السبت 26 يوليو 2025 أبوظبي الإمارات 38 °C
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هل يطفئ الألماس الصناعي بريق الطبيعي؟

27 سبتمبر 2005
الاتحاد - خاص:
الألماس معدن أبدي بالتأكيد، لكن يبدو انه لن يبقى كذلك في حالته الطبيعية، وخاصة بعد ظهور منافسه الجديد والقوي: الألماس الصناعي··· الألماس الجديد يُصنع فوق تكنولوجيات خاصة في المختبرات، مما يسمح بالتحكم في حجمه وشكله ولونه ومستوى نقاوته·
الألماس معروف بأنه الأصلب بين جميع المعادن على الاطلاق وبأنه الأكثر شفافية والأكثر مقاومة للحرارة، وقد غدا منذ العصور السحيقة رمزا للجمال والنقاء والديمومة، وبحيث اعتبره الاغريق 'عيون الآلهة' ووجد فيه الرومان بريق نجمة هبطت على الارض، وعلى اي حال فقد قال باحثون اميركيون في التسعينات باحتمال نشوء الألماس من صخور نيزكية سقطت على سطح كوكب الأرض· وهناك نظرية اخرى تقول بتكوّن الألماس من صخور بركانية مكسوّة بطبقات من الفحم·
بالاجمال، يوجد الألماس في جوف الأرض على عمق يتراوح ما بين مئة ومئتي كيلومتر، وتحت ضغط يوازي 55,000 درجة (اي ما يوازي وضع برج ايفل في طبق مائدة صغير)، وتحت حرارة تبلغ 1400 درجة تتكاثف فيها ذرات الفحم فوق بعضها البعض مما يؤدي الى تكوين الألماس·
جنرال الكتريك
ندرة الألماس وارتفاع ثمنه لطالما جعلته هدفاً لمحاولات التزييف منذ القدم، إنما من دون التوصل الى أي نتائج جدية، لكن اعتبارا من خمسينات القرن الماضي، بدأت المحاولات الجدية، العملية، القائمة على اساس محاولة تقليد الشروط الجيولوجية المحيطة بالتكوّن الطبيعي للألماس·
شركة 'جنرال الكتريك' كانت المشرفة الاساسية على تلك الاختبارات، التي قامت على غطس قطعة ألماس في مغطس من الجرافيت الذائب وتحت حرارة 1000 درجة وعشرات الوف درجات الضغط، وقد اطلقت جنرال الكتريك على تلك العملية تسمية 'حرارة عالية وضغط عالٍ' وكانت النتيجة انتاج حوالي 100 طن من الألماس التركيبي·· الانتاج سنوي، والنوعية ادنى بكثير جدا من الألماس الطبيعي، انما يُستخدم هذا الألماس الصناعي في اغراض صناعية·
الى ذلك، بدأت شركة 'جمسيس' الاميركية منذ العام 2003 بانتاج ماسات صفراء اللون عيارها 1,5 قيراط، مشابهة للماس الطبيعي لكن ادنى نوعية وأدنى سعرا بثلاثة اضعاف (بين 3500 و6000 يورو)·
ماس الجثث
من جهتها طرحت شركة 'الغوردنزا' السويسرية الألمانية، تحويل رماد جثمان الانسان المتوفى الى ألماس ازرق اللون عيار ثلاثة ارباع القيراط ذات نوعية متوسطة·
لكن وبرغم هذه التنوعات الصناعية يبقى انتاج الألماس التركيبي عملية بطيئة ومكلفة وانتاجها رديء النوعية، ومن هنا اتجه صانعو هذا الألماس نحو التخلي عن طريقة 'جنرال الكتريك': 'حرارة عالية - ضغط عالٍ'·· واعتماد الطريقة الجديدة التي بدأ التخطيط لها في الستينات ثم جرى تطويرها في السبعينات·
الطريقة الجديدة اسمها 'الكيمياء البخارية' وتقوم على وضع خليط من الهيدروجين والميتان في مغطس يحتوي على قطعة الألماس، ثم التسخين على حرارة 1000 درجة، لكي يعلق فحم الميتان على الألأماس ويضاعف حجمه طبقة طبقة·
