السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

استشاريو التوطين

1 يونيو 2010 22:08
بداية هذا الأسبوع كنت متطفلاً على منتدى التوطين في أبوظبي والذي حضره أكثر من 200 شخصية من صناع القرار وخبراء الموارد البشرية والمديرين التنفيذيين في المؤسسات والشركات المحلية، من أجل مناقشة إيجاد حلول عملية لقضية الاستمرارية الوظيفية التي باتت أحد أبرز تحديات عملية التوطين في القطاعين الخاص والعام. ووجدتني أصاب بنوبة ضحك سخيفة جاهدت لكبتها وإخفائها عندما اقترب مني أحد الزملاء الصحفيين الأجانب ممن احتشدوا لتغطية جلسات المنتدى ليقول لي: ترى ما المقصود بالتوطين؟ غير أنني التفت إليه مستغرباً مستفهماً، فأضاف محاولا الإيضاح، أليس من العجيب أن يكون المتحدثون عن التوطين يتحدثون بالإنجليزية..! إذا كان مثل هذا المنتدى غير قادر على توطين المتحدثين فيه أو على الأقل لغة البلاد الأصلية، وهم يتحدثون عن موضوع هام ومطلب وطني، فإن ذلك يعكس نوعا من الوصول إلى غاية وهدف المنتدى..! هززت كتفي ببلاهة وعدم اكتراث حتى لا يقال إنني لا أفهم الإنجليزية، ورطنت بكلمات غير مفهومة مبدياً تركيزي واهتمامي بجلسات المنتدى، غير أنني وجدت أفكار المنتدى تؤثر على عقلي فلا أكاد استوعب ما يقال خصوصاً أنني لست من المتخصصين بل من المتطفلين. لاشك أن هناك جهداً يبذل من أجل وضع مسألة رفع نسب توطين الوظائف، سواء كان ذلك الجهد من الجهات المعنية أو كان من المواطنين الباحثين عن وظائف الذين تجد كثيرين منهم يسعون للانخراط في البرامج التأهيلية من أجل التطور للتمكن من تحمل مسؤوليات الوظيفة. الواقع انه، وبحسب الخبراء الاقتصاديين، فإن دولة الإمارات قادرة على لعب دور رائد ومنافس في المنطقة وفي النظام الاقتصادي العالمي عبر الاستخدام الأمثل لمواردها الطبيعية والتي يعتبر العنصر البشري أكثرها أهمية. وهو ما وضعته رؤية أبوظبي الاقتصادية ضمن أهم أولوياتها على أساس أن الكوادر البشرية المواطنة هي الثروة الحقيقية، وأن الاستثمار في تطوير جيل قيادي متعلم وقادر على المنافسة عالمياً هو السبيل الأمثل لتحقيق اقتصاد مستدام. ويبقى سؤال يراود العقل المنهك، ترى إذا كانت هناك وظائف وهناك مواطنون يبحثون عن وظائف فأين تكمن المشكلة؟ لماذا نعقدها ونستدعي الخبراء والاستشاريين؟ الاستشاريون لابد أن يؤدون عملهم ولذلك فهم يقدمون حلولا صعبة وتحتاج الى دراسات وبإحصائيات واستقصاءات وشغل الورقتين كما يقول المصريون، ماذا لو استمع أحد لنصيحة ساذجة من واحد مثلي ليس خبيراً ولا استشاريا، ماذا لو تم تسكين الباحثين عن وظائف في الوظائف التي تناسب تخصصاتهم، ماذا لو تم تطوير وتدريب من كان بحاجة إلى ذلك بعد حصوله على الوظيفة.!
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©