السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سارة السناني: أطمح لأكون أول وزيرة من أصحاب الهمم

سارة السناني: أطمح لأكون أول وزيرة من أصحاب الهمم
26 مايو 2019 03:57

أحمد السعداوي (الاتحاد)

المشكلات الصحية لا يمكن أن تقف عائقاً أمام تحقيق الأحلام والطموحات، بل يمكن أن تكون هي المحفز على الإبداع والتميز في مجالات متنوعة، هذا ما آمنت به، ابنة الإمارات سارة السناني، إحدى أصحاب الهمم، التي استطاعت مجابهة العديد من التحديات منذ الطفولة، والتغلب عليها لتصبح على مشارف التخرج من دراستها العليا بمشروع تخرجها عن البيئة والصحة والسلامة، وهو أقرب المجالات لدراسة الطب الذي مثل الحلم الأول للسناني، عملت على تحقيقه عبر مراحل تعليمها المختلفة.
فضلاً عن إنجازاتها الرياضية المتنوعة كواحدة من لاعبات القوى الإماراتيات المتميزات عبر تحقيق 50 ميدالية مختلفة بين ذهب وفضة وبرونز خلال مشاركات محلية ودولية متنوعة، بحسب السناني خلال حديثها إلى «الاتحاد». مشكلة الوعي تقول السناني: «إن إصابتها بشلل في المخ منذ الولادة أوجد لها مشاكل صحية في مرحلة مبكرة من حياتها، وفي بداية الأمر لم تكن متقبلة للوضع حين ترى الأطفال الآخرين في صحة كاملة، وترى نقصاً في بعض الأشياء الخاصة بها وعدم قدرتها على ممارسة بعض الأنشطة التي تحب، كما كانت تهتم بكلام الناس إلى حد كبير وتتأثر بما يتحدثون به عنها، وهو ما استطاعت التغلب عليه بمرور الوقت».
ومن أهم المشكلات التي واجهتها في البداية، تروي السناني، حين التحقت بالمرحلة الدراسية الأولى وتحديداً من الصف الأول إلى الصف الثالث، وجدت أن المجتمع ليس لديه وعي كاف عن أصحاب الهمم والصعوبات التي قد يعانونها والطريقة المثلى للتعامل معهم، وبعدها انتقلت لمؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم في الصف الثالث إلى الصف التاسع.
وخضعت لعديد من برامج العلاج والتأهيل تحت إشراف متخصصين على أعلى مستوى بالمؤسسة.
وتشرح أنه أثناء تلك المرحلة المهمة في حياتها تعلمت من المعلمين والمعلمات أن الحياة تحتاج إلى الثقة والإصرار والإرادة، ما شجعني أكثر على الانتهاء من مرحلة التعليم الأساسي والانتقال بنجاح إلى المرحلة الثانوية في مدرسة إمامة بنت الحارث في أبوظبي، في بداية الأمر تخوف المسؤولون هناك من هذه التجربة الجديدة لكونها أول فتاة من أصحاب الهمم تلتحق بهذه المدرسة، غير أنها أثبتت لهم أن لا حاجة إلى الخوف والقلق وأنها قادرة على إكمال المرحلة الدراسية مهما واجهها من صعوبات، وبالفعل عملت على تعلم اللغة الإنجليزية حتى تمضي في دروسها بسهولة، وبفضل الله نجحت في الثانوية العامة، والتحقت عقب ذلك بمعهد الجزيرة للعلوم والتكنولوجيا في تخصص البيئة الصحة والسلامة، وهي الآن على مشارف التخرج والحصول على دبلوم عالٍ في هذا المجال الذي اعتبرته بديلاً عن دراسة الطب، الذي مثل حلمها الأول التي سعت إلى تحقيقه من خلال هذا التخصص الذي يتشابه مضمونه كثيراً مع مضمون دراسة الطب.

رحلات علاجية
الخضوع لبرامج علاجية وتأهيلية متنوعة خلال مراحل عمرها المختلفة كان لها أكبر الأثر في تطوير قدراتها الشخصية ومهاراتها، وما كان ذلك ليتم لولا الدعم الكبير الذي تقدمه الدولة لأصحاب الهمم وتوفير أفضل سبل الرعاية الصحية داخليا وخارجيا، ومن ذلك أنها سافرت 4 مرات إلى الخارج لتلقي دورات علاجية وتأهيلية، منها 3 مرات إلى بريطانيا، واحدة مدتها شهران عام 2003، والثانية 6 أشهر في 2007 والثالثة مدتها 8 أشهر 2011، بينما أول سافرت في رحلة علاجية وتأهيلية إلى دولة التشيك، مدتها شهران، وذلك في عام 1996، وفيما يتعلق بدور الأهل والأسرة في دعمها خلال مسيرتها الناجحة، أكدت السناني أن العائلة هي عنصر أساسي لنجاح أي شخص، ولولا وجود أشخاص حولها يدعمونها في مراحل مهمة من حياتها لتوقفت عن إكمال دراستها، غير أن الأهل خاصة الأم والأخوة كانوا كثيري الدعم لها ويقولون لها باستمرار «هذه فترة سوف تعدينها ولابد من إكمال مسارك التعليمي، فالحصول على الشهادات العلمية يتطلب جهداً وتعباً من أي إنسان»، فكانت هذه الكلمات لها مفعول السحر، ولعبت دوراً كبيراً في استكمال السناني لمشوارها التعليمي.

أول وزيرة
وبالحديث عن طموحها المستقبلي، كشف السناني عن طموحها لتصبح أول وزيرة من أصحاب الهمم تخدم دولة الإمارات وتكون خير ممثل لبلادها في المحافل المحلية والدولية كافة، وحيث سبق وأن رفعت علم الإمارات بكل فخر واعتزاز خلال مسيرتها الرياضية الناجحة التي حققت فيها إنجازات كثيرة ومتوالية، وتقول عنها: أنا لاعبة ألعاب القوى منذ 2011 والآن لعبتي الأساسية دفع الجلة ورمي القرص والرمح، وشاركت في عدد من البطولات هي المحلية والدولية، حققت خلالها 50 ميدالية ملونة من ذهب وفضة وبرونز، وأهم الإنجازات أنها حصلت على ميدالية في بارالمبية آسيا عام 2016، ومن أهم الميداليات حصولها على المركز الأول في بطولة غرب آسيا التي أقيمت في الشارقة سنة 2017، وفي 2018 حققت المركز الثالث ورقماً شخصياً جديداً عبر بطولة آسياد في العاصمة الأندونيسية جاكارتا،.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©