خفض كلفة الانتاج هو المكسب الاساسي لهذه الطريقة، وفي شباط الفائت حصل الفيزيائي الاميركي 'يوغوش فوهرا' من جامعة الاباما الاميركية، وبالتنسيق مع جامعة 'كاميجي' في واشنطن، على براءة اختراع للألماس الكيميائي البخاري بالذبذبات الصغيرة والتي تجعل عملية الانتاج اسرع بحوالي 100 مرة، وبهذه الطريقة يكبر حجم الألماس بما بين 100 - 200 ميكرومتر في الساعة·
بذار الألماس
من حسنات هذه الطريقة ايضا انها تسمح بإنتاج عدة ألماسات في وقت واحد، وذلك من خلال إكثار 'بذار' الألماس الطبيعي في مغطس الميتان - الهيدروجين· ويطمح الصناعيون الى استخدام هذه الطريقة في انتاج بسعر 4 يويو للقيراط، مقابل ما يتجاوز 4500 يورو للقيراط الواحد من الألماس الطبيعي· ومن حسناتها ايضا انها تسمح بانتاج ألماسات ذات عيارات قياسية تصل الى 10 قيراط وحتى الى 100 قيراط، وهذا ما يستحيل فعله في طريقة 'جنرال الكتريك' حسبما يقول البروفيسور 'فوهرا' والذي يؤكد امكان استخدام هذا الألماس 'الطلب لكن الرخيص' كبدائل اصطناعية لعظام الأوراك والركبة والاسنان وغيرها·
الخبراء يتوقعون منذ الآن أن يؤدي الألماس الصناعي إلى زوال عصر السليكون، ذلك أن الإفراط في تشغيل الأجهزة الالكترونية على أنواعها يؤدي إلى سخونة السليكون، وهذا ما لا يمكن أن يحصل مع الألماس بفضل قدرته الهائلة على مقاومة الحرارة وإلى مستوى 3350 درجة·
معنى ذلك أن الألماس التركيبي مقبل على التحول إلى سوق عملاق لا حدود لآفاقه، لكن تبقى ثمة مشكلة، فإذا كانت شركة 'العنصر السادس' البريطانية تنتج منذ العام 2000 الماس موصل للشحنات الإيجابية المخصصة للاستخدامات الالكترونية، فكيف أو متى ستتوصل هذه الشركة ــ أو غيرها ــ إلى إنتاج ألماس موصل لشحنات سلبية؟!
هذه المشكلة تم إيجاد حل لها عام ،2003 على يد 'جيمس تبلر' عن مختبر الأبحاث المركزي التابع للبحرية الأميركية، وبالتعاون مع 'جاك شيفالييه' من مختبرات الفيزياء الصلبة في جامعة فرساس الفرنسية، واللذين توصلا إلى ابتكار ألماس تركيبي يحتوي على مادة 'بورون'·
ألماس الذكي
في غضون ذلك بدأت شركة 'العنصر السادس' ومنذ شباط/ فبراير 2005 بإنتاج ترانزستورات احادية الكرستالية وذات ذبذبات عالية· وهذا ما يسميه 'يوغوش فوهرا' بداية عصر جديد في تكنولوجيا الالكترونيك، يقول: سيشهد القرن 21 ظهور الألماس الذكي القادر على العمل في أقسى الظروف الالكترونية التي يستحيل على كافة المعادن المعروفة حتى الآن أن تعمل فيها·
ألماسة كولنان
اقتصادياً، يبلغ الانتاج العالمي من الألماس ـ الطبيعي ـ حوالي 130 مليون قيراط، أي ما يوازي 26,000 كيلو غرام سنوياً، يخصص 20,000 كيلو منها للاستخدامات الصناعية والباقي للحلي والمجوهرات، إضافة إلى استهلاك هذه الاستخدامات الصناعية لحوالي 100 طن من الألماس التركيبي سنوياً·
'كولنان' هي أضخم ماسة طبيعية مكتشفة حتى الآن يبلغ وزنها 31,6 قيراط، وقد جرى اكتشافها عام ،1905 وبالإجمال يتراوح وزن حبات الألماس الطبيعي ما بين 0,25 قيراط وقيراطين اثنين· إلى ذلك، فقد تضاعفت مبيعات الألماس الطبيعي في العالم بحدود ثلاث مرات، منذ الثمانينات حتى الآن· وفي الفترة نفسها قفز إجمالي المبيعات من 20 مليار دولار إلى 56 مليار دولار في العام ·2003
(أورينت برس)
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©
نحن نستخدم "ملفات تعريف الارتباط" لنمنحك افضل تجربة مستخدم ممكنة. "انقر هنا" لمعرفة المزيد حول كيفية استخدامها
قبول رفض