ماجدة محيي الدين (القاهرة)
التمساح من الحيوانات البرمائية الضخمة، وهو من الزواحف آكلة اللحوم، ويتسم جسمه بالطول، وأرجله بالقصر، وذنبه بالقوة، وأسنانه بالحدة، ويوجد أكثرُ من ثلاثةٍ وعشرينَ نوعاً من التماسيح، من أكبرها تمساح النيل الذي يتواجد في أفريقيا، وتمساح المياه المالحة الذي يتواجد في أستراليا والذي يبلغ طوله ستة أمتار ويزن ما يقارب 1000 كجم، بينما أصغر أنواع التماسيح هو تمساح الكيمان ذو الوجه السلس، والتمساح القزم الذي يبلغ طوله 1.7 متر.
ويمتلك التمساح فكاً قوياً مع العديد من الأسنان المخروطية وأصابع قدمين مع مخالب، وتتشارك التماسيح في شكل الجسم الفريد الذي يسمح للعيون والأذنين والخياشيم أن تكون فوق سطح الماء، في حين أنّ جسمه تحت الماء، ويمتلك التمساح جسماً طويلاً وضخماً وجلداً سميكاً تغطيه حراشف سميكة جداً، كما أنّ جلده قوي ومتين، وهو من أغلى الجلود في العالم، واستخدمه الإنسان في العديد من الصناعات، مثل الحقائب الجلدية والأحزمة، والأحذية، وهذه المنتجات مرتفعة الثمن، ويُعد اصطياد التماسيح والتجارة في جلودها أمراً غير مقبول، كما أنّه غير شرعي في بعض الدول، فهناك أنواع منها مُهددة بالانقراض مما يُسبب خللاً في التوازن البيئي.
ويبدل التمساح أسنانه بسرعة مذهلة ويختلف عددها بحسب نوعه وبعض الأنواع لها من 30 إلى 40 سناً في كل فك، حيث يمكن للتمساح أن يستبدل ما يقارب 8000 سن على مدى العمر.
وعلى العكس من المقولة الشائعة عن دموع التماسيح، فقد تبين أن عيون التماسيح لا تستطيع إنتاج الدموع، بل تقوم غدد بإفراز سائل خلف جفنها الثالث يساعد في تنظيف العين وترطيبها وتقليل البكتيريا، وعندما يهم التمساح في الانقضاض على فريسته يبتسم ويفتح فمه ويضغط على بعض الغدد التي تفرز الدموع تلقائياً، ثم ينقض على الفريسة، وكان البعض يظن أن التمساح يبكي على ضحاياه قبل أن يلتهمها، ولكن تبين أن تلك الدموع تتم بشكل تلقائي من خلال الغدد، ورغم ضخامة جسدها، فإن التماسيح ماهرة في السباحة، حيث تستطيع السباحة بسرعة تصل إلى 32 كم في الساعة.
وتكاثُر التماسيح عن طريق البيض، وتضع الأنثى حوالي 20 بيضة في عش من النباتات أو حفرة ضحلة، وتقوم بحفر هذه الأعشاش عند سماعها فقس البيض.
وتبقى عينا التمساح يقظتين طيلة الليل، وليس باستطاعة أي حيوان التغلب عليه إلا في ظروف خاصة كإصابته بالمرض، وتستخدم التماسيح أسنانها لقتل الفريسة وإمساكها بإحكام، ولكنّها لا تمضغ الفريسة بل تقومُ ببلعها.
معظم التماسيح البريَّة تعمر لمدَّة خمسينَ إلى خمسٍ وستينَ سنةً، وبعضها يُمكن أن يصلَ عمرها لأكثر من ثمانينَ عاماً.
حياة التماسيح مقسمة بين الماء واليابسة، لكنه يفضل إبقاء جسمه في الماء، حيث يكون أكثر مرونةً، وحركته انسيابيّة، لا يستطيع التنفس في الماء، لكنه يمكن أن يبقى لمدة ساعة كاملة تحت الماء، فهو لا يمتلك خياشيم، لذلك يظل قريباً من اليابسة لأجل التنفس.