خبراء: فرص انتقال مرض السل من الحيوان للإنسان ضئيلة

أكد خبراء في الثروة الحيوانية أن فرص انتقال مرض السل من الإنسان إلى الحيوان ضئيلة. وقللوا من حدة المخاوف من ظهور بعض حالات الإصابة بالمرض في الأسابيع الأخيرة بين قطيع من الأغنام في إحدى العزب بمنطقة الفوعة في العين. وأجمع الخبراء في تصريحات لـ “الاتحاد “ على أن المرض احد الأمراض المزمنة التي يحملها الحيوان لفترة زمنية قد تمتد لمدة عام كامل ولا يؤدي إلى الوفاة سريعا ويعد من الأمراض التي تلاشت تقريبا بفضل تطور وسائل الوقاية والعلاج ولم يعد يظهر إلا بصورة استثنائية وفي أضيق نطاق خاصة في الأغنام . وشدد الدكتور جورجيوس كريستودولوبولس استاذ طب الحيوان بكلية الأغذية والزراعة بجامعة الإمارات على ضرورة اتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة لضمان عدم عودة المرض من خلال حصر الحيوانات المصابة بإجراء اختبار السل الذي يقوم على حقن جلد الحيوان بمادة بروتينية مستخلصة من نفس البكتريا المسببة للمرض تعطي نتائجها بعد مرور72 ساعة للتأكد من إصابة الحيوان بالمرض من عدمه. ولفت كريستودولوبولس إلى أن مرض السل في الحيوانات لا يقتصر على الرئة فقط بل يصيب الجهاز الهضمي الذي يتعرض للبكتريا المسببة للمرض وأن السل الذي يصيب الحيوانات يشمل 3 أنواع، كما أن معدلات إصابته للحيوانات الأخرى خاصة الأبقار تفوق بكثير معدلات الإصابة في الأغنام والتي غالبا لا يتفشى المرض بينها داخل القطيع الواحد. واضاف كريستودولوبولس أن السل الذي يعتبر من الأمراض المشتركة التي تصيب الحيوان والإنسان لا يشكل خطورة كبيرة على صحة ذلك الأخير كغيره من الأمراض الأخرى المشتركة خاصة مرض البروسيلا الذي ينتقل من الحيوان إلى الإنسان ويتهدد صحة الإنسان. وتطرق الدكتور أحمد كساب أستاذ علم الحيوان بكلية الأغذية والزراعة بجامعة الإمارات إلى مدى امكانية انتقال مرض السل من الأغنام والأبقار إلى الإنسان من خلال تناول لحومها وحليبها مشيرا الى انه لا توجد هناك أية مخاوف من ذلك على الإطلاق فاللحوم والألبان تتعرض للحرارة بطبيعة الحال وهو ما يقضي تماما على البكتريا التي قد تتسبب في انتقال العدوى. وأضاف كساب انه وفي حالة ذبح الحيوان المصاب بالسل فانه يمكن إعدام الجزء المصاب من الذبيحة واستهلاك الباقي إذا كانت الإصابة محدودة وغير منتشرة في كل جسم الحيوان حيث لا توجد هناك أية محاذير من تناول هذه اللحوم بعد طهيها، مشيرا إلى أن تعدد طرق انتقال العدوى بالسل بين الحيوانات حيث تنتقل بشكل مباشر أو غير مباشر من خلال رزاز الهواء والاشتراك في نفس الطعام أوالاتصال الجنسي. واكد استاذ علم الحيوان بجامعة الإمارات على أن ذبح الحيوان المصاب بالسل يصبح ضروريا لتشريحه والوقوف بدقة على أسباب ومواضع الإصابة وأخذ عينات لفحصها وتحديد طبيعة الميكروب بواسطة المجهر، لافتا إلى أن التعامل مخبريا مع مرض السل يتطلب خبرة ودراية كبيرتين لتحديده بدقة لانه يتداخل من حيث التكوين والأعراض التي يسببها مع أمراض أخرى وبدرجة كبيرة. وأوضح كساب أن مرض السل في الحيوانات يتميز بأعراض تنفسية وهضمية قد تكون في بعض الحالات غير واضحة تماما فقد تنحصر أعراض المرض في الهزال فقط ومن هنا تأتي أهمية اختبار المرض بشكل فوري في الحيوانات الحية إذا ما كانت هناك شبهة في الإصابة. من جهته، أوضح الشامي الجنيد الطبيب البيطري وإخصائي تغذية الحيوان أن مرض السل لم يختف تماما، كما يعتقد ولكنه موجود ولا يمكن تجاهله يظهر بين الحين والآخر خاصة في المسالخ حيث يمكن التأكد منه من خلال الصفة التشريحية عكس الأعراض الظاهرية التي قد تتشابه مع أمراض أخرى تصيب الثروة الحيوانية. وأضاف الجنيد أن تناول لحوم الحيوانات المصابة بالسل من حيث المبدأ لا ينطوي على مشكلة ولكن الأمر يتوقف على حجم وطبيعة الإصابة ومدى انتشارها في جسم الحيوان لافتا إلى أن الإصابة إذا تركزت في الغدد الليمفاوية في الحيوان فان لحومه لا تصلح في هذه الحالة للاستهلاك الأدمي لان الإصابة ستكون منتشرة في الجسم كله. وفي معرض تعقيبه على إفادة قسم الخدمات البيطرية التابع لجهاز أبوظبي للرقابة الغذائية في العين بان صاحب الأغنام لم يبلغ عن مرضها ونفوق بعضها في الوقت المناسب والتي وردت في الخبر الذي نشرته “ الاتحاد “ يوم الأربعاء الماضي، أوضح المواطن سعيد الكتبي صاحب الأغنام انه سارع بعد أن مرض ونفق بعضها إلى المختبر البيطري في القطارة وتحديدا يوم 26 يناير الماضي حاملا معه رأسين من الرؤوس المصابة لفحصها. واضاف الكتبي انه عاد يوم 30 من نفس الشهر ليتسلم تقرير نتيجة التشريح والتي أكدت أن الإصابة تعود لبكتريا السل، ومع استمرار نفوق أغنامه وعدم اتخاذ إجراء يذكر بادر الكتبي بالاتصال بالرقم المجاني 800555 والتابع لحكومة أبوظبي بتاريخ 19 فبراير الماضي وابلغ عن المشكلة وقد تم تسجيل البلاغ برقم 256580.