28 مايو 2010 22:24
نبات الحنَّاء من النوع الذي يعطي زهراً، ويستخدم منذ القدم، وتحديداً ابتداء من العصر البرونزي، لصباغ الجلد والشعر والأظافر، كما أن له استخدامات أخرى لصباغ الجلديات والخشب. إنما تستخدم كلمة «حنّة» بشكل خطأ، فحين نقرأ لصباغ الشعر «الحنَّاء السوداء» أو «الحنَّاء المحايدة» neutral henna، والاثنتان لا تصنّعان من نبتة الحنَّاء على الرغم من إلصاق اسم النبتة للتعريف بالصباغ.
الحنَّاء تأتي أساساً من كلمة «حنّاء» باللغة العربية، ويشار إليها بالنبتة لأن شجرتها صغيرة لا تعلو كثيراً عن الأرض، إنما تتعدّد وتتشعّب أغصانها بأوراقها الخضراء وأزهارها التي تحمل كل منها أربع ورقات خضراء، وثمارها صغيرة عبارة عن كبسولات دقيقة يميل لونها إلى البني.
وبما أنه من الصعوبة التلوين بأوراق الحنَّاء، فإن وريقاتها تجفّف وتطحن وتغربل، فتتكوّن بودرة الحنَّاء التي تخلط فيما بعد بعصير الليمون أو الشاي القوي، أو أي مادة حمضية سائلة وتترك لترتاح لمدة تتراوح بين الست ساعات والإثنتي عشرة ساعة. أما صباغ الجلد، اليدين والقدمين والأظافر، فلها فنون تتنوع من منطقة إلى أخرى، وقد دخلت من ضمن الفنون الأخرى لأنها تعدّ رسم على الجسد كما التاتو وسواه.
تنمو نبتة الحنّاء تحديداً في المناطق الحارة، وهي تموت تحت الدرجة الخامسة، وأبرز البلدان التي تزرع الحنّاء هي الهند، باكستان، اليمن، إيران، أفغانستان، الصومال، السودان، تونس، ليبيا، السعودية ومصر. وتعتبر ناحية راجيستان في بالي هي الأكثر إنتاجاً لنبتة الحنّاء في الهند.
ولا تعطي الحنَّاء الطبيعية لوناً إلا اللون البني المائل إلى الأحمر، والمنتوجات التي تباع في الأسواق تحت اسم «الحنَّاء السوداء» و«الحنَّاء المحايدة» لا تحتوي على الحنّاء في مكوّناتها، إنما هي مستخرجة من نبات الكاسيا أو النيلي الذي يساهم في تقوية حدّية اللون الأسود على الجلد، كما يخلط مع مواد كيميائية أخرى غير مسموح بوضعها على الجلد.
ومع أن هذه الأنواع تصبغ بسرعة الجلد إلا أن لها آثاراً جانبية سيئة، فقد تسبّب حساسية حادة وتترك ندوباً دائمة. وقد منعت إدارة الأغذية والعقاقير في الولايات المتحدة الأميركية استخدام هذه الأنواع من الصباغات.
كما منعت الأصبغة المصنعة من الحنّاء عينها إذا ما كانت ممزوجة مع مثبتات تحتوي على نيترات الفضة الكارمن والبيروجالول والصباغ البرتقالي والكروم. ومنعت أيضاً مزج بودرة الحنَّاء مع مادة البنزين، الأمر الذي تنبّهت له بلدية أبوظبي بإدارة الصحة العامة فيها مغرّمة المخالفين. وقد أثبتت الدراسات أن مادة البنزين إذا تعرض لها الجلد بكثرة هي من مسببات سرطان اللوكيميا وتحديداً اللوكيميا الحادة المتعلقة بالنخاع الشوكي.
المصدر: أبوظبي