الجمعة 25 يوليو 2025 أبوظبي الإمارات 34 °C
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

الاهتمام بالجمال ظاهرة تنتقل من نساء لبنان إلى الفتيات الصغيرات

الاهتمام بالجمال ظاهرة تنتقل من نساء لبنان إلى الفتيات الصغيرات
3 أكتوبر 2009 01:57
لم تتجاوز اللبنانية ميا السابعة من عمرها، إلا أنها تعرف تماماً ماذا تريد.. تقليم أظافر اليدين والقدمين باللون البنفسجي، ثم قناع من الشوكولاته للوجه الصغير، «لكي يعطيني ملمساً ناعماً»، على حد قولها. وتقول ميا، بينما تعمل اختصاصية تجميل على مد الشوكولاته على وجهها في مركز تجميل خاص بالأطفال في بيروت، إنها تريد أيضاً أن تمشط شعرها وتزينه بنجمة ذهبية. والمركز هو أحد أربعة مراكز افتتحت أخيراً في لبنان للعناية بالأطفال فقط ويقع في الأشرفية بشرق بيروت. وكما كل شيء في لبنان خصوصاً في مجال التجميل والموضة، تنتشر الظاهرة سريعاً. ويكلف قناع الشوكولاته الذي يوضع لميا 15 دولاراً. وبينما تتجمل ليا تقوم صديقاتها اللواتي انتهين للتو من تسريح شعورهن، بغمس أصابعهن في المزيج الشهي ثم تتذوقنه. وقد ارتدت الفتيات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 5 أعوام و11 عاماً، فساتين زهرية اللون، واخترن ألوان الزهري والبنفسجي والأزرق لطلاء أظافرهن، وجلسن في مقاعد ملونة لماعة ينتظرن دورهن. وتقول مايا هلال (34 عاماً)، صاحبة مركز التجميل «ليس في الأمر مبالغة في الدلال أو إفساد للفتيات. إنها مسألة الاهتمام بنظافتهن والشعور بالثقة». ومايا هلال متخصصة في تصميم الإعلانات أنشأت صالوناً للتجميل بالتعاون مع شقيقتها عندما لاحظت أن ابنتها التي تبلغ السابعة بدأت تهتم بمظهرها الخارجي. وقالت «بدأت أشعر أن دور التجميل الخاصة بالبالغين ليست مناسبة للأطفال، لا على صعيد الألوان ولا العناية. فخطرت لي الفكرة «لم لا أبحث لهم عن مكان جميل ملون مناسب لأعمارهم يشعرهم بالسعادة ويريحهم؟». وتقول اختصاصية التجميل راغدة شومان (19 عاماً) إن أعمار زبوناتها تتراوح بين الـ4 والـ17، والقاسم المشترك بينهن أنهن يردن الظهور بمظهر «الأميرات». وتضيف «يعشقن تدليك القدمين وتقليم الأظافر، وتعجبهن فكرة ارتداء الفساتين الزهرية اللون خلال العناية بهن. يشعرن بأنهن مميزات وبالغات». ولا توجد إحصاءات رسمية عن رقم الأعمال الذي تحققه صناعة التجميل في لبنان، إلا أن ازدهار هذا القطاع على نطاق واسع يشير إلى أنها مربحة جداً. وفي صيف 2009، ساهمت وزارة السياحة في الترويج للجراحة التجميلية في لبنان التي باتت تستقطب أشخاصاً من دول عدة يسعون للحصول على عمليات ناجحة وبكلفة مقبولة نسبياً. وتجمع التحليلات الاقتصادية على أن لبنان لم يتأثر فعلاً بالأزمة الاقتصادية العالمية. واللبنانيات، على أية حال، لم يقلصن مصاريفهن في مجال التجميل والعناية ببشرتهن. ولعل أكثر صورة معبرة عن المرأة اللبنانية هي تلك التي التقطها المصور الأميركي سبنسر بلات لامرأة بكامل أناقتها وجمالها تقود سيارة فخمة وسط الركام في ضاحية بيروت الجنوبية التي دمرتها الغارات الإسرائيلية في صيف 2006. وفازت الصورة بجائزة عالمية في تلك السنة لكونها نجحت في التقاط «التناقضات في الحياة الواقعية وتعقيدها» في لبنان. وفي بلد تتلاحق فيه الأزمات السياسية وغالباً الأمنية، بات الإنفاق على مسائل التجميل والعناية بالبشرة والأظافر والجسد جزءاً من الحياة اليومية للبنانيات، لا يتأثر بأي أزمة وبأي ظرف عام. ولكن البعض يخشى من تأثير ذلك سلبياً على الأطفال. وقالت الاختصاصية في علم الأحياء بجامعة بريتيش كولومبيا في الولايات المتحدة هبة مرقس «أعتقد أن هذا يجذر الفكرة لدى الفتيات اللواتي يلجأن إلى هذه العناية بأنها حاجة ماسة، ومن دونها يفقدن الثقة بأنفسهن». وتابعت: «قد يكون الهدف من ذلك محاولة التمثل بطبقة اجتماعية أعلى» أو «تحضير الفتيات ليكن عروسات مستقبليات». وأضافت: «على الفتاة في هذه الحالة أن تتبع المعايير السائدة.. تسريح الشعر، تقليم الأظافر.. التحول إلى فتاة نموذجية للزواج. تعمل الأمهات على تحضير بناتهن في هذا السباق لنيل إعجاب الرجل والفوز به كزوج».
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©
نحن نستخدم "ملفات تعريف الارتباط" لنمنحك افضل تجربة مستخدم ممكنة. "انقر هنا" لمعرفة المزيد حول كيفية استخدامها
قبول رفض