30 مارس 2012
أبوظبي (الاتحاد) - أكد معالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، رئيس مجلس أمناء جائزة الشيخ زايد للكتاب، نجاح الجائزة في الوصول إلى المكانة المتميزة التي تستحقها على الساحة العربية والإقليمية والدولية.
وقال معاليه، إن الجائزة أصبحت حدثاً ثقافياً وعلمياً مرشداً وموجهاً، ويسعى المفكرون والباحثون والمترجمون لاستيفاء شروطه والتأهل لمعاييره وهو الأثر الذي تسعى الجوائز العالمية إلى إحداثه.
وهنأ معالي رئيس هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة في تصريح له بمناسبة حفل تكريم الفائزين في الدورة السادسة من الجائزة 2011 - 2012، مساء أمس، المبدعين كافة الفائزين في هذه الدورة، وقال، “إن نجاح الجائزة لم يأت من فراغ، ويرجع الفضل إلى الروح التي استلهمناها من المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، الذي علمنا أن العمل والعلم صنوان لا ينفصلان ولا ينجح أحدهما دون الآخر».
وأضاف معاليه “لقد تعلمنا من الشيخ زايد رحمه الله، أن الثقافة والمعرفة هما أساس تقدم الأمم وحجر الزاوية في الحضارة ومرتكز بناء الإنسان، وانطلاقاً من تلك الرؤية السديدة للراحل الكبير وتقديراً لمكانته ودوره الرائد في الوحدة والتنمية وبناء الدولة والإنسان، وإيماناً منا بمنهج وفكر ومواقف وخطى الراحل الكبير، كانت هذه الجائزة، كما في كل دورة من دوراتها، نبذل جهدنا لنجعلها نبراساً نمضي على ضوئه قدماً”.
وأضاف أن الهيئة تبذل جهودها لتكون الجائزة اسماً على مسمى، تعكس الرؤية الملهمة والروح الحضارية الفريدة والإرث التنويري لصاحبها، فتكون شعلة حقيقية للتحديث والتنوير في العالم العربي والعالم، أن تكون مصدراً للاحتفاء بالمبدعين الشباب والاعتراف بدورهم في الحياة الثقافية، لتلبي رؤى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وتكون خير تعبير عن توجيهات الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
من جانبه، قال مبارك حمد المهيري مدير عام هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة عضو مجلس أمناء جائزة الشيخ زايد للكتاب، إن ستة أعوام مضت وجائزة الشيخ زايد للكتاب تسير وفق رؤية واضحة المعالم من حيث تعدد التخصصات المعرفية والعلمية والإبداعية والثقافية التي ضمت فروعها، ومن حيث اتباع المعايير العلمية في التحكيم بعيداً عن أية ميول أو رغبات تنافي الشرط العلمي والنزاهة الأخلاقية والباعث الإبداعي الخلاق.
وأكد أن كل هذا الوضوح الراسخ والتقليد العتيد الذي رسخته الجائزة وعملت به منذ انطلاقها، لا يعني العزوف عن التطوير والتحديث ومواكبة كل ما استجد في الحراك الثقافي في العالم المعاصر، خاصة في ظل المتغيرات المعقدة التي تبدو ظاهرة للعيان في سياقات الحياة المختلفة التي باتت تنعكس على الخطاب الثقافي والمعرفي.
وكشف المهيري أن الجائزة ستطلق ابتداء من دورتها السابعة القادمة ( 2012 - 2013)، فرعاً جديداً يعنى بما يكتب عن الثقافة العربية باللغات الأخرى، وهو فرع لم تأخذ به الكثير من الجوائز العربية لما يتطلب من جدارة وخبرة وجهود متواصلة تتابع كل جديد في هذا المجال، مشيراً إلى توافر الإمكانات لجائزة الشيخ زايد للكتاب بعد أن أصبح لها خبرة في التعامل مع الحواضر الثقافية في كل مكان بالعالم في ظل تجربة هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة خلال السنوات الماضية، التي مدت الصلات مع الكثير من المثقفين والمؤسسات الثقافية في دول العالم.
وأضاف المهيري، أنه على رغم وضوح الرؤية في فرعي “الآداب والفنون” في الجائزة، إلا أن الفصل بين الأعمال الإبداعية والنقدية بدا ضرورة مهمة، مؤكداً ضرورة تحديث توصيف فرع الآداب ليشمل “المؤلفات الإبداعية في مجالات الشعر والمسرح والرواية والقصة القصيرة والسيرة الذاتية وأدب الرحلات” وغيرها من الفنون.
وأشار إلى أنه تم تغيير مسمى وتحديث توصيف فرع الفنون ليصبح المسمى الجديد “جائزة الشيخ زايد للفنون والدراسات النقدية” ويشمل “دراسات النقد التشكيلي والسينمائي والموسيقي والمسرحي ودراسات فنون الصورة والعمارة والخط العربي والنحت والآثار التاريخية والفنون الشعبية أو الفلكلورية ودراسات النقد السردي والنقد الشعري وتاريخ الأدب ونظرياته”.
واعتبر المهيري أن التفريع في المسميات والتوصيفات في بعض الفروع كان خطوة إيجابية على صعيد التحديث، مشيراً إلى أن الجائزة ارتأت دمج بعض الفروع بغية تفعيل المشاركة، حيث دمجت فرعين من فروعها، هما “جائزة الشيخ زايد للنشر والتوزيع” و”جائزة الشيخ زايد لأفضل تقنية في المجال الثقافي”، ليصبحا في فرع جديد تحت اسم “جائزة الشيخ زايد للنشر والتقنيات الثقافية” الذي يمنح لدور النشر والتوزيع الورقية ولمشاريع النشر والتوزيع والإنتاج الثقافي الرقمية والبصرية والسمعية، سواء أكانت ملكيتها الفكرية تابعة لأفراد أم لمؤسسات، لتكون الفرصة متاحة أكثر لاستقبال الترشيحات أو النظر في ما يمكن ترشيحه للفوز بهذا الفرع المستحدث.
وقال المهيري، إنه ابتداء من الدورة السابعة القادمة، قررت الجائزة تعديل توصيف فرع جائزة “المؤلف الشاب”، الذي تم فيه إعطاء المنجز الجامعي “الأكاديمي” فرصة المشاركة بالترشح للجائزة من خلال هذا الفرع الذي أصبح توصيفه يشمل “المؤلفات في مختلف فروع العلوم الإنسانية والفنون والآداب”، إضافة إلى الأطروحات العلمية المنشورة في كتب، على ألا يتجاوز عمر كاتبها 40 عاماً.
من جهته، توجه الدكتور علي بن تميم أمين عام جائزة الشيخ زايد للكتاب بالشكر والتقدير إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لدعمهما اللامحدود للجائزة، وأعضاء مجلس الأمناء واللجنة العلمية ولجان التحكيم والفرز والقراءة.