هدى جاسم، ووكالات (بغداد)
أفاد شهود عيان في العراق، أمس، بأن متظاهرين اثنين قتلا وأصيب نحو 15 آخرين في مصادمات بين القوات الأمنية ومتظاهرين في ساحة السنك وسط العاصمة العراقية بغداد.
وذكر متظاهرون أن القوات الأمنية استخدمت قنابل صوتية ومسيلة للدموع، وهو ما تسبب بمقتل اثنين من المتظاهرين وإصابة آخرين.
وتعيش البلاد حالة شلل سياسي منذ استقالة حكومة عادل عبد المهدي، ولا تزال الكتل السياسية غير قادرة على التوافق لإيجاد شخصية بديلة لرئاسة الوزراء رغم انقضاء المهل الدستورية. وأسفرت أعمال العنف التي شهدتها التظاهرات المستمرة منذ بداية أكتوبر الماضي في أنحاء العراق، عن مقتل أكثر من 500 شخص غالبيتهم من المحتجين، وإصابة أكثر من 25 ألفاً بجروح. وتعرض الناشطون أيضاً لحملات تخويف وعمليات خطف واغتيال في محافظات عدة.
إلى ذلك، توفيت الناشطة المدنية والمسعفة العراقية، هدى خضير التي لم تتخطَّ 23 عاماً، في وقت متأخر من مساء أمس الأول، بمستشفى الكاظمية التعليمي، إثر تعرضها لرصاص كاتم للصوت من قبل مسلحين، في ساحة الاعتصام بكربلاء. إلا أن هناك بعض الروايات من نشطاء تستبعد هذه الرواية وتميل إلى رواية أخرى تفيد بانتحارها نظراً لخلاف مع عائلتها.
ويأتي ذلك بعد ساعات قليلة من اغتيال الناشط العراقي، أحمد سعدون، المرشدي برصاص مجهولين قرب منزله في حي المهندسين وسط الحلة.
ويشار إلى أنه رغم التحذيرات الدولية لا تزال عمليات التصفية الغامضة للناشطين والصحافيين وغيرهم مستمرة في العراق الذي يشهد منذ الأول من أكتوبر موجة احتجاجات واسعة انطلقت من العاصمة بغداد، لتتسع إلى محافظات الجنوب، مطالبة بـ«إسقاط نظام المحاصصة والفساد».
ولم تتمكن السلطات المعنية من القبض على المتورطين في حوادث التصفية الغامضة على الرغم من أن العديد من تلك الاغتيالات وثقتها كاميرات مراقبة في الشوارع.
وفي غضون ذلك، رفض عراقيون بشكل قاطع دعوة زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، لما وصفه بـ«مظاهرة مليونية» ضد الولايات المتحدة والفساد.
وأكد بيان، صادر عن الحراك الشعبي، رفضه بشكل قاطع الانسياق وراء الصدر، وجاء في بيان للحراك الشعبي العراقي أن «الدعوة مسيسة ولا تصب في القضية العراقية».
وفيما لاقت هذه الدعوة ترحيباً من أنصار ميليشيا الحشد الشعبي، برز موقف «تحذيري» عن المرجع الديني في العراق، علي السيستاني، الذي حذّر من استغلال الاحتجاجات المطالبة بالإصلاح، لتحقيق «أهداف معينة»، وهو ما فسره المراقبون بأنه غير مرحّب بتلك الدعوة.
وكان الصدر قد دعا إلى تظاهرة مليونية، للتنديد بالوجود الأميركي في العراق الذي صوت برلمانه الأسبوع الماضي على إنهاء وجود القوات الأجنبية في البلاد.
وبعيد ساعات، استهدفت صواريخ كاتيوشا قاعدة التاجي الجوية العراقية شمال العاصمة بغداد، حيث تتمركز قوات من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، في آخر الهجمات على المصالح الأميركية في العراق، بحسب ما أعلنت السلطات.
وتأتي هذه الدعوة فيما تتواصل الاحتجاجات الشعبية غير المسبوقة في العراق، والتي انطلقت في الأول من أكتوبر العام الماضي.