30 مايو 2010 22:10
تتخوف شركات الأدوية الغربية الكبيرة من أن تبلغ خسائر مبيعاتها نتيجة الاصلاحات التي قامت بها إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما في قطاع الرعاية الصحية، أكثر من ملياري دولار هذه السنة، مما حدا بهذه الشركات إلى البحث عن أفكار أخرى لتحقيق الأرباح.
وتقدر معظم شركات الادوية الكبيرة تراجع مبيعاتها بنحو 1 إلى 3% هذه السنة في ظل اعلان الرئيس الاميركي عن خفض في أسعار الادوية، وذلك حسب الافصاحات التي ادلت بها هذه الشركات، مع توقع ان تتضاعف هذه التأثيرات في السنة المقبلة.
وحسب تقديرات الخبراء، من المتوقع أن تعمل هذه الاصلاحات على خفض ايرادات شركات الادوية في السنة الحالية بنحو 400 مليون دولار، ونحو 700 مليون في السنة المقبلة. وذكرت شركة “فايزر” أنها تتوقع أن تتسبب الاصلاحات في خفض ايراداتها بنحو 300 مليون دولار هذه السنة، و900 مليون في السنة التي تليها، و800 مليون في 2012. كما ذكرت جلاكس إسميث كلاين وموقعها في المملكة المتحدة، أن من المتوقع أن تشهد ايراداتها انخفاضا يصل الى نحو 300 مليون دولار.
ومع ذلك، وبينما تملك شركات الادوية الاوروبية المقدرة على امتصاص تأثير الاصلاحات من خلال ارباحها المتوقعة، قللت معظم شركات الادوية الاميركية من نشاطات ارباحها مما يشير لتفاقم التأثيرات الواقعة عليها. فمثلا ذكرت شركة أيلي ليلي أن الاصلاحات ستقلل من ايراداتها لكل سهم من 4,65 و 4,8 دولار، الى 4,45 و4,55 دولار. وفي غضون ذلك ذكرت شركة بريستول مايرس أن إيراداتها ستنخفض بنحو 12 سنتاً للسهم الواحد جراء هذه الاصلاحات في العام الجاري، او بنحو 5 سنتات بعد القيام بإجراءات التخفيض.
ويقول جبولا أميوسا محلل قطاع الادوية في يو بي أس “اعتقد أن الشركات تتوقع أسوأ النتائج جراء التأثيرات الواقعة عليها. وأن ذلك قرار تجاري صائب”. وذكر محلل آخر في “سيتي جروب” أن مبيعات الشركات الاميركية الكبيرة تبلغ ما بين 42 و64% في السوق الاميركية المحلية، حيث تبلغ مبيعات شركة “بي أم أس” نحو 64% في السوق الأميركية.
وفي غضون ذلك، يقدر أقصى تعرض للشركات الاوروبية في السوق الاميركية، بنحو 42%، والذي تمثله شركة أسترا زينيكا، التي تتخذ من المملكة المتحدة مقرا لها.
ومن المعروف ان الشركات الأميركية استفادت من برنامج اصلاحات الرعاية الصحية الذي استطاعت التكيف معه.
كما ان برنامج المساعدات الطبية، وهو برنامج التأمين الصحي للفقراء الذي تدعمه الحكومة، واحد من بين اكثر البرامج التي طالتها يد الاصلاحات.
وبينما تعمل الاصلاحات على زيادة الخصم في هذا البرنامج من 15 الى 23% من متوسط الاسعار في هذه السنة، فإن بعض الشركات لا تزال تعرض تخفيضات اكثر، بالرغم من أن ذلك سيفاقم من معاناتها.
وعملت بعض شركات الادوية على رفع أسعار الادوية المخفضة بغية زيادة ارباحها. وابتداء من عام 2011، ينبغي للشركات ان تخفض من اسعار الادوية الموصوفة ـ نطاق السعر الذي يدفعه كبار السن من أموالهم الخاصة ممن يتبعون لبرنامج المساعدات الصحية. ومع ذلك، فإن جسر الفجوة يعني انه على المتقاعدين صرف ادويتهم بكاملها، مما يعمل على زيادة المبيعات.
عن « فاينانشيال تايمز»
المصدر: أبوظبي