الثلاثاء 22 يوليو 2025 أبوظبي الإمارات 33 °C
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جامع وجامعة الأزهر.. قبلة المسلمين العلمية

جامع وجامعة الأزهر.. قبلة المسلمين العلمية
28 مايو 2019 00:08

أحمد شعبان (القاهرة)

جامعة الأزهر بالقاهرة تعد الأكبر في العالم، وثالث أقدم جامعة، بعد جامعتي الزيتونة والقرويين، وظلت طوال تاريخها وحتى الآن كمؤسسة تعليمية، وهي المؤسسة الدينية العلمية الإسلامية الأعظم.
وتمثل جامعة الأزهر قبلة المسلمين العلمية، منذ أكثر من ألف عام وهي منارة العلم، وقبلة طلابه من أنحاء العالم لتحصيل العلوم الشرعية والطبيعية والإنسانية، وخلال تاريخها الطويل كانت مركزاً لنشر ثقافة الإسلام وتعاليمه، وتعلم في أروقتها من كل بلاد الدنيا الملوك والسلاطين والعلماء وغيرهم.
يعود تاريخ جامعة الأزهر إلى العهد الفاطمي، عندما وضع جوهر الصقلي حجر أساس الجامع الأزهر، بأمر من الخليفة المعز لدين الله الفاطمي، في سنة 359هـ - 971 م، وتم تخصيص الأزهر كمسجد رسمي للدعوة الدينية، وافتتح للصلاة لأول مرة في رمضان سنة 361 هـ، وسمي بالجامع الأزهر نسبة إلى السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها، والتي ينتسب إليها الفاطميون، ثم أصبح جامعة يتلقى فيها الطلاب مختلف العلوم الشرعية والعقلية، ويرجع الفضل إلى الوزير يعقوب بن كلس، حيث أشار على الخليفة العزيز سنة 378 هـ بتحويله إلى معهد للدراسة، بعد أن كان مقصوراً على العبادات الدينية.
وقد أقيمت الدراسة فعلياً بالجامع الأزهر في أواخر عهد المعز لدين الله الفاطمي، عندما جلس قاضي القضاة أبو الحسن بن النعمان المغربي سنة 365 هـ - 975م، في أول حلقة علمية تعليمية، ثم توالت حلقات العلم.
وكانت الدراسة بالأزهر على هيئة حلقات التدريس، حيث يجلس الأستاذ ليقرأ الدرس لتلاميذه والمستمعين إليه الذين يتحلّقون حوله، كذلك يجلس الفقهاء في المكان المخصص لهم من أروقته، ويتم الاعتراف بالأستاذ ليتولى التدريس بعد أن يجيزه أساتذته طبقاً لنظام اختبار في أحد عشر علماً.
والأزهر هو أول من اخترع نظام «المعيد» في العالم، وكانت وظيفة المعيد أن يُعيد على الطلاب ما قاله الأستاذ، وكان لابد للطالب الذي يريد أن يلتحق بالتدريس أن يجتاز الامتحان، وأن يزكيه عالمان من علماء أعمدة الأزهر الشريف، ثم يتقدم بطلب مصحوباً بالتزكية إلى شيخ الأزهر، فيشكل لجنة من 6 علماء يرأسهم الشيخ، ويضاف إليهم عضو سابع إذا ما كان المتقدم يريد الاختبار في المذهب الحنبلي، بحيث يمثل كل مذهب شيخان، وكان الطالب يختبر في أحد عشر علماً، فإذا أجادها أجيز صار أستاذ عمود ثم يترقى بعد ذلك.
وكان علماء جامعة الأزهر يقومون بجانب تعليم العلوم الشرعية، تدريس علوم الفلسفة والمنطق والرياضيات والطب على نطاق ضيق في بداية الأمر، إلى أن أنشأ الحاكم بأمر الله «دار الحكمة»، فتوسعت الدراسة لتشتمل على علوم الفلك، والحساب، والطب، والعمارة، والجيولوجيا، والتاريخ، وبعض العلوم الاجتماعية، وغيرها، وكان من أشهر العلماء الذين ارتبطت أسماؤهم بالأزهر الجامع والجامعة: ابن خلدون، وابن حجر العسقلاني، والسخاوي، وابن تغري بردي، وموسى بن ميمون، والحسن بن الهيثم، ومحمد بن يونس المصري، والقلقشندي.
وأخذ الأزهر الجامع والجامعة مكانته كمركز تعليمي في العصر المملوكي، وزوّد بالمكتبات والكتب النفيسة، ثم صارت مكتبته واحدة من أكبر وأعظم مكتبات الشرق والعالم، لما حوته من كنوز ونفائس. واستمر إعماره من قِبل عدد من سلاطين المماليك، حتى أصبح المدرسة الأم بالقاهرة، والجامعة الإسلامية الكبرى التي لا تنافسها أية جامعة أخرى في العالم الإسلامي أجمع.
وطوال عقود طويلة كانت الجامعة المصدر الوحيد لتحصيل العلوم، وتخريج موظفي ومعلمي الدولة في العالم الإسلامي.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©
نحن نستخدم "ملفات تعريف الارتباط" لنمنحك افضل تجربة مستخدم ممكنة. "انقر هنا" لمعرفة المزيد حول كيفية استخدامها
قبول رفض