2 أكتوبر 2009 00:10
يهوى بيار رزق تربية الأفاعي والثعابين، كحيوان من حيوانات الزينة، شأنها شأن الطيور والأسماك والقطط، متحدياً طبيعتها السامة وخطرها على حياته، يقول رزق: «هناك نوعان من الأفاعي البرية، والمائية، وإذ يعشق بعض الأشخاص تربية الأفعى المائية كونها غير سامة طيلة فترة سباتها التي تستمر طيلة فترة الشتاء، وتنتهي بمجرد حلول فصل الصيف، إذ تخرج الثعابين من أوكارها أو جحورها، وما أن تتناول طعاماً حتى تبدأ باللدغ، وطيلة فترة سباتها فإنها لا تلدغ أبداً، وما أن تتناول شيئاً حتى تصبح مداعبتها وملاعبتها أمراً خطيراً يهدد الحياة».
وعن عملية صيد الثعابين يوضح أنها شاقة وخطرة، ومخاطرها تكمن لدى الذي لا يملك الخبرة في هذا المجال، لكن المتعة الحقيقية والعمل السهل يكون عند من يعرف كيف يصطاد، دون أن يتعرض للسعات ثعابين برية سامة، وأضاف: «أعترف بأنني تعرضت للدغات ثعابين ضخمة في بدايات هوايتي، إلاّ أنني أصبحت أكثر حرصاً في تعاملي أثناء صيد الثعابين». أما عن الكيفية التي تتم بها عملية الصيد، فيقول: «تحتاج الى عصا طويلة، معكوفة من جهة بشكل نصف دائري، وأخرى على شكل الحرف (Y)، إضافة إلى أكياس جيدة للتهوية، وملاقط ومسكات وحذاء مناسب، وقفازات خاصة، ويتوجب على الصياد التعامل مع الثعابين بحرص وروية». ويؤكد رزق أنه لا يطبق نفس الأسلوب في اصطياد جميع أنواع الثعابين والأفاعي، مشيراً إلى أن لكل نوع سلوكاً وطريقة للتعامل معه والإمساك به. وحول تربية الأفاعي، يبين أنها أخطر من اصطيادها، لأن المجهود المبذول في الاصطياد قد يضيع، حين لا يجد الثعبان العناية اللازمة، وتكمن الخطورة في تربية الثعبان، في أن الحية تلجأ إلى الانتقام، حين تشعر باختلاف كبير في الظروف، التي كانت تعيش بها قبل وبعد الاصطياد، كما أن أغلب المربين لا يخصصون مكاناً بعيداً لتربية الثعابين، وأغلبهم يحتفظ بها داخل بيته في متناول الأطفال، ولا يتخذ الاحتياطات الواجبة بإحكام إغلاق صناديق الثعابين. ويتابع: «أنا أملك العديد من الثعابين، وأحرص على معاملتها بحذر، رغم كل السنين التي أمضيتها والأفاعي من حولي، حيث أقضي معها وقتاً أطول مما أقضيه مع زوجتي»، لافتاً إلى أن هناك أسساً يجب الأخذ بها عند تربية الأفاعي، منها حجم الثعبان وحاجته لمساحة معينة، والتهوية الجيدة مع الأمان، وهناك عدة مستلزمات لا بد من توفرها في صندوق التربية، مثل صندوق الاختباء والأشجار وأوعية الماء والأحجار، وهذه المستلزمات توضع بحسب حاجة الثعبان لها. ويكمل رزق: «الأرضية أو الفرش مهم بالنسبة للثعابين، حيث تفضل هذه الزواحف الرمل أو الورق، أو نشارة الخشب، ويجب الانتباه للحرارة والرطوبة والإضاءة، فهي معايير مهمة وتختلف من نوع لآخر، كما تلعب عملية الإشراف دوراً مهماً في معرفة مدى التغيرات السلبية والإيجابية، التي تطرأ على الثعبان، ومحاولة تقليصها اذا كانت التغيرات سلبية».
أشكال تصنف الثعابين
يقول بيار رزق إن تصنيف الثعابين يأتي وفقاً لأسس كثيرة، فمثلاً هناك تصنيف الثعابين بحسب «السمية»، بحيث تنقسم إلى ثعابين سامة وأخرى غير سامة، الأولى تنقسم إلى ثعابين ذات سمية شديدة، وأخرى ذات سمية ضعيفة. أما الثعابين غير السامة، فتنقسم إلى ثعابين عاصرة وغير عاصرة، ويمكن تصنيفها بناء على وجود الأنياب، حيث من الممكن تمييز عديمة الأنياب، وأخرى ذات أنياب أمامية متحركة، وذات أنياب أمامية ثابتة، وثعابين ذات أنياب خلفية، ويمكن اعتبار مكان المعيشة ركيزة في التصنيف، فنجد ثعابين الصخور، وثعابين صحراوية، وثعابين الأشجار والمستنقعات، وثعابين البحار والمحيطات. ويضيف: «معظم أنواع الثعابين المعروفة أرضية، تعيش في بيئات مختلفة في السهول والوديان والجبال وتحت الأرض. وتتشكل الثعابين البحرية من حوالي 55 نوعاً، تنتشر في مياه المناطق الدافئة الاستوائية من الخليج العربي والبحر العربي، والمحيط الهندي شرقاً إلى المحيط الهادي في مناطق جنوب اليابان، وشمال استراليا، ويعتبر ثعبان البحر أصفر البطن، أشهرها وأكثرها انتشاراً. وتعيش الثعابين البحرية في المياه الشاطئية الضحلة، وعند مصبات الأنهار، ونادراً ما تشاهد بعيدة عن الشواطئ وخارج المياه، وتتغذى على الأسماك وبيض الأسماك، وهي تستخدم السم في اصطياد فرائسها بسهولة، حيث تتخدر الفريسة في الحال، ولا تختلف في شكلها العام عن الثعابين الأرضية، من حيث الجسم المتطاول والفقرات الكثيرة العدد. أما الثعابين شبه المائية فيبلغ عددها نحو عشرة أنواع، تنتشر في أميركا الشمالية وأوروبا، وتتغذى على الأسماك والبرمائيات، وبعضها يتغذى على ديدان الأرض».
المصدر: بيروت