السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شخابيط

شخابيط
2 أغسطس 2008 22:35
الكتابة على الجدران من أبسط الطرق، وأرخصها لإيصال رسالة ما، إذ يقرؤها مئات المارة· فالذين يقدمون عليها يتطلعون لاستهداف فئة واسعة من المجتمع ، وفق المواطن علي حسن· وللكتابة على الجدران أدوات تجاوزت القلم، والنقر على مفاتيح الحاسوب، ويلفت إلياس جبر إلى أن ''كتّابها'' يستخدمون فرشاة الدهان، والألوان الرش للكتابة· فيما يستعملون المسامير، والأدوات الحادة لحفر أسماء ورموز على جذوع الأشجار والحوائط لتخليد ذكرى ما· وتلاقي الكتابة على الجدران رواجا بين فئة تعاني ضغوطا، بحسب جابر ثاني، الذي يرى أنها طريقة تعبير مرفوضة يجب أن تحارب من خلال التنشئة السليمة، والتوجيه التربوي في البيت والمدرسة والمسجد، غير مستبعد ضرورة فرض عقوبة مناسبة إن لزم الأمر سيما وأن الكتابة على الجدران تشوه المباني وتكلف الدولة والمواطنين أموالا لإعادة طلائها· في السياق ذاته، يؤكد وكيل نيابة بلدية أبوظبي المستشار حسن محمد الحمادي أن القانون يجرم الذين يكتبون على الجدران العامة استنادا إلى المادة 424/1 من قانون العقوبات الاتحادي رقم 3 لسنة 1987 المعدل بالقانون رقم 34 لسنة ،2005 والتي تنص على أنه ''يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سنة وبغرامة لا تتجاوز عشرة آلاف درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من هدم أو أتلف مالا مملوكا للغير ثابتا كان أو منقولا بأن جعله غير صالح للاستخدام أو عطله بأي طريقة''· ويضيف الحمادي أن ''العقوبة تصل إلى الحبس إذا نشأ عن الجريمة تعطيل مرفق عام، أو منشأة ذات نفع عام، أو إذا ترتب عليها جعل حياة الناس، أو أمنهم أو صحتهم في خطر''· وتبذل بلدية أبوظبي جهودا للحد من استشراء ظاهرة الكتابة على الجدران، وفق المدير التنفيذي لقطاع خدمات البلدية المهندس سالم سلطان المعمري الذي يعتبر أنها بدأت تأخذ ''منحى مقلقا يسهم في تدمير المنظر الجمالي للمدينة''، مشددا أن الجدران ليست محترفا فنيا لاكتشاف المواهب· ويقول المعمري إن ''البلدية تسعى للقضاء على الظاهرة من خلال البحث عن أسبابها، ووضع، حلول ناجعة توقف التصرفات الضارة بالمنجزات· وينفي المعمري أن ''تكون الكتابة على الجدران عملا منظما أو نابعا من دوافع تخريبية''، معتبرا أنه ''غالبا ما يصدر عن مراهقين مستهترين''· ويحض المعمري على علاجه بتقويم السلوك لا بالعقاب· في وقت يؤكد فيه أن البلدية لن تتهاون في التعاطي مع الظاهرة، موضحا أنها لن تسمح للظاهرة بالنمو والتشعب· وتكشف الكتابة على الجدران عن سيكولوجية كاتبها؛ إذ يرى الأخصائي النفسي إبراهيم محمد أن الكبت النفسي، وعدم وجود آليات صحية للتعبير يقفان وراء نزوع البعض لتفريغ مشاعرهم على الجدران، مفجرا ما في نفسه من حب، أو قهر، أو حرمان تترجم سبا ولعنا، وأحيانا لوما وعتابا· ويشير المختص إلى وجود علاقة بين العمر والنزوع إلى الكتابة على الجدران، موضحا إلى أنها عادة ما تظهر بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 13 عاما إلى 19 عاما· كما يربط بين الرغبة بالكتابة على الجدران وفحوى المواضيع ومضامينها، مبينا أن الذين يكتبون على الجدران عادة ما يطرحون مواضيع يرفض المجتمع تناولها خصوصا تلك التي تخدش الحياء العام، أو ما يتعلق منها بالمحاذير الأخلاقية، والاجتماعية، والسياسية·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©