الإثنين 21 يوليو 2025 أبوظبي الإمارات 34 °C
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

متى تتفق الأمة الإسلامية على توحيد الرؤية وبدء الصوم؟

متى تتفق الأمة الإسلامية على توحيد الرؤية وبدء الصوم؟
4 أكتوبر 2005

القاهرة ـ أحمد شعبان وعمرو أبوالفضل:
أكرم الله الأمة الإسلامية بشهر رمضان وجعله أكرم الشهور وأعزها عند الله وعند المسلمين، يأتي هذا الشهر دائما ومعه البركة والخير· ولكن يأتي معه أيضا الخلاف بين علماء المسلمين حول رؤية الهلال وتوحيد الرؤية، نتيجة تمسك البعض بالنصوص الخاصة برؤية الهلال بالعين المجردة واتجاه البعض الآخر إلى الاستعانة بالحسابات الفلكية وأجهزة الرؤية الحديثة، الأمر الذي من شأنه توحيد الرؤية وتحقيق الوحدة بين المسلمين في هذه المناسبة العظيمة· وبين هؤلاء وهؤلاء يعاني المسلمون في كثير من بلدانهم··يرى كثيرون أن مشروع إنشاء القمر الصناعي الإسلامي يمكن أن يساهم إلى حد كبير في إيجاد حل لهذه المشكلة، ومن أجل ذلك نطرح القضية للحوار في هذا التحقيق:
يؤكد الدكتور صبري عبد الرؤوف -أستاذ أصول الفقه بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر- على ضرورة توحيد رؤية الهلال وتحقيق نوع من الوحدة بين الدول الإسلامية موضحا أن المولى سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم 'يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج' وهذا نص قرآني صريح في بيان أن هذه الأهلة ليست للرؤية فقط وإنما هي لتحديد مواقيت العبادة التي ربطها الله عز وجل بالرؤية، ومن أجل ذلك نرى الله سبحانه وتعالى يقول فيما يتعلق بالصيام 'فمن شهد منكم الصوم فليصمه' ويقول صلى الله عليه وسلم 'صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يوما' وكان الأولى بالمجتمعات الإسلامية أن تلتزم بقول الله تعالى 'فمن شهد منكم الشهر فليصمه' ومن لم يشهد الشهر فعليه أن يصوم تبعا لصيام غيره من أقرب البلاد إليه، مادام الذي شهد الرؤية من الصادقين المأمونين، ويأثم الإنسان إذا لم يلتزم بما رآه غيره ممن هو معروف بالصدق والصلاح
وإذا كان الناس في الزمن الماضي قد اختلفوا في تحديد بداية الصوم ونهايته، فقد كان لهم عذرهم لأن البلاد متباعدة ووسائل الاتصال لم تكن سهلة، أما في زماننا هذا فإن الأمر يختلف ولا نستطيع أن نقول باختلاف المطالع كما كنا في العهد الماضي، بل علينا الآن أن نعيش مع ركب الحضارة والمدنية والوسائل العصرية، وأن نأخذ بهذه الوسائل المستحدثة في تقريب المسافات لنعمل على وحدة الصيام بداية ونهاية، وليصوم المسلمون في وقت واحد ويفطرون في وقت واحد، ويشعرون بفرحة العيد في وقت واحد، خاصة بعد أن رأينا وسائل الاتصالات الحديثة قد يسرت الأمر لكل الأمور في هذا الزمن·
ويناشد الدكتور عبد الرؤوف القائمين على هذا الأمر أن يعملوا على وحدة الصيام ووحدة الأعياد على المستوى العالمي، حتى لا نجد دولة تخالف دولة أخرى مجاورة، الأمر الذي يجعل المسلم لا يشارك شقيقه المسلم في الفرحة والسعادة بالمناسبات الطيبة والأعياد السعيدة، فعلى كل مسؤول حسب موقعه واستطاعته أن يوصل هذا الصوت إلى الجهات المسؤولة لنعمل على وحدة الصف قولا وعملا، وعليه أيضا أن يعين على ذلك وإلا كان إثما·
ويوضح أن مشروع إنشاء القمر الاصطناعي الإسلامي ليس هو المطلوب بقدر الاتفاق بين أئمة المسلمين على المستوى العالمي، ويوم أن تتحد كلمتنا سيرضى الله عنا ويعلي قدرنا ويجعل راية الإسلام عالية خفاقة عملا بقوله تعالى 'كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله'، فالإيمان بالله عز وجل لن يتحقق بالقول وإنما يتحقق بالالتزام والتطبيق العملي ويكفي أن الله تعالى قال 'واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا'
جزء من الليل
ويقول الدكتور مبروك عطية أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر: الفقه الإسلامي متفق على أن هلال رمضان بالذات إذا ظهر في بلد تشارك غيرها في جزء من الليل صح لكل بلد اشتركت في هذا الجزء أن تصوم، وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم 'صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فأن غم عليكم فأتموا عدة شعبان ثلاثين يوما'، والأمر من رسول الله صلى الله عليه وسلم موجه إلى الأمة وهو دليل صحة هذه القاعدة
ويصح كذلك أن يكون لكل بلد مطلعه الخاص به إذا رآه أهله صاموا دون تقيد بغيرهم، ولا مشكلة في هذا ولكن يجب البحث في توحيد الرؤية، لأن الصيام من العبادات التي تخاطب بها الأمة، والله تبارك وتعالى لا يخاطب المسلمين دولة دولة وإنما يخاطبهم أمة وجماعة كما في قوله تعالى 'يا أيها الناس'، و'يا أيها الذين أمنوا'، و'كنتم خير أمة أخرجت للناس' وسائر أساليب القرآن الكريم على هذا النحو ويضيف قد ثبت عن الصحابة رضوان الله عليهم أنهم عولوا على رؤية الهلال بشاهد عدل رآه في بلدة أخرى كما ثبت عنهم كذلك أنهم اخذوا بالرأي الثاني، وما من شك في أن توحيد المطلع يقوي تلك الروابط التي تزيد الأمة إحساسا بوحدتها، فهي تعبد ربا واحدا وتصوم شهرا واحدا، قال الله فيه 'شهر رمضان الذي أُنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه' وفي تفسير 'شهد منكم الشهر' أي رأى هلاله وثبت لديه رؤيتهوإذا كانت الوحدة بين الدول الإسلامية والعربية وهي بلا شك يشترك معظمها في جزء من الليل قد عزت سياسيا واقتصاديا، فلا أقل في أن تكون متحدة الهلال عسى أن يكون في ذلك ما يدعو إلى الوحدة الكاملة التي هي العامل الأساسي في تغلبها على معضلاتها ومواجهتها لأعدائها الذين لا يريدون لها اتحادا في هلال ولا موطنا أو تضامنا وتكاملا
دور المجامع الفقهية
ويتفق مع الرأي السابق الدكتور أحمد يوسف سليمان -أستاذ ورئيس قسم الشريعة بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة- ويقول: الخلاف نشأ منذ أيام السلف الصالح حول هذا الموضوع، حيث برز اتجاهان، الأول يقول بأن كل البلدان التي تقع في جزء من الليل تصوم معا، أما الاتجاه الثاني فيرى أن البلاد التي يظهر بها تكون قد رأته، ومن هنا استمر الخلاف وظهر كلما هل علينا الشهر الكريم ولكن الوضع مختلف الآن لأن لدينا الوسائل الحديثة والقدرات العلمية أكبر، والمجمع الفقهي بمكة المكرمة اتفق على توحيد أوائل الشهر ومنها شهر رمضان، والاستطلاع للهلال يكون بالمناظير المكبرة بالإضافة إلى الحسابات الفلكيةوالواقع أن الحساب الفلكي يجب أخذه في الاعتبار لأن الوقوف على الرؤية المجردة جمود على النصوص·
وحدة الأمة الإسلامية
وحول توحيد رؤية هلال شهر رمضان والاستعانة بالقمر الاصطناعي يقول الدكتور نصر فريد واصل مفتي مصر الأسبق: العبادات شرعت لوحدة الأمة الإسلامية، ولو أنجز المسلمون مشروع القمر الاصطناعي الخاص برؤية الأهلة لما اختلفت الدول الإسلامية في بدء شهر رمضان، ووحدت بدايات الشهور الهجرية لديهم وما رأينا كل دولة من دول العالم الإسلامي تبدأ رمضان في يوم يختلف عن الأخرى، خاصة وان العالم الإسلامي كله يشترك في جزء من الليل مع مكة المكرمة وبين الدول الإسلامية وإذا توحدنا في أمور ديننا سهل علينا التوحد في بقية الأمور، كما أننا سنستفيد من هذا القمر في الدعوة إلى الإسلام والدفاع عنه ضد من يشوهونه ولكن للأسف لم يمكن إخراج هذا المشروع للنور أثناء فترة وجودي في دار الإفتاء بسبب التمويل فقد كان في حاجة إلى عشرين مليون دولار، فلم نجمع إلا 2 مليون جنيه فقط موجودة في الحساب الخاص بهذا المشروع، رغم أن لدينا في العالم الإسلامي من يستطيع أن يتبرع بالمبلغ كله والدراسات الكاملة للقمر قد أنجز جزء كبير منها، ووضعت اللمسات الأخيرة انتظارا للإمكانات المادية التي لم تتحقق في تلك الفترة، ولذلك فهو جاهز للتطبيق والتنفيذ، ولكن يجب علينا أن نتوحد أولا في أمور ديننا وان نستكمل مشروع القمر الاصطناعي حاليا
مشروع القمر الأصطناعي
ولمعرفة المزيد من التفصيلات والمعلومات حول القمر الاصطناعيالإسلامي الخاص برؤية الهلال تقول الدكتورة مرفت عوض -مديرة مركز دراسات واستشارات علوم الفضاء بكلية العلوم بجامعة القاهرة والمسؤولة عن المشروع- قامت جامعة القاهرة ممثلة في مركز علوم الفضاء بطرح مناقصة محدودة لتنفيذ مشروع القمر الاصطناعي الإسلامي -تصنيع واطلاق وتشغيل- وذلك لرصد الهلال لصالح دار الإفتاء المصرية، وقد أرسيت المناقصة على شركة إيطالية·أما بالنسبة لجهات تمويل القمر فتقول الدكتورة ميرفت عوض: جهات التمويل هي الدول الإسلامية كلها، وهناك لجنة عليا مسؤولة عن المشروع، مكونة من دولة الإمارات والسعودية ومصر والسودان والمغرب وكل الدول العربية والإسلامية وفي المرحلة القادمة سوف يتم عرض ما تم تنفيذه على هذه اللجنة لتستكمل بعدها مرحلة التنفيذ ·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©
نحن نستخدم "ملفات تعريف الارتباط" لنمنحك افضل تجربة مستخدم ممكنة. "انقر هنا" لمعرفة المزيد حول كيفية استخدامها
قبول رفض