31 مايو 2010 21:23
يبدو أن الكوميديا السعودية آخذة في الاتجاه نحو نمط واحد، هو الحلقات المنفصلة، ويكرس هذه الحقيقة تحول مسلسل “بيني وبينك” في جزئه الرابع، إلى هذا الشكل الذي يتخذه مسلسل “طاش ما طاش” منذ ستة عشر عاماً، ومسلسل فايز المالكي الجديد “سكتم بكتم” الذي يظهر به كأول أعماله بعد انفصاله عن حسن عسيري وراشد الشمراني في “بيني وبينك”.
وهو ما يؤكد أن “طاش ما طاش” فرض إيقاعه على الإنتاج السعودي، بشكله ومضمونه الذي ظهر به للمرة الأولى قبل أكثر من ستة عشر عاماً. وتؤكد تقارير إعلامية أن “المسلسل ونجميه ناصر القصبي وعبدالله السدحان باتوا محط اهتمام صناع الكوميديا ونجومها، ويتضح ذلك بجلاء في تحويل أبطال مسلسل “بيني وبينك” للجزء الخامس من العمل إلى حلقات “متصلة منفصلة”، بعد أن أفرزت الأجزاء الأربعة الماضية (وتحديداً الأخير منها) ردة فعل ضعيفة، انتهت بانصراف جماهيري عن مشاهدة المسلسل الرمضاني، ما دفع منتجيه إلى الدخول على خط “طاش ما طاش”، أملاً في أن يتاح لهم ولو قطعة يسيرة من كعكة المشاهدة العالية التي يحظى بها المسلسل الشهير”.
وذهبت هذه التقارير إلى أن الأمر ذاته ينطبق على فايز المالكي الذي يقدم هذا العام للتلفزيون السعودي (من إنتاجه الخاص) مسلسل “سكتم بكتم”، “الذي يتخذ من “طاش ما طاش” وبطليه أنموذجاً يحتذى، وعليه يتوقع مشاهدون أن تتشابه أفكار الأعمال السعودية الكوميدية رمضان المقبل، لأنها جميعاً تنهل من نبع “طاش” الذي ترك بصمة واضحة في أعوامه الأولى، ومع تقادم الزمن ظلت هذه البصمة محتفظة بشكلها وملامحها واضحة كما كانت أول مرة، لكن بصمات أخرى أحاطت بها، ترجو كل واحدة منها، أن تظل كما هي، معتقدة أن “في التقليد حلا مفيدا”.
ففي “سكتم بكتم” سيرى المشاهدون حلقات تحت هذه العناوين “معرض الكتاب” و”الزواج القاصر” و”الحكم السعودي” و”لقاء وزير” و”شيلني واشيلك” و “حارة ترللي” و”SMS ووسائط” و “زواج من موظفة”، وهي موضوعات تتقاطع في كثير من أفكارها مع “طاش ما طاش”، حتى أن إحدى الحلقات حملت الاسم نفسه في المسلسلين، “زواج قاصر” في مسلسل فايز الملكي، و “زواج قاصرات” في مسلسل القصبي والسدحان.
ومسلسل “بيني وبينك” ليس بمنأى عن هذا التكرار، وليس أيضاً ببعيد عن هذا كله فهد الحيان الذي وضع مسلسل “غشمشم”، في الإناء نفسه، بعد أن أعيته الحيلة، في أعقاب انفصال حبيب الحبيب عنه قبل عامين، وأتضح ذلك في مستوى الأفكار الرئيسية، وإن حاول تفادي التشابه في السياق الذي يظهر فيه الممثلون كأبطال دائمين للعمل وبنفس الأسماء. لكن حسن عسيري يبدي اعتراضاً صريحاً على اتهام “بيني وبينك” بتقليد “طاش ما طاش” ويؤكد أنه سيسير في خط مغاير تماماً عما يقدمه القصبي والسدحان من حيث الشخصيات أو المضمون. والمفارقة العجيبة في كوميديا رمضان هذا العام، هو نشوب جملة من الخلافات بين أبطالها فالأمور بين الثنائي الكوميدي الشهير ناصر القصبي وعبدالله السدحان، شهد العام الماضي تجاذبات إدارية بين الطرفين، حملت بين طياتها غضباً عارماً من السدحان تجاه القصبي لأسباب تتعلق بـ”تسيب” إداري، قد يفضي إلى انفصال أبدي، إن لم يتدارك أحد طرفي النزاع الأمر، ويسعى جاهداً لإعادة المياه إلى مجاريها.
وبدأت شرارة الخلاف بين “الصديقين” حين أنتج ناصر القصبي مسلسل “37 درجة” الذي يعرض على شاشة “MBC” منذ عامين، على الرغم من اعتراضات السدحان التي كانت تتخذ وجهة نظر تجارية بحتة، وما “فاقم” الاعتراض هو إصرار القصبي على المشاركة في المسلسل (وإن في مشاهد قصيرة)، ما أعتبره عبدالله تفرعاً فنياً جديداً قد يؤثر على العمل الأشهر “طاش ما طاش”، وقد يقلل من حالة الترقب والانتظار، التي يحيطها مشاهدون بالفنانين قبل رمضان وأثنائه وبعده، لكن حين شهد “37 درجة” في عامه الأول توهجاً إعلامياً، وحظي بنسب مشاهدة مرتفعة، ولم يؤثر على “طاش ما طاش”، اقتنع السدحان، بل أنه ذهب إلى أبعد من ذلك حين قرر المشاركة في حلقة من الجزء الثاني، لكن بشخصيته الحقيقية، وحضر في المسلسل على أنه الممثل عبدالله السدحان، ووجه القصبي في المشهد الأخير من الحلقة التي شارك فيها “صديق عمره”، فيما يشبه السيناريو المرتجل، نقداً لاذعاً للجزء الأخير من “طاش ما طاش”، وهو النقد الذي اعتبره السدحان مسيئاً لـ”طاش”، ولا يعكس روح الدعابة، وقد يفتح عليهم أبواباً أخرى من النقد الجارح، لذا طلب السدحان من القصبي إزاحة هذا المشهد من المونتاج، لكن الأخير لم يصغ السمع، ولم يحذف شيئاً، ليفاجأ السدحان بالمشهد معروضاً، ما أجج الغضب، وزاد طين الخلافات “بله”.
أما حسن عسير وفايز المالكي فتبادلا التهديدات جهاراً نهاراً، بعد أن أرسل الأخير رسالة إلى عسيري يبلغه فيها بأنه قرر عدم استكمال تعاقده المبرم مع شركة “الصدف” فيما رفضت الشركة قرار فسخ العقد من طرف واحد، مهددة باتخاذ إجراءات قانونية لحفظ حقوقها المالية والأدبية خاصة وأنها تعاقدت مع المالكي على بطولة الجزء الرابع من مسلسل “بيني وبينك”، وقال مالك “الصدف” الممثل والمنتج حسن عسيري إن الشركة بصدد اتخاذ إجراءات قانونية تجاه فايز المالكي في السعودية وعدد من الدول العربية وإنها وكلت بالفعل المحامي محمد الضبعان المتخصص في حقوق الشركات وممثل الكثير من الشركات العالمية التي تسعى لتوثيق حقوقها في المنطقة العربية.
وأوضح عسيري حينها أنه لن يكتفي بمقاضاة المالكي في السعودية وحدها وإنما سيقاضيه أيضا في كل من الإمارات والكويت والبحرين ومصر حسب نص العقد الذي يعطي “الصدف” الحق في مقاضاته في أي بلد تراها مناسبة. لكن المالكي رد على هذا البيان ببيان آخر عبر محاميه، قال فيه “ساءني أن تصل الأمور إلى هذا المستوى من التشهير غير المبرر بموكلنا من قبل الأخ حسن، ومع أن تصرفات حسن تلك أعتبرها غير مسؤولة إلا أنها قد أسعدتني لأضيفها لرصيده المليء بالمآسي، وهذا ما يجهله الناس عنه من العجرفة والتسلط والتعالي في التخاطب والإساءة في المعاملة، وبهذا يتضح للملأ أن حسن لا يقدر الأمور حق قدرها لهذا لا أستغرب أبداً أي قول أو عمل يقوم به لميزة اشتهر بها ويعلمها المحيطون به”. وأضاف “من أجل ذلك آمل أن تنتهي هذه القضية في أروقة المحاكم بحسب ما يزعم، وهناك سيعلم بأن الحقوق محفوظة والنظام سائد بدلاً من زوبعة يقوم بها للتأثير على موكلنا من خلال تصريحات على صفحات الجرائد ومواقع الإنترنت والتي لم نسمع أنها قد أعطت حقاً لطالبه”.
المصدر: الرياض