الأربعاء 16 يوليو 2025 أبوظبي الإمارات 40 °C
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«القاهر» لا معقب لحكمه ولا راد لقضائه

«القاهر» لا معقب لحكمه ولا راد لقضائه
10 ابريل 2014 20:37
أحمد محمد (القاهرة) «القاهر» اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه الغالب الذي غلب المعاندين بما أقامه عليهم من الآيات الدالة على وحدانيته، والذي يغلب الجبارين بعز سلطانه، والذي يغلب المخلوقات جميعا بالموت وسمى الله نفسه «القاهر» على سبيل الإطلاق مرادا به العالي ومقترنا بعلو القهر والشأن والفوقية ودالا على كمال الوصفية في موضعين من القرآن الكريم، في قوله تعالى: «وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير» «الأنعام:18»، وقوله تعالى: «وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون» «الأنعام:61». مالك الضر والنفع والقهر صفة كمال مطلق لله تعالى فهو «القاهر»، لكنه كامل، لا يقهر إلا الظالمين، لكن الله عز وجل كامل كمالًا مطلقاً هو سبحانه الغالب على جميع الخلائق، يعلو في قهره وقوته، فلا غالب ولا منازع له، كل شيء تحت قهره وسلطانه الذي قهر كل شيء، وخضع لجلاله كل شيء، وذل لعظمته وكبريائه كل شيء لا ينازعه أحد في جبروته وقهره له العلو والغلبة، المستعبد لخلقه، العالي عليهم فوق عباده، لأنه وصف نفسه بقهره إياهم. وحول معنى القاهر يقول العلامة ابن كثير إنه مالك الضر والنفع، المتصرف في خلقه بما يشاء لا معقب لحكمه ولا راد لقضائه، الذي خضعت له الرقاب، وذلت له الجبابرة، وعنت له الوجوه، وقهر كل شيء، ودانت له الخلائق، وتواضعت لعظمة جلاله وكبريائه وعظمته وعلوه وقدرته الأشياء، واستكانت وتضاءلت بين يديه وتحت قهره وحكمه. القاهر وفي تفسير الجلالين القاهر هو القادر الذي لا يعجزه شيء مستعليا فوق عباده وهو الحكيم في خلقه الخبير ببواطنهم كظواهرهم وقال الإمام الطبري الله هو القاهر فوق عباده المذلل المستعبد خلقه العالي عليهم وصف نفسه تعالى بقهره إياهم ومن صفة كل قاهر شيئا أن يكون مستعلياً عليه فالمعنى أن الله الغالب عباده المذل لهم العالي عليهم بتذليله لهم وخلقه إياهم فهو فوقهم بقهره إياهم وهم دونه. وقال الإمام القرطبي معنى القهر الغلبة، والقاهر الغالب، له الاستعلاء بالقهر والغلبة على العباد أي هم تحت تسخيره لا فوقية مكان وقال الإمام السعدي رحمه الله كل مخلوق فوقه مخلوق يقهره، ثم فوق ذلك القاهر قاهر أعلى منه، حتى ينتهي القهر للواحد القهار، فالقهر والتوحيد متلازمان متعينان لله وحده. و«القاهر» معناه أنه الذي قهر عباده بما خلقهم عليه من المرض والموت والفقر والذل، فلا يستطيع أحد رد تدبيره والخروج من تقديره. وقال الحليمي الذي يقهر ولا يقهر بحال. قال الخطابي القاهر هو الذي قهر الجبابرة من عتاة خلقه بالعقوبة، وقهر الخلق كلهم بالموت فهو سبحانه الذي خضعت له الرقاب، وذلت له الجبابرة، ودانت له الخلائق، وبادت عند سطوته قوى الخلائق أجمعين، وتواضعت واستكانت وتضاءلت بين يديه وتحت قهره وحكمه ويقول الزجاج إنه قهر المعاندين بما أقام من الآيات والدلالات على وحدانيته. علو الشأن وقال العلماء إن القاهر هو الذي له علو القهر الكلي المطلق باعتبار جميع المخلوقات وعلى اختلاف تنوعهم، فهو قاهر فوق عباده له علو القهر مقترن بعلو الشأن والفوقية هو سبحانه قاهر لجميع خلقه، وبهذه الصفة نثبت له صفة العلو والفوقية فلا يقوى ملك من الملوك أن ينازعه في علوه مهما تمادى في سلطانه وظلمه وإلا قهره القاهر، فهو غالب على أمره ولا يستطيع كائن ما كان أن ينازعه في صفته. والله سبحانه وتعالى له القهر فقهر قوم لوط وأبا جهل والمشركين وقهر الفرس قاهر لكل متجبر ظالم، يقهرهم بالإماتة والإذلال ويقهر من نازعه في صفة من صفات ألوهيته وعبادته. هو المستحق للعبادة والألوهية، وما سواه من الآلهة، فإنما هي مخلوقات عاجزة مقهورة، لا تملك أن ترد الضر عن نفسها، فكيف تقهر غيرها لا يجري عليه حكم حاكم، ولا يجري عليه أمر آمر «لا يسأل عما يفعل وهم يسألون» «الأنبياء: 23». الغالب والقهر في أوصافه سبحانه، ليس مرادفا للانتقام من أعدائه، وليس معناه تعذيب العصاة، حتى يقال إنه لا يقهر إلا الظالمين المتغطرسين، كما قال البعض، والقاهر في اللغة اسم فاعل للموصوف بقهر غيره، فعله قهر فهو قاهر، وقهرت الشيء غلبته وعلوت عليه مع إذلاله بالاضطرار، والقاهر سبحانه هو الغالب على جميع الخلائق على المعنى العام.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©
نحن نستخدم "ملفات تعريف الارتباط" لنمنحك افضل تجربة مستخدم ممكنة. "انقر هنا" لمعرفة المزيد حول كيفية استخدامها
قبول رفض