31 مارس 2012
بلغت قيمة التحويلات المالية لمصلحة مشروع كفالة الأيتام الذي تنفذه هيئة الهلال الأحمر الإماراتية، نحو 750 مليون درهم، وذلك منذ انطلاقه عام 1986 حتى نهاية العام الماضي، استفاد منها 65 ألف يتيم من داخل الدولة وخارجها.
وقالت نعيمة عيد المهيري مديرة إدارة كفالة الأيتام في الهيئة، إن عدد المكفولين في مشروع كفالة الأيتام وصل إلى 62 ألفا و405 أيتام موزعين في 27 دولة، وتتولى الإشراف عليهم 33 جهة في العديد من الدول الأفريقية والآسيوية والأوروبية، فيما وصل عدد الأيتام الذين تكفلهم الهيئة داخل الدولة إلى 3 آلاف و92 يتيما، يتولى الإنفاق عليهم الكفلاء والمحسنون وشركاء الهيئة.
ولفت المهيري أن الهيئة اعتمدت سن 22 عاماً لانتهاء كفالة الأيتام من الجنسين باعتباره السن الرسمي في غالبية الدول، حيث يستكمل اليتيم المرحلة الجامعية التي من شأنها أن تؤهله لمواجهة الحياة، وخوض غمار العمل والقدرة على الكسب، وتستثني الهيئة الأيتام الذين يتركون مقاعد الدراسة في سن مبكرة وينخرطون في العمل، أو المتزوجين منهم.
وحددت الهيئة قيمة كفالة اليتيم داخل الدولة بـ 300 درهم شهرياً أما خارج الدولة فتتراوح قيمة الكفالة بين 150 و200 درهم في الشهر، وكثيراً ما يخصص الكفلاء مبالغ مالية أكبر وهدايا عينية مختلفة للأيتام في الأعياد والمناسبات رغبةً منهم في توفير حياةً كريمةً لهم وإسعادهم، وتلبيةً لاحتياجاتهم المختلفة في ظل الغلاء المعيشي، وتعمل الهيئة على رعاية الأيتام فاقدي الوالدين الذين ينتقلون إلي الأسر البديلة، وضمهم لدار زايد للرعاية الإنسانية في مدينة العين، وتشملهم الهيئة أيضاً بمساعداتها الإنسانية.
وأشارت المهيري إلى حرص هيئة الهلال الأحمر على تطبيق الشعار (العناية بالحياة) الذي ترفعه منذ نشأتها من أجل صون وحماية كرامة الإنسان في جميع أنحاء العالم وفي أي وقت وتحت أي ظرف تلبية لنداء الواجب الإنساني ودعماً للفئات الأشدُ حاجةً للمساندة داخل الدولة وفي العديد من دول العالم دون تمييز أو تفرقة بين جنس وآخر، أو عرق أو معتقد أو لغة، كما تحرص الهيئة على مد جسور التعاون والشراكة الإنسانية والخيرية بينها وبين المحسنين الذين يدعمون جهودها الإنسانية لتصل تبرعاتهم النقدية والعينية إلي المحتاجين والمعوزين وشرائح أخرى في المجتمع هم في أمسُ الحاجة للمساعدة والعون، منهم الأيتام الذين أنشأت لهم الهيئة إدارة الكفالات وشؤون الأيتام لترعى شؤونهم وتهتم بهم.
ووضعت الهيئة شروطا وضوابط شرعية وقانونية تجمع بين مقاصد الشريعة الإسلامية وأحكامها يتم بموجبها كفالة اليتيم من قبل الهيئة، منها أن يكون الطفل (ذكراً أو أنثى) فاقداً لوالده أو الوالدين معاً بمعنى أنه في حالة فقد الوالد، وعدم وجود معيل يقوم الكافل مقام الوالد الذي يقدم الدعم والرعاية لليتيم حتى يصل للسن التي تمكنه من الاعتماد على نفسه، والقدرة على الكسب وعدم التخلي عنه قبل ذلك خوفاً عليه من الضياع،أما بالنسبة للأيتام المقيمين داخل الدولة، فقد اشترطت الهيئة أن تكون إقامتهم سارية المفعول، والأيتام خارج الدولة أن تكون محل إقامتهم ضمن المناطق القريبة من مراكز عمل جهة إشراف الهيئة في الدول التي ترعى فيها الأيتام، كما راعت الهيئة أولوية حاجة اليتيم وضيق ذات يد أسرته وعدم كفالته من جهة أخرى، وألا يتجاوز عمر اليتيم 15 عاماً.
وأشارت إلى أن الأيتام المكفولين من هيئة الهلال الأحمر يحصلون على الرعاية الصحية والعلاجية ومساعدتهم في إجراء العمليات الجراحية، وشراء الأدوية والعلاج في العيادات الخارجية والتنسيق مع الجهات المختصة بالدولة للحصول علي الرعاية الصحية المجانية للأيتام وحاضناتهم في المراكز والمستشفيات الحكومية، وذلك في اطار مشروع (عونك).
وأوضح أن الهيئة تزود الأيتام سنوياً بالحقيبة المدرسية الشاملة لجميع أنواع القرطاسية، كما تساعدهم في دفع الأقساط المدرسية وشراء الكتب، ولتشجيع المتفوقين من الطلبة الأيتام، تعمل الهيئة على تكريمهم ومنحهم الجوائز العينية والمالية، كما تهتم بإشراك اليتيم في الحياة العامة.
وتنظم الهيئة للأيتام احتفالات جماعية في الأعياد والمناسبات والقيام برحلات ترفيهية، وإقامة المسابقات المشتركة للأيتام وتشجيعهم على ممارسة الرياضات المختلفة، وتأمين المعدات الرياضية والملابس اللازمة، والمشاركة في الدورات والبطولات الرياضية التي تنظمها الهيئة فيما بينهم، وتعمل على إشراكهم في الدورات التدريبية الخاصة بتعلم الحرف اليدوية، ودورات الحاسب الآلي، واجتماعياً تحرص الهيئة علي زيارة مشرفين الإدارة للأيتام في جميع المناسبات وبحث المشاكل التي تعترضهم وتقديم المساعدات العينية والمادية لهم خاصة بمشاريع الهيئة الموسمية كمشروع كسوة العيد وزكاة الفطر والأضاحي، وإفطار الصائم والمير الرمضاني.
وتعقد الهيئة الدورات واللقاءات المستمرة بين المشرفين وأولياء أمور الأيتام لمتابعة مسيرتهم الحياتية والاطمئنان عليهم من الناحية الصحية والتعليمية ورعاية الأمهات، والحاضنات للأيتام الذين تكفلهم الهيئة، بالإضافة إلى تنفيذ بعض المشاريع الإنتاجية للنهوض باُسر الأيتام مادياً، حيث لا توجد أي مشاريع ريعية أو ربحية لبرامج كفالة الأيتام سوى الكفالات الشهرية للكفلاء وتبرعات المحسنين والكوبونات التسويقية لدعم الأيتام الموجودة لدى مندوبي الهيئة في مراكز التسويق وجمع التبرعات المختلفة.
وانطلق مشروع كفالة الأيتام عام 1986 بعد تأسيس الهيئة بثلاث سنوات،وواكب المشروع منذ البدايات الأولى له مسيرة المشاريع الإنسانية والخيرية للهيئة التي حظيت باهتمام كبير من القيادة العليا لإدارة الهيئة، ويهدف إلي رعاية اليتيم مادياً وصحياً ويهتم بتنشئته اجتماعياً وتعليمياً وتربوياً، اتساقاً مع تعاليم الدين الإسلامي الحنيف والنهج الخيري للدولة وهيئة الهلال الأحمر التي تشكل المبادئ الأساسية للحركة الدولية للهلال الأحمر والصليب الأحمر أهم أهدافها ورسالتها وهي الإنسانية والعالمية.
وحظي المشروع خلال السنوات الماضية بدعمٍ من إدارة الهيئة والمحسنين والمتبرعين شركاء الهيئة الاستراتيجيين في العمل الإنساني، كما أضافت جائزة “البر لكافل اليتيم” التي أطلقتها سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة”أم الإمارات” أهمية خاصة لهذا المشروع في تعريف الآف الكفلاء به، وأعطت دفعةً كبيرةً لكفالة آلاف الأيتام داخل الدولة وفي العديد من دول العالم.
ويهدف المشروع إلى رفع المعاناة عن الأيتام وعائلاتهم وسد حاجتهم الأساسية من المأكل والمشرب والملبس، وإعلام المجتمع الإماراتي بمعاناة الأيتام، والعمل علي زيادة كفلاء الأيتام، وإبراز الصورة المشرفة لهيئة الهلال الأحمر داخل الدولة وخارجها.
المصدر: أبوظبي