31 مايو 2010 21:19
إنشاء محمية “سيح البردي” بمدينة الذيد، جاءت في إطار النهج الفكري والبيئي والحضاري لحكومة الشارقة، وتأتي ضمن إقامة المحميات الطبيعية بهدف الحفاظ على النظام البيئي وصون الحياة الفطرية وتنوعها الإحيائي، وهي تجسيد للتوجه الإستراتيجي الهادف للمحافظة على البنية البيئية في المنطقة. وتعتبر محمية سيح البردي أول محمية مسيجة في الإمارة، وتقع في جهة الشرق من الذيد على مساحة 40 ألف متر مربع، ويوجد في غرب المحمية كثبان رملية، وهي تنتهي عند امتداد صغير يفصل المحمية عن المدينة وتميل تربة المحمية إلى السواد في أرض السيوح عند أعلى نقطة في المحمية، وتميل إلى اللون الأصفر كلما تم الاقتراب من الكثبان.
انقراض الغطاء النباتي
تحدث علي مصبح الطنيجي مدير بلدية الذيد قائلا: من المؤسف أن الغطاء النباتي في المنطقة على وشك الانقراض وسوف يجري توثيق النباتات في المنطقة، سواء كانت حولية أو موسمية أو معمرة، ومنها الأشجار الشعبية المعروفة عند أهل الإمارات والخليج، مثل السمر والغاف والرمث وكذلك العوسج والأرطى والسدر، كما تنبت في بعض المواسم نباتات المرار والجعدة والحميض.
وتمتاز أشجار المحمية بتكيفها مع البيئة الصحراوية التي تسود الموقع ويغلب عليها المناخ الصحراوي الجاف، وهي تضم أشجارا لها أهمية عالية لما تتميز به من خصائص فريدة وقيمة غذائية للحيوانات في المنطقة، فأوراق تلك الأشجار المعمرة وثمارها، وهو ما يطلق عليه الحنبل، تعتبر طعاما جيدا وغذاء لتلك الحيوانات.
ومن بين الأشجار التي تنبت لها أزهار شجرة “البرم” وهي تعد غذاء جيدا للنحل الذي ينتج العسل المحلي، كما تكثر أشجار السمر المعمرة، ولهذه الشجرة أهمية كبيرة عند سكان المنطقة والرحالة وعابري السبيل، خاصة أنها كانت تستخدم أخشابها من قبل البدو وأهل الجبال أو الحيور في أغراض عديدة ومن أهمها إنتاج أفضل أنواع الفحم الذي يستخدم للطهي ولصنع الخبز والقهوة، ومعروف عنه أنه لا يصدر الدخان ويواصل الاشتعال لفترة طويلة، كما يستخدم لبناء المنازل عوضا عن الأعمدة والأوتاد.
حيوانات وطيور
ويضيف الطنيجي: بالنسبة لما يتعلق بالحيوانات في المحمية فهي قليلة ربما نظرا لوقوع المحمية بالقرب من المدينة ونظرا للنشاط البشري، كما أن للامتداد الزراعي والعمراني أثر في جانب التكاثر حيث رحلت لأماكن بعيدة أو ربما تكون قد انقرضت، ويمكن حصر الحيوانات المتواجدة وتتمثل في الضب والورل والأفاعي وكذلك الثعالب البرية والقوارض مثل الجرذ البري واليرابيع والحشرات والقنافذ.
أما أنواع الطيور في المحمية فهي متنوعة مابين الحمام البري والغربان وطائر الحداة، وهي نوع من الصقور الصغيرة التي تسمى عند الأهالي “الشمالية”، وأيضا طائر البوم والبلبل الصحراوي الأصفر وهو الرقبة والصدر، ومن الطيور المعروفة التي تقطن المحمية الهدهد الأزرق وأنواع من العصافير البرية الصغيرة، وفي موسم هجرة الطيور تتواجد في أعداد قليلة طيور الحبارى والقطاة.
حماية الحياة الفطرية
ويوضح الطنيجي: تتميز البردي بحياة فطرية طبيعية ولذلك تسعى بلدية مدينة الذيد بكافة الإمكانيات والجهود في المحافظة على استقرار البيئة التي تمثلها المحمية، كما تسعى لضمان إنتاجها على المدى البعيد كي تستمر الحياة الفطرية، ومن أجل المحافظة عليها من الانقراض، تقرر أن يتم زرع بعض الأشجار من أجل إكثارها في المحمية كي تكون مؤهلة لاستقبال الغزال العربي والطيور والحيوانات البرية، ومن المنتظر أن تزرع في محيطها بعض العناصر التي تساعد على أن تكون منطقة صالحة بشكل أفضل للحياة الفطرية، وستعمل البلدية على وضع خطط تتناسب مع صون الموارد الطبيعية والحفاظ على الإرث الطبيعي والتراث الحضاري. كما تسعى البلدية أيضا إلى رصد ودراسة المحميات الأخرى ومنها مشروع محمية “المالحة الشرقية”، وتقع شرق مدينة الذيد على الحدود الفاصلة مع إمارة رأس الخيمة الجنوبية، وهي كدره وشوكة والمنيعي، وتعد مساحة المالحة الشرقية صغيرة نسبيا وذات طبيعة جبلية وبها مجموعة من الأودية والشعاب التي تنحدر من الهضبة المشكلة للجزء الأكبر من المحمية، وتشكل السيول المنحدرة التي تتسرب منها مياه الأمطار التي تذهب للتجمع في البحيرة، وقد كانت المحمية ذات يوم واحة يتخللها فلج الشريعة، مع وجود آثار الآبار وأمهات الفلج التي تسمى ثقاب، إلا أن تلك الواحة قد اختفت ولم يتبق منها إلا بعض أشجار النخيل في مضيق الوادي، وتتميز بغطاء نباتي مختلف عن البردي، وبالنسبة لمشروع محمية “عرقوب الصفرة” و”حزم الشرش” والذي يتم رصد المنطقة من أجله، فقد اعتبر التقرير أن المنطقة مؤهلة للتحول لمحمية طبيعية.
المصدر: الذيد