سيد الحجار (أبوظبي)
تحرص كثير من الشركات والهيئات على تنظيم إفطار جماعي للموظفين والعاملين لديها خلال شهر رمضان المبارك، وهو ما يسهم في تعزيز التواصل الاجتماعي بين الموظفين، وينعكس بالإيجاب على بيئة العمل. كما تفضل شركات وهيئات تنظيم حفلات سحور تمتد لساعات طويلة في الليل، ما يسمح للموظفين والعاملين بالمزيد من فرص التواصل وتعزيز العلاقات.
وتعد مثل هذه المناسبات فرصة جيدة للموظفين للتواصل الشخصي، لاسيما أن كثيراً من ظروف العمل ببعض الجهات لا تسمح للعاملين بها بالتواصل، فضلاً عن اختلاف مواقع العمل للكثير من الموظفين، وهو ما يجعل من الإفطار أو السحور فرصة جيدة للتواصل بين هؤلاء الموظفين، كما أن مشاركة مختلف الجنسيات والديانات في هذه المناسبات تعزز من نشر ثقافة التسامح في الدولة، لاسيما في ظل اعتماد 2019 عاماً للتسامح.
كما تسمح هذه اللقاءات لتعزيز التواصل بين المديرين والمسؤولين وموظفيهم، وهو ما ينعكس بالإيجاب على مناخ العمل، ويزيل الكثير من الحواجز، ويمثل حافزاً لكثير من الموظفين لتقديم أفضل ما لديهم خلال عملهم، لاسيما من صغار العاملين، والذين لا تتاح فرص كثيرة لهم بالتواصل مع رؤساهم، فضلا عن حرص كثير من المسؤولين على التقاط صور جماعية للعاملين والحضور كافة.
وتحرص شركات على تنظيم مسابقات وجوائز وسحوبات للموظفين، خلال حفلات الإفطار والسحور الجماعي، وهو ما يضفي جواً من البهجة على هذه المناسبات، لاسيما في ظل تنوع الجوائز، والتي تسمح للموظفين كافة تقريباً بالفوز بجوائز متنوعة.
ويمثل سماح بعض الشركات والهيئات، بحضور أسر الموظفين خلال لقاءات الإفطار أو السحور الجماعي، فرصة جيدة لتعزيز العلاقات الاجتماعية والعائلية بين الموظفين، فضلاً عن أهمية ذلك في مراعاة عدم تغيب كثير من الموظفين - والذين لا تسمح لهم ظروفهم بالتخلي عن عائلاتهم - عن حضور هذه اللقاءات. كما لا يمكن إغفال أهمية هذه المناسبات في دعم مناخ العمل، من خلال عقد لقاءات ومناقشات عمل خلالها، لاسيما بين المديرين والمسؤولين، والذين لا تسمح لهم ظروف العمل أحياناً بالتواصل المباشر، خاصة في ظل العمل بمواقع مختلفة تابعة للشركة ذاتها أو الهيئة.
ويقول خالد حسين: الإفطار الجماعي للموظفين يمثل فرصة مثالية للتواصل وتعزيز العلاقات الاجتماعية بين العاملين في ذات الشركة، لاسيما بين الأقسام المختلفة، خاصة أن ظروف العمل لا تتيح لكثير من الموظفين التواصل مع بقية الأقسام، كما أن الشركة تضم إدارات مختلفة تعمل في مناطق متباينة، وفي إمارات عدة، حيث يقتصر التواصل طوال العام عبر الهاتف والتواصل الإلكتروني، ما يجعل من مثل هذه المناسبات فرصة جيدة للتواصل المباشر، وهو ما يعزز من مناخ العمل.
ويضيف أن طبيعة العمل في كثير من الجهات قد لا تسمح للموظفين بالتواصل، بينما تتيح مثل هذه اللقاءات المجال لبناء علاقات صداقة وعلاقات اجتماعية وأسرية تستمر طويلاً، وهو ما يعود بالإيجاب على العمل، من خلال زيادة التعاون والعمل المشترك. ويقول مصطفى هارون: «رمضان شهر المودة والتراحم والمحبة وصلة الرحم والتواصل، وطوال العام كثير من تشهد بيئة العمل بعض التوتر أو خلافات العمل بين الموظفين، وهو ما يجعل من مناسبات الإفطار أو السحور الجماعي فرصة مثالية لإذابة أي خلافات في العمل، بل وخلق صداقات تدعم مناخ العمل».
ويوضح أن بعض الموظفين الذين يعملون في مواقع خارج المقر الرئيسي للشركة أو في أفرع الشركة بإمارات أخرى، لا تتاح لهم في كثير من الأحيان فرص التواصل المباشر مع مديرهم أو مع المسؤولين عن الشركة، وهو ما يجعل من الإفطار الجماعي في رمضان فرصة للالتقاء بين هؤلاء الموظفين ورؤساءهم، والإطلاع بشكل مباشر على متطلبات وإجراءات العمل.
بينما يشير عمر محمود إلى تفضيله لقاءات السحور، والتي تتيح المزيد من الوقت للموظفين للتواصل، مقارنة بلقاءات الإفطار، والتي تنتهي غالباً مع موعد صلاة العشاء والتراويح، كما يفضل الكثير تنظيم هذه المناسبات قبل العشر الأواخر من رمضان. إلى ذلك، تقول ريد الظاهري عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة أبوظبي: إن تنظيم الشركات للإفطار أو السحور الجماعي للموظفين يعد فرصة جيدة للتواصل بين العاملين بذات المؤسسة أو في ذات الوقت تعزيز التواصل بين المسؤولين بالشركات والموظفين، لاسيما أن ظروف العمل لا تسمح لكثير من هؤلاء الموظفين بالتواصل مع رؤسائهم.
وتوضح أن لقاءات الإفطار تفتح المجال للتواصل بين الشركات التي تعمل ضمن مجموعة، وهو ما ينعكس على بيئة العمل، حيث تضم العديد من المجموعات شركات تعمل في قطاعات عدة، ولا تتاح للعاملين بهذه الشركات التواصل المستمر، برغم أهمية ذلك في تعزيز مناخ العمل.