"الشرعية" تصد محاولات تسلل للحوثيين في الحديدة

عقيل الحلالي، بسام عبدالسلام (عدن، صنعاء)

استهدفت ميليشيات الحوثي الإرهابية الموالية لإيران مدينة الضالع بصاروخ باليستي دون أن يسفر عن أي إصابات أو خسائر، فيما تصدت قوات الشرعية لهجمات ومحاولات تسلل للميليشيات داخل مدينة الحديدة ومديرية «بيت الفقيه»، وجاءت هذه التطورات فيما شرعت الميليشيات في عملية حشد جديدة للمقاتلين من مختلف مديريات العاصمة اليمنية.
واستهدفت ميليشيات الحوثي الإرهابية فجر أمس، مدينة الضالع بصاروخ باليستي دون أن يسفر عن أي إصابات أو خسائر. وأطلقت الميليشيات الصاروخ الباليستي من مناطق تمركزها في مديرية «دمت» شمالي محافظة الضالع. ووقع الصاروخ في مكان خالٍ من السكان بمنطقة «الوعرة» شمالي مدينة الضالع، دون أن يسفر انفجاره الذي دوى في الأرجاء عن سقوط أي ضحايا أو خسائر مادية.
ويأتي هذا في حين تكبدت فيه الميليشيات خسائر فادحة في الأرواح والعتاد القتالي في جبهات شمالي الضالع، وتحقيق قوات الجيش والمقاومة الشعبية تقدمات ميدانية كبيرة خلال معاركها ضد الميليشيات الحوثية منذ عدة أيام.
إلى ذلك، تصدت القوات المشتركة لهجمات ومحاولات تسلل لميليشيات الحوثي الإرهابية على مواقعها داخل مدينة الحديدة ومديرية «بيت الفقيه»، ضمن مسلسل خرق وقف إطلاق النار. وقالت مصادر في القوات المشتركة إنها تصدت خلال الساعات الماضية لمحاولات تسلل انتحارية للمليشيات الحوثية صوب الأحياء السكنية المحررة في شارع صنعاء، وأوقعت في صفوفهم قتلى وجرحى.
وفي منطقة «الجاح» بمديرية «بيت الفقيه» جنوبي الحديدة تم التصدي لهجمات مماثلة سقط فيها قتلى وجرحى وتدمير آليات قتالية.
ولم يقتصر التصعيد الحوثي في الحديدة على القصف بالمدفعية والأسلحة الثقيلة، بل باستخدام متزايد للصواريخ.
ويتزامن ذلك مع نشاط مكثف في عملية التحشيد والتجنيد في عدد من مديريات الحديدة. إذ دفع الحوثيون بمقاتلين وآليات قتالية منها منصات صواريخ إلى محيط مديريتي «التحيتا» و«حيس». وواصلت الميليشيات حفر الخنادق والأنفاق وتفخيخها بالألغام والعبوات الناسفة داخل المدينة بما يهدد حياة المدنيين، ويؤكد إصرار الميليشيات على نسف اتفاق ستوكهولم.
وأكد مصدر في الإعلام العسكري التابع للمقاومة الشعبية «رصد جرافات تابعة للمليشيات الحوثية تحفر أنفاقاً وخنادق خلف معسكر الدفاع الساحلي ومحيط جولة الحلقة جهة حي 7 يوليو في شارع الخمسين شمال شرق المدينة». وكانت وحدات الاستطلاع رصدت مطلع الأسبوع الماضي نشاطاً مكثفاً للميليشيات الحوثية في حفر خنادق وأنفاق شمال شرق المطار جنوب مدينة الحديدة.
ويعد حفر أنفاق وتلغيمها في شوارع وأحياء مدينة الحديدة جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية كونها تهدد حياة المدنيين.
وشرعت ميليشيات الحوثي في عملية حشد جديدة لمقاتلين إلى جبهاتها العسكرية من مختلف مديريات العاصمة اليمنية، عبر لجان جديدة شكلتها ما تسمى الهيئة العامة للزكاة. وقالت مصادر محلية بصنعاء، إن ميليشيات الحوثي شكلت لجاناً ميدانية تحت مسمى اللجان المجتمعية للمسح الميداني لحصر الفقراء والمساكين المستحقين لمصرف الزكاة، وذلك على مستوى مختلف الأحياء والحارات في مديريات العاصمة ومحافظة صنعاء، مشيرة إلى أن ظاهر عمل هذه اللجان هو حصر الفقراء، فيما تقوم هذه اللجان بجمع معلومات عن كل المواطنين في المديريات ثم استخدامها في عمليات الحشد للشباب للذهاب إلى جبهات القتال.
كما أفادت وسائل إعلام محلية، نقلاً عن مصادر مطلعة، أن اللجان التي شكلت من قبل مشرفي الميليشيات بدأت بعقد اجتماعات على مستوى الأحياء وعبر عقال الحارات، وطالبتهم بكشوف عن كافة المواطنين الساكنين في حاراتهم وعدد أفراد الأسرة وأعمارهم تحت مبرر أنه سيتم صرف زكاة للمستحقين من الفقراء والمساكين!
ووفقاً للمصادر فإنه تبين أن مسؤولي هيئة الزكاة الحوثيين ومشرفي الميليشيات على مستوى المديريات أوضحوا لعقال الحارات وللمسؤولين التنفيذيين بالمديريات أنه لن يتم صرف أي مبالغ لأي مواطنين إلا مقابل عملية حشد للمقاتلين وإرسالهم إلى الجبهات مقابل حصول أسرهم على مساعدات مالية وعينية تحت مسمى الزكاة.
وفي سياق آخر، تشهد مدينة ذمار حالة من التوتر عقب الاشتباكات العنيفة التي شهدتها المدينة على خلفية احتدام الصراع بين قيادات حوثية قادمة من صعدة ومشرفين موالين لهم في المدينة. وقال مصدر محلي: إن اشتباكات عنيفة شهدتها مديرية «الحداء» شمال مدينة ذمار عقب رفض قيادات حوثية محلية توجيهات قادمة من صعدة بتجنيد واختطاف الأطفال من قرى ومناطق ذمار وإرسالهم بالقوة لجبهات القتال، موضحاً أن المواجهات المسلحة استمرت لساعات بين عناصر مؤيدة ورافضة للتوجيهات الحوثية خصوصاً في ظل الخسائر التي تتكبدها الميليشيات في جبهات الضالع. وقال المصدر: إن الاشتباكات وقعت بين عناصر تابعة لقياديين حوثيين هما نبيل السيد وعبدالله عطية وأسفرت تلك المواجهات عن سقوط قتلى وجرحى من المسلحين الانقلابيين.
وتشهد مليشيات الحوثي بمحافظة ذمار خلافات وصراعات متكررة بين قياداتها ومشرفيها على خلفية قضايا فساد مالية وأخلاقية، حيث تطورات تلك الخلافات إلى مواجهات مسلحة خلفت العشرات من القتلى والجرحى من عناصرهم المسلحة.

أخبار ذات صلة

اليمن: لا سلام مع استمرار هجمات الحوثي ضد المدنيين والملاحة الدولية

«مجلس الأمن» يطالب الحوثي بإطلاق سراح طاقم «جالاكسي»

الحكومة اليمنية تتهم جريفيث بتجاوز الأعراف الدبلوماسية
كشفت الحكومة اليمنية أن المبعوث الأممي مارتن جريفيث ارتكب تجاوزات كبيرة للتقاليد والأعراف الدبلوماسية وقواعد القانون الدولي أضرت بعملية السلام التي يشهدها اليمن الواقع تحت وطأة الجرائم والانتهاكات التي تمارسها ميليشيات الحوثي الإرهابية. وأوضح وزير الإعلام اليمني معمر الأرياني أن المبعوث الدولي لليمن استمر بعقد لقاءات ثنائية مع زعيم ‎الميليشيات الحوثية طيلة الفترة الماضية، رغم كونه أحد المشمولين بالعقوبات الدولية تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة لدوره في إعاقة وتخريب العملية السياسية باليمن، لافتاً إلى أن تلك اللقاءات تمت دون تفويض من مجلس الأمن. وأضاف أن توجيه المبعوث الدولي الشكر لزعيم ‎الميليشيات في جلسة مجلس الأمن الأخيرة مثل سابقة خطيرة في تاريخ الأمم المتحدة، وتثير الكثير من علامات الاستفهام حول توافق أداء بعثتها في اليمن مع القانون الدولي وميثاق وأنظمة عمل الأمم المتحدة. ‏وقال الأرياني إن الأمر ذاته ينطبق على الإفادة الأخيرة لمارتن جريفيث لمجلس الأمن بخصوص مسرحية الانسحابات الأحادية من موانئ الحديدة، والذي تم دون تنسيق أو إشراف ورقابة من الحكومة الشرعية حسب الاتفاق، مشيراً إلى أن تلك الإفادة إنكار للحقيقة وأكبر عملية تضليل للمجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن منذ إنشائهم.