كل البيانات والأرقام المطلوبة من قبل الجهات الناشرة بالمعاير والمقاييس العالمية والمعتمدة دولياً.
وفي عام 2015، تم الإعلان عن دمج كل من مجلس الإمارات للتنافسية والمركز الوطني للإحصاء لتكوين الهيئة الاتحادية للتنافسية والإحصاء، وهي الجهة الاتحادية المنوط بها إدارة ثلاثة ملفات رئيسة، هي الارتقاء بالتنافسية العالمية لدولة الإمارات، وتطوير المنظومة الإحصائية في الدولة، وتحقيق أجندة أهداف التنمية المستدامة لدولة الإمارات العربية المتحدة، ويضم مجلس إدارة الهيئة الحالي 20 عضواً، يمثلون مجموعة من الوزارات، وكل المراكز الإحصائية المحلية في الدولة، كما شهدت مسيرة التنافسية في دولة الإمارات منذ تأسيس الهيئة العديد من الإنجازات المهمة، مثل تحقيق الإمارات المراكز الأولى عالمياً في 75 مؤشراً تنافسياً عالمياً، وكما تأتي دولة الإمارات اليوم من ضمن العشر الأوائل في 311 مؤشراً تنافسياً في 17 تقريراً تنافسياً ترصده الهيئة، كما شهدت أيضاً تأسيس الفرق التنفيذية لمؤشرات التنافسية العالمية كإحدى مخرجات جلسات التنافسية في الاجتماعات السنوية لحكومة الإمارات، ونتائج مشروع التحدي رقم واحد. واختتم الاجتماع بفعالية بإفطار شمل كل موظفي الهيئة من جميع الأقسام، تخلله برنامج ترفيهي، تم فيه تكريم الموظفين الذين أمضوا 10 سنوات في العمل، ومجموعة أخرى من الفعاليات والمسابقات تم بها توزيع عدد من الجوائز والهدايا الرمزية، في جو وروح فريق العمل الواحد.
عمار النعيمي: أفضل بيئة عمل حكومية
قال سمو الشيخ عمار بن حميد النعيمي ولي عهد عجمان رئيس المجلس التنفيذي: «نعتز أننا في دولة الإمارات العربية المتحدة ننعم بأفضل بيئة عمل حكومية تمتاز بأساليب عمل متطورة تشجع على الابتكار وأدوات تساعد في اتخاذ القرار الصحيح، ومن أهمها الإحصاء والتنافسية، وهي تعد من أهم دعامات التخطيط، ورسم السياسات التي تقوم عليها مسيرة البناء والتطوير».
وأضاف سموه: لقد بادرت قيادتنا الرشيدة في تطوير العمل المؤسسي لضمان الاستعداد لمرحلة مشرقة ننشد من خلالها تعزيز دورنا في رسم سياسات المستقبل وبناء نموذج مستدام قائم على المعرفة واستشراف المستقبل. إنّنا في إمارة عجمان ماضون نحو تعزيز قدرات وإمكانيات كوادرنا البشرية ومؤسساتنا الحكومية في خطوات هادفة إلى تكامل ودمج الإحصاء مع التنافسية في الإمارة من أجل تحقيق التنمية في شتى المجالات ودعم تنافسية دولة الإمارات في التقارير العالمية.
تشكّل رؤية عجمان 2021 جزءاً لا يتجزأ من رؤية دولتنا 2021 بأن نكون من أفضل دول العالم بحلول اليوبيل الذهبي للدولة.
محمد بن حمد: قرارات وتشريعات وحوافز لتعزيز البيئة الاستثمارية
قال سمو الشيخ محمد بن حمد بن محمد الشرقي، ولي عهد الفجيرة:
«إن دولة الإمارات العربية المتحدة لا تكف في إطار السياسة التنموية لقيادتها الرشيدة عن تطوير بيئتها الاستثمارية، عبر ما تصدره من قرارات وتشريعات وحوافز تهدف إلى تعزيز وتنمية هذه البيئة، والارتقاء بمكانتها العالمية على مؤشرات التنافسية العالمية الخاصة بالاستثمار وسهولة ممارسة الأعمال».
وأشار سموه إلى أن إمارة الفحيرة، وانطلاقاً من دورها الرائد في سوق الخدمات النفطية، تواصل المضي في تنفيذ خططها التوسعية في ميناء الفجيرة والمنطقة البترولية «فوز»، وإصدار المزيد من القوانين والتسهيلات والدعم الحكومي للمشاريع الاستثمارية في هذا القطاع، لتحقيق أهدافها الاستراتيجية في تأكيد أحقيتها بصدارة الترتيب الإقليمي، ومنافسة ميناء سنغافورة على المركز الأول عالمياً في تخزين النفط ومشتقاته وتزويد السفن بالوقود.
راشد المعلا: نعمل بتكامل وانسجام لدعم مسيرة التنافسية
قال سمو الشيخ راشد بن سعود المعلا، ولي عهد أم القيوين، رئيس المجلس التنفيذي: نعمل في إمارة القيوين بتكامل وانسجام لدعم مسيرة التنافسية، وفقاً لخطة التنمية الشاملة التي وضعتها القيادة الرشيدة، بحيث يكون لكل إمارة دور فاعل في نجاح وتنافسية دولة الإمارات، وتؤكد السنوات العشر الماضية أننا نسير في الاتجاه الصحيح نحو تحقيق «رؤية الإمارات 2021 » و«مئوية الإمارات 2071 » اعتماداً على جيلنا الواعي الذي يسير على خطى الآباء ليكونوا خير خلف لخير سلف.
محمد بن سعود: تعزيز تنمية وطننا الغالي والارتقاء بمقومات استدامته الحضارية
قال سمو الشيخ محمد بن سعود بن صقر القاسمي ولي عهد رأس الخيمة: «شكّل العقد الماضي بالنسبة لنا بداية مسيرتنا في التنافسية، وبفضل القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وتوجيهات ودعم ومتابعة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، تمكنا من الوصول إلى أعلى معايير الصدارة، ووضع بصمة في سباق التنافسية العالمي في زمن قياسي وفي مختلف المجالات سواء في الاقتصادية أو القضاء أو المجالات الخدمية وغيرها، ومن المؤكد أننا عندما نتقدم في تقارير التنافسية، فإننا نعمل على تعزيز تنمية وطننا الغالي والارتقاء بمقومات استدامته الحضارية، سواء من بنية تحتية وبيئة تشريعية وتسهيلات اقتصادية وتجارية وخدمات حكومية لنجعل من دولة الإمارات وجهة للعقول والمواهب العالمية، وكذلك منطقة جذب واستقرار لرؤوس الأموال العالمية ومركزاً للريادة والابتكار.