عصام أبو القاسم (الشارقة)
اختتمت اللجنة الثقافية في جمعية المسرحيين مساء أمس الأول برنامجها لشهر رمضان والموسوم «عيون المسرح الإماراتي» والذي تقدم عبره تسجيلات مصورة لمجموعة من العروض المسرحية المحلية التي قدمت في العقود الماضية عبر شاشة بروجكتر تحتضنها قاعة المحاضرات بالجمعية. واحتفت السهرة الختامية بمسرحية «الوحوش لا تغني» التي قدمتها فرقة المسرح الحديث في الشارقة في سنة 1987، والمسرحية من تأليف السوري الراحل ممدوح عدوان وأخرجها للفرقة الفنان السوداني الراحل يحيى الحاج وشارك بالتمثيل في العرض نخبة من فناني المسرح المحلي، من بينهم ناجي الحاي، وأحمد بورحيمة، وجمال مطر، وعلي جمال، وخالد النابودة.
وعقب مشاهدة المادة الفلمية، أدار الفنان محمد الشامسي حواراً مع بعض المشاركين به والمتابعين لظروف إنتاجه، حيث تكلم الفنان إبراهيم سالم عن الدور الكبير والملهم الذي لعبه الراحل يحيى الحاج في جمع هذه الثلة المتميزة من المسرحيين الإماراتيين في ذلك الوقت الباكر، وقال إن «هذه المجموعة من المسرحيين الشبان حينذاك تميزت عن سواها بأنها لم تغب عن المسرح، فمنهم من صار وكيلاً ومنهم من أضحى مديراً مسرحياً كما أن بينها من اشتهر إعلامياً ومن رسخ في مجال السينوغرافيا». وبيّن سالم أنه كان يفترض أن يشارك في العرض ممثلاً، إلا أن ظروف دراسته في الكويت حالت دون ذلك، وهو تحدث بتقدير عن الأثر الطيب الذي خلفه يحيى الحاج، مهنياً واجتماعياً وإنسانياً.
من جانبه، تحدث المسرحي محمد جمال، عن ظروف إعداد العمل، مشيراً إلى أن العرض الذي قدم قبل ثلاثة عقود انتجته الفرقة في إطار نشاطها الدوري وتم عرضه بمسرح قصر الثقافة في ليلتين، وأتيح للجمهور مجاناً، وهو لم يقدم في إطار مهرجان أو فعالية مسرحية أخرى.
وتابع محمد جمال قوله لافتاً إلى حالة الانسجام التي طبعت أداء فريق التمثيل في العرض، وقال إن الأمر كان يصل إلى حد أن يقوم أي واحد من المشاركين بدور الآخر في سهولة. وقدم العرض باللغة العربية واستمر لأكثر من 90 دقيقة في نسخته الأصلية، إلا أن عرض الفيديو تم تقليص زمنه لساعة واحدة.
كما تكلم خالد النابودة، أحد المشاركين في العرض، عن تجربة مشاركته، وقال إنه كان لا يزال يدرس في الجامعة، وكان يأتي إلى البروفات في عطلة الخميس والجمعة، كما تحدث عن حماسهم وشغفهم بالمسرح بوصفه نشاطاً فنياً جديداً، وقال إن الراحل يحيى الحاج كان يعلمهم التمثيل بكل تقنياته، وان كل ما ظهر في صور الأداء هو مما تعلموه في ورشة تدريبية سبقت تقديم العرض واستمرت لثلاثة أشهر. وتحدث النابودة عن الإشكاليات التي رافقت فترة الثمانينيات في مجال الإنتاج المسرحي، مشيراً إلى أن الوضع صار الآن أفضل، والإمكانيات تزايدت، قبل أن يستدرك مبينا أنهم وضعوا حجر الأساس لفعل مسرحي رصين.