«برادا» يستلهم شواطئ المالديف و«فريساتشي» يغازل التناقض و«دولتشي» جابانا يسترجع الثمانينات

قبل أيام اختتم أسبوع الموضة الإيطالي لربيع وصيف 2010 في ميلانو، والذي جاء ساحرا ومبهرا بكل المقاييس، حيث لمعت أسماء كبار المصممين الإيطاليين، الذين تنافسوا على جذب الانتباه والتميز، فيما انسحبت البساطة على معظم العروض العالمية لهذا الموسم. وأكدت عروض ميلانو الأخيرة في معظمها على مفهوم واحد، لخص من خلاله اتجاهات الموضة الجديدة لفصلي الربيع والصيف المقبلين، حيث عبّرت دور الأزياء الكبيرة عن توجهها لجيل الشباب بالذات، من خلال تصاميم مبتكرة استلهمت الروح الشبابية المعاصرة، والمظهر الغني والمتكلف لفتيات اليوم المنطلقات بحب الحياة وهوس الأناقة. وتاليا استعراض مختصر لأهم ما قدمه السحرة الإيطاليون: برادا يستهدف الشابات توجه «برادا» في مجموعة الربيع والصيف لـ2010 للفتاة الشابة الصغيرة، فأظهرها بشكل عصري أنيق ومفتوح، مستلهماً تصميماته من أجواء الشوارع الإيطالية الدافئة ورمال شواطئ جزر المالديف، مع ثريات الصالونات الفرنسية الأنيقة، فقدم تشكيلته ببساطة شديدة وانسيابية سهلة، فساتين صيفية بدون أكمام، وتنانير مستقيمة مع بنطلونات قصيرة ( برمودا، شورت)، ومعاطف بسيطة وخفيفة، نفذها بفخامة الحرير المتكلف، السادة والمطبّع، بادئاً بالألوان السوداء والرمادية والفضية، ثم منفتحا شيئا فشيئا على الأقمشة المترفة المطبوعة بالأزرق الممّوه أوالبنفسجي المتدرّج، ثم تلك المشجرة بالأبيض والأسود. أما للسهرات فقد فضّل « برادا» فتاته بقطع قصيرة جداً ومفتوحة تعلوها شبكات منسوجة بحبات الكريستال الشفاف مع ألق المعدن، ولتكتمل الصورة النهائية لحلمه الجميل، ارتدت عارضاته الثائرات صنادل عالية ومزخرفة بالخرز والكريستال المتحرك الذي يصدر أنينا جميلا مع دقة كل قدم. فيرساتشي بركان أفكار المصمم البريطاني «كريستوفر كين» Christopher Kane «أطلق مجموعته الجديدة ضمن خط فيرساتشي فرسيس، وتحت إشراف صاحبة الدار المبدعة « دوناتيلا فيرساتشي» التي دخلت عالم الموضة من بوابة أخيها المصمم الراحل جياني فيرساتشي حيث استلمت الدار بعد وفاته سنة 1997، فأكملت من حيث انتهى مشوار النجاح والشهرة، وقد وصفت دونتيلا مصممها الشاب والواعد بأنه بركان من الأفكار، يعرف كيف يلبس جسد المرأة كما يجب، وهو عصري وخلاق، ويصمم لجيل الشباب بما يتلاءم مع العالم الجديد، وهذا هو مستقبل الأزياء في نظرها، وهو ما أكده كين» من خلال أسبوع ميلانو للأزياء، حيث جاءت المجموعة الأخيرة لربيع والصيف 2010 لدار «فريساتشي» غامضة، ثائرة، ومتمردة، معبرّة عن تناقض حاد بين روح الحرير ونعومته، والمدمجة مع برودة المعدن وقسوته. وقد كانت التشكيلة مكونة من 21 قطعة تتراوح ألوانها بين الأسود والأحمر، منفذة بأقمشة لدنة ومطواعة كالجرسية، الدانتيل، الحرير، وبعض الخامات الجديدة والمبتكرة، واحتوت على العديد من الفساتين القصيرة والراقية، التي زينت بإكسسوارات عصرية، مع أحذية جميلة مسطحة وأخرى عالية، وصنادل صيفية، كلها مطعمة بالسلاسل المعدنية، فطغت جاذبية امرأة فيرساتشي وغموضها على أجواء ميلانو الساحرة. دولتشي جابانا الساحر كان أسبوع الموضة في ميلانو حافلا بمجموعات رائعة لربيع رصيف 2010 لأكبر المصممين العالميين، ولكن لا أحد نافس تشكيلة «دولتشي آند جابان» المفعمة بالرومانسية والسحر، والتي عبر عنها المصمم «ســـــتيفانو جابانا» قائلا إنها باقة مستوحاة من أوائل الثمانينات وطراز نجمة البوب الشهيرة مادونا في الأزياء، حيث تركزت القصّات لتظهر أجمل الانحناءات في جسد المرأة، فاستخدم دانتيلات رقيقة وحرائر بتفاصيل متكلفة ورفيعة المستوى، وأقمشة بطبعات النمر التي تميز «دولتشي جابانا» ممزوجة مع نقشات زاهية من زهور الربيع المتفتحة، كورســـــيهات ومشدات تلتف حول الخصر بحنان، وديكولتيهات محفورة ومغـرية تظهر جمال الصدر والعنق، جاكيتات ضيقة، وفساتين قصيرة وخفيفة، وتنانير هفهافة وناعمة، تغازل حرارة الصيف وتعكس جمال المرأة بأسلوب مثير وحساس. أما ألوانه فقد كانت جريئة ومرحة تعبر عن حب الحياة وروح الشباب. وقد كانت خطوات أقدام العارضات رشيقة وخفيفة بحيث لا تكاد تلامس منصة العرض، وهن يتمايلن بأحذية الكعب العالي الذي يلف الكاحل برقة الحرير وغنى الدانتيل، في الملخص تفوق «دولتشي جابانا» على نفسه في ميلانو، بمجموعة انثوية جذابة وساحرة بكل المقاييس.