3 يناير 2009 02:18
هي كنز إنساني ارتحل عبر العصور ومؤرخ حمل على عاتقه حماية ما خط على السطور ونبراس اهتدينا به على مر الدهور· على متنها سافرت الحضارات إلى عالمنا وأبحر التاريخ البشري إلى زماننا هي جسر التواصل الذي انتقلت على ظهره المدونات عبر الأجيال والسنوات لتحط رحالها بين أيدينا فننهل من موردها العذب ونستقي من نبعها الذي لا ينضب· ولم يكن ذلك ممكناً لولا وجود تلك الأيدي الحانية التي تقدر العلم وتقف كالحصن المنيع لحماية هذا الموروث من الضياع ومنها مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث الذي يعمل على صيانة التراث الإنساني للحفاظ عليه من الزوال·
تتكون المخطوطات والوثائق والكتب من مواد سيللوزية ممثلة بالورق ومواد بروتينية ممثلة بالجلود والرقوق وهذه بجملتها تؤثر بها مجموعة من العوامل البيئية المختلفة منها التلوث الجوي والغاز والرطوبة والتباين في درجات الحرارة والإضاءة والإشعاعات هذا فضلاً عما يحمله الهواء من جراثيم وبكتيريا وذرات الأتربة والغبار المحملة بالذرات المعدنية الضارة هذه العوامل مجتمعة تؤثر على مكونات الأوعية الورقية فتؤدي إلى جفاف الأوراق وتقصفها وانتشار الثقوب والقطوع على هوامش الصفحات ونشر البقع اللونية الكيميائية عليها كما تعمل على التصاق الصفحات مع بعضها البعض وتآكل الأوراق وبهتان الأحبار ومواد الكتابة والتواء وانكماش الجلود·
هذه المشاكل والإصابات لابد من إيقافها وإجراء المعالجة لها كي لا نخسر المدونات هنا تأتي أهمية الترميم لهذه الكتب وهو العناية بالورق الذي قد تجاوز عمره مائة سنة وكتب بخط اليد وطرأت عليه هذه الأمراض السالفة الذكر وتتم هذه العملية إما يدوياً أو عن طريق جهاز·
وتتم المعالجة عبر مراحل عدة كل حسب حالته والعوامل التي طرأت عليه منها الفطريات والبكتيريا يتم القضاء عليها عن طريق التعقيم وبواسطة جهاز خاص لتعقيم الكتب والمخطوطات أما الأوراق الملتصقة يتم فكها إما باستخدام محاليل مائية أو بالأدوات الفردية لمرمم ونلجأ إلى التنظيف الجاف باستخدام الفرشاة والمشرط والمسح بقطعة من القطن المبلل بقليل من الكحول·
والبقع اللونية يجرى لها حمام مائي دافئ مع استخدام بعض المحاليل الكيميائية ثم غسلها لعدة مرات بالماء الجاري والصفحات المهترئه تتم معالجتها بالطريقة الآلية ثم نقوم بإعادة المتانة والمرونة للنسيج الضعيف من خلال دهن الأوراق بمادة صمغية خاصة لهذه الغاية وأخيراً نقوم بتفصيل أغلفة جديدة من نفس طبيعة الأغلفة القديمة مع الحفاظ على الأجزاء المهمة منها·
تعتبر المعالجة الكيميائية للأوعية الورقية من أهم أعمال المعالجة ولا يمكن تجاهلها حيث لابد من استئصال السبب المؤدي لها لأنها من الممكن أن تنتقل عن طريق العدوى والتلامس ويعتبر هذا العمل من الأعمال العلمية الدقيقة التي يجب أن نتعامل معها بانتباه ومسؤولية
المصدر: دبي