أبوظبي (الاتحاد)
حضر سمو الشيخ سرور بن محمد آل نهيان، المجلس الرمضاني الثاني الذي أقامته جمعية «واجب» التطوعية برئاسة الشيخ خليفة بن محمد بن خالد آل نهيان، رئيس الجمعية، تحت شعار «في التسامح حياة» وبعنوان «دور المرأة في غرس ثقافة التسامح في الأسرة..الأسرة الإماراتية نموذجاً» والتي ألقاها الداعية الدكتور عمر عبدالكافي، وقدمها الإعلامي هلال خليفة.
كما حضر المجلس، معالي أحمد جمعة الزعابي، وزير شؤون المجلس الأعلى للاتحاد في وزارة شؤون الرئاسة، والشيخ خالد بن خليفة بن محمد بن خالد آل نهيان، والشيخ محمد بن خليفة بن محمد بن خالد آل نهيان، نائب رئيس جمعية واجب التطوعية، والشيخ طحنون بن خليفة بن محمد بن خالد آل نهيان.
وبدأ الداعية الدكتور عمر عبد الكافي، حديثه عن روح التسامح في الأسر الإماراتية بالمبادئ الإنسانية الراقية التي أسس لها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والتي بني على أساسها التسامح في المجتمع الإماراتي المتوطد بتلك القيم السامية، ما انعكس إيجاباً على الأسر الإماراتية التي تحيا في محبة ووئام وتسامح مع بعضها بعضاً ومع بقية أفراد المجتمع.
وأشار عبدالكافي، إلى أن الأسرة الناجحة تقوم على أسس ودعائم قوية بين الزوج والزوجة، تسودها روح التسامح والمحبة والعفو المتبادل بين الطرفين، مشيراً إلى أن سر الحياة الزوجية السعيدة، يكمن في تفهم طبيعة الزوجة ومعاملتها بإحسان كما حثنا ديننا الحنيف.
وأضاف: إن قيم العفو والتسامح، خاصة بين الزوجين، تظهر جلية في توافقهما وتفاعلهما معاً في الحياة العامة التي تقوم على الرحمة والمسامحة والمودة، موضحاً أن كلا الزوجين يقابلهما في الحياة العامة الكثير من المشكلات التي من شأنها أن تهدد الحياة الزوجية، وربما تقضي عليها إنْ تركا لها العنان في الحدة إلا أن الزوجين الناضجين اللذين تجمعهما علاقة وطيدة لا يتأثران بمثل هذه المشكلات ويقومان بتخطي العقبات الزوجية معاً من أجل هدف سامٍ وهو بناء أسرة مستقرة.
وبين الداعية أن الزوجين لا بد أن يتفقا منذ بداية الزواج على التسامح والعفو فيما بينهما، وأن يتقبل كل منهما الآخر، داعيا إلى تبني وزارات ومؤسسات التعليم في دولنا العربية تدريس مادة تربية أسرية على غرار مادة التربية الأخلاقية التي تدرس في المدارس الإماراتية، حيث إن العلاقة الزوجية من أهم العلاقات الإنسانية، ومن أوطد العلاقات الحياتية وأطولها عمراً، ما يدعونا إلى تدريس قيم المسامحة التي تشمل المودة والتفاهم والصفح والفرح بعيداً عن الحزن والحقد والكره.
ولفت الدكتور عمر عبدالكافي، إلى أن التسامح يعتمد بشكل أساسي على المودة والتوافق بين الطرفين والصفح، اعتماداً على الإيجابيات وتغاضياً عن الأخطاء والسلبيات، لافتاً إلى أنه حتى تحدث المسامحة الزوجية لا يجب التركيز كثيراً على الماضي، بل