تأهل منتخب الإمارات إلى دور الـ 16 كما كان متوقعاً، وحقق أهدافه بصدارة المجموعة، لكن بعد كل لقاء لـ «الأبيض»، كانت هناك رد الفعل نفسه، عدم رضا عن الأداء، وتخوف من المدرب، وزاكيروني ليس محبوب الجماهير حتى اللحظة.
على شاشة «أبوظبي الرياضية»، بعد نهاية المباراة ضد تايلاند، قال أحد المشجعين «هذا ليس المنتخب الذي اعتدناه»، في حين قال آخر، «صحيح تصدرنا، لكن هذا المنتخب لن يمضي بعيداً».. كلمات لو لم تكن تعرف ترتيب المجموعة، لاعتقدت أن صاحب الأرض غادر البطولة مبكراً.
ولا يمكن إلا الاتفاق مع الجماهير والإعلام، بأن الأداء أقل حدة وكثافة، مما يستطيع اللاعبون تقديمه، وأنك تشعر بشيء من التقييد للاعبين على أرض الملعب، وكأنهم مثقلون بأوامر انضباطية تكتيكية، وهذا ربما يخالف طبيعتهم المتحررة، وهي أمور واضحة للجميع.
لكن السؤال الدائم في البطولات القصيرة، ماذا يجب أن تفعل تجاه فريق يحقق أهدافه، وإن لم يعجبك أداءه؟، ألا يعيدنا هذا إلى دائرة إيميه جاكيه وما كتبه في مقال عام 2000 عن إنجازه في مونديال 1998، وجاء فيه «لقد حققنا المونديال عندما كانت الصحافة جميعها تنتقدنا، ورغم ذلك لم نغير الطريق وآمنا بطريقتنا»، وكان يقصد وقتها انتقاد أداء فرنسا في البطولة التي عانت خلال طريقها إلى النهائي، فهزمت باراجواي بهدف ذهبي وإيطاليا بركلات الترجيح، وعادت بصعوبة أمام كرواتيا لتفوز 2-1.
الجواب على السؤال السابق بسيط.. «لا شيء»، فلا منطق لتطالب بإقالة مدرب يحقق الأهداف، ولا فائدة من وضع ضغوط سلبية عليه، وليس بالأمر الجيد إشعار اللاعبين كأنهم لم يؤدوا المطلوب منهم، في حين أنهم فعلوا ذلك لو كنا ننظر إلى النتائج والأهداف الموضوعة.
ولعل سؤالاً آخر يقودنا أكثر إلى ما أريد الوصول إليه.. «كيف سنقيم أداء المدرب والمنتخب في النهاية لو كان يلعب بشكل جميل؟»، هل سنقول لو خرج من الدور الثاني بأنه قدم كرة جميلة جذابة، لكن الحظ السيئ عانده؟.. أم أنه خرج من أدوار مبكرة، وهذا فشل للمدرب والاتحاد أيضاً؟
الخلاصة، ما دامت البطولة قد بدأت، ودخل المنتخب معترك المنافسات، ولاعبونا غير جاهزين 100% للتعامل مع الإعلام دون تعرضهم للتشتت، فأميل أكثر إلى أن الدور المقبل أكثر جدية، ويحتاج لرسالة مختلفة، فيها لمسة تفاؤل وشحن إيجابي أكثر من مطالبة بتغييرات فنية، نعرف جميعاً أنها لن تحدث في هذا الوقت القصير.