2 يونيو 2010 20:30
التنفسُ الخشنُ، لا الشيبَ ما يحطّني على أقربِ خشبةٍ قديمةِ العهدِ، أقضِمُ الخبزَ، بعدّةٍ باليةٍ، بنظرةٍ تسيلُ على مَهَلٍ.
لا مرآةَ لي، ولا مارّة،
بُدَلاءٌ كثيرونَ
يُرخون صواطِرَهم،
يسيحُ المكياجُ على سواعدَ تغفو.
غربانٌ سودٌ تحطُّ،
فُتَاتٌ على الخريفِ،
سناجبُ تُقشِّرُ العُمرَ بأسنانٍ خيالية،
وصوتٌ يقطعُ بأمرٍ:
أَعِدْها مرةً ثانية.
تبّاً له،
ها أنا
أدحرجُ روائحكنّ أمامي،
أفرشُها على البلاطِ،
وأصنع منها تماثيلَ بأنوفٍ طويلةٍ
لِمُهَرّجينَ سَفَلَة.
أطفأتُ وصاياكنّ في الزوايا
كسجائرَ مسروقةٍ عن عيونِ الممرّضاتِ،
نفثتُ رسائلكنّ في الحديقةِ
لتتعثّر الأقدامُ والعكازاتُ،
غرستُ وروداً ذابلةً في صالاتِ الانتظارِ
على أملِ زيارةِ الأعيادِ.
وهربتُ بالطبعِ،
ألم نتفقَ على أن المشهدَ الأجملَ
سريعٌ وخاطف.
أينَ دوري الأخير، خاتم الرواية:
خنجرٌ مسمومٌ في زقاقٍ معتمٍ،
أو عثرةُ قدمٍ على هاويةٍ
وعلى الأرجحِ،
رصاصةٌ طائشةٌ في بارٍ مزدحم....
حينها فقط،
لتشتعلَ أنوارُ الصالةِ،
ويخرج الناسُ، تدفعهم الإثارةُ
لمشاهدةِ حياتي أكثرَ من مرة.
أيها المخرجُ الغِرّ:
الفلمُ بطيءٌ،
لن أمثُلَ أمامَ عدستِكَ،
سأرتجلُ نهايتي،
فلستُ حَريّاً بالذكرياتِ،
وتباً للحنينِ.
لا أشتهي صورةً ذابلةً
لحياةٍ اهترأتْ
من شدّةِ الاستعمال.