كشف العميد جمال سالم الجلاف، مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية، عن نتائج المبادرة المجتمعية الرائدة "الشرطي جارك"، التي كان لها تأثير كبير في تصميم خطط أمنية مُحكمة ساهمت في خفض عدد البلاغات الجنائية المُسجلة في مناطق الاختصاص، كما رصدت وعالجت نحو 1500 ثغرة أمنية، إلى جانب تصديها لمظاهر غير حضارية بـ"الفرجان" والشعبيات، تتمثل في 200 منزل مهجور، و211 مركبة مهجورة، و213 كابل كهربائي، و113 سكن عزاب، وذلك على مدى الأربع سنوات الماضية ولغاية الربع الأول من عام 2019.
ولعل أكثر ما يميز المبادرة هو توظيفها لخبرات الضباط المتقاعدين والموظفين بهدف نشر الوعي الفكري بين كافة المواطنين والمقيمين بصورة عامة، وحثهم وتشجيعهم على التواصل مع الشرطة، وبناء علاقات مجتمعية إيجابية من خلال العمل الاجتماعي الهادف، وترسيخ قيم التعاون والتلاحم، ونشر الثقافة الأمنية والتواصل مع قاطني "الفرجان" والشعبيات وسماع مشكلاتهم والعمل على حلها وتدارك المشكلات الواقعة بين القاطنين للحيلولة دون تفاقمها وإيجاد الحلول الودية.
تجارب عالمية
وقال العميد جمال سالم الجلاف، مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية: "انطلقت فكرة الشرطي جارك بهدف كسر الحواجز وإذابة الجليد وإزالة الحواجز التي تحول بين الجمهور والمؤسسات الشرطية، حيث اشتملت في مرحلتها الأولى على 4 مراكز شرطة، وقد تطلب تطويرها الاطلاع على نظيراتها في هولندا واليابان وسنغافورة وأميركا والنرويج، وذلك بهدف الإحاطة الشاملة بآليات عمل الشرطة المجتمعية في تلك الدول، بدءاً من المفهوم، ومروراً بالمهارات التي يجب أن تتوافر في الضباط، وانتهاء بصلاحيات الضباط وآليات قياس فاعليتهم في المجتمع.
معايير ومهام
وتابع "أصبحت المبادرة اليوم تجربة إماراتية بمواصفات عالمية، حيث تعتمد حالياً على 60 متطوعاً من ذوي الخبرة والكفاءة، متوزعين في مختلف الفرجان، بحيث يشكل العنصر النسائي ما نسبته 25% من إجمالي عدد المتطوعين، الذين تم اختيارهم بناء على عدة معايير أبرزها إجادة عدة لغات، والتمتع بمهارات التواصل والإقناع، والقدرة على حل المشكلات، لاسيما وإن كل متطوع عليه التواصل مع جيرانه بالفريج والتعرف عليهم، وتعريفهم على أهداف الشرطي جارك".
وأكد أن المتطوع يتواصل مع جيرانه "باستمرار لسماع مشكلاتهم واقتراحاتهم والعمل على حل الخلافات التي قد تقع بين الجيران ودياً، أو رفعها إلى مركز الاختصاص في حال تعذر الصلح. كما أن المتطوع مُكلف برصد الظواهر الجنائية والأمنية والمرورية، ومساكن العزاب، والسيارات والمنازل المهجورة، وكتابة التقارير ورفعها إلى مسؤوله المباشر، إلى جانب توطيد أواصر الروابط بينه وبين الجيران. وقد شارك المتطوعون في أكثر من 800 فعالية ومناسبة تخص سكان الفرجان".
اقرأ أيضاً... شرطتا أبوظبي ودبي تنقذان حياة شخص تعطل مثبت سرعة مركبته
بلاغات
وأضاف مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية "ساهمت مبادرة الشرطي جارك في خفض عدد البلاغات الجنائية المُسجلة في مناطق الاختصاص، وذلك بمعدل انخفاض 16.16%".
تقييم ذكي
وحول آلية تقييم المتطوعين، أوضح العميد الجلاف أنها ذكية بالكامل. وقال "ابتكرنا تطبيقاً ذكياً يوفر لكل متطوع حساباً خاصاً، لتسجيل الثغرات التي يرصدها، والظواهر التي يلاحظها، وعدد الشكاوى التي يجمعها، وعدد الخلافات الأسرية التي تدخل في حلها، وعدد المشكلات التي قام بحلها ودياً بين الجيران، وعدد التقارير التي قام برفعها لمسؤوله المباشر، ليباشر فريق مركزي آخر تحليل المعلومات والتواصل مع الجيران المسجلين في حساب كل متطوع، لمعرفة رأيهم في أسلوب المتطوع والجهود التي بذلها لحل مشكلاتهم، ومدى رضاهم عن الخدمات التي يقدمها لهم".
واستطرد "يحدد التطبيق ثلاث بنود لمساعدتنا على تحديد المتطوعين المثابرين وتكريمهم، حيث يكسب المتطوع 5 نقاط في حال قام بحل المشكلة، و3 نقاط في حال تحويل المشكلة لمسؤوله المباشر، ونقطتان لحضور ومشاركة الجيران مناسباتهم الاجتماعية".