السبت 4 يناير 2025 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

"التنور".. خبز أصيل يدخل المشهد التراثي

"التنور".. خبز أصيل يدخل المشهد التراثي
25 مايو 2019 00:01

أبوظبي (الاتحاد)

يكاد خبز التنور الشامي يدخل في تركيبة المشهد التراثي للأحياء الشعبية السورية، ومطاعمها المنتشرة في الداخل والخارج. وهو يعد نوعاً تقليدياً من الخبز الذي يكثر الطلب عليه في القرى النائية، التي ما زالت حتى اليوم تعتمد الطريق البدائية في الخبز. و«التنور» اتخذ تسميته نسبة إلى فرن التنور القديم، وهو عبارة عن فرن طيني كبير يشبه الكوخ الصغير مع نافذة دائرية. يوقد بالحطب مما يمنح العجين عبقاً خاصاً ونكهة مميزة.
وقد جرت العادة قديماً طحن القمح بكامل مكوناته، تحضيراً لاستعماله كمكون رئيسي للخبز، ونتيجة لعدم ظهور تقنية فصل القشرة الخارجية يتخذ «التنور» لوناً داكناً. أما اليوم وبعدما انتشرت ماكينات تنقية القمح، بات خبز التنور فاتح المظهر وصار غير ملزم أن يطلب بشكله القديم، مع أن شريحة واسعة من العائلات الأصيلة ما زالت تفضله على الهيئة القديمة نفسها.
وأصبح فرن التنور في يومنا هذا يتماشى مع إمكانيات العصر الحديث ودخلت عليه بعض التعديلات لتسريع عمله، وكذلك الأمر بالنسبة للعجينة نفسها التي تغير مذاقها نوعاً ما. وعند الحديث عن الخبز السوري الأشهر لابد من الإتيان على ذكر أهمية المطبخ السوري في الحفاظ على عراقته ونكهاته المحلية على مدى قرون. و«التنور» هو الأكثر شعبية في منطقة بلاد الشام، حيث يعزى إليها أصله مع الإشارة إلى طغيان الطريقة الكلاسيكية على النسخات الحديثة من خبز التنور. والتي تتمثل أولاً في استبعاد القشرة الخارجية للقمح وإضافة القليل من الحليب إلى خلطة العجينة، حتى تكتسب خصوصية جديدة في المذاق وسهولة أكبر في المضغ.
وتترافق مع عملية خبز «التنور» أجواء شعبية محببة تعتمد عليها المطاعم التراثية لجذب السياح الأجانب. وغالباً تقوم كبيرات السن بتحضير العجينة أمام الرواد لتحفيزهم على تذوق الخبز التقليدي على الموائد العامرة بالمالح والحلو. وتكون البداية بمزج الطحين بالماء والحليب مع التقليب المستمر ثم إضافة الملح والسكر تدريجياً مع واصلة التقليب. تضاف الخميرة بعد تماسك قوام العجينة ثم تدخل إلى الفرن الساخن حتى تتخمر بسرعة. بعد إخراج العجينة تقسم إلى قطع صغيرة ومنها تكون كريات وتغلف في أكياس بلاستيكية نظيفة وتترك قليلاً لتزداد تخمراً. تفرد الكريات لتصير أقراصاً دائرية ومسطحة مع استخدام الشوبك لضمان الحصول على قوام رقيق. ترص أقراص العجين على سطح خشبي دائري ويوضع داخل فرن التنور الموقد بالحطب أو الغاز. لا يستغرق النضج وقتاً طويلاً فما أن يصير لون العجين داكناً حتى يصير الخبز جاهزاً للتقديم.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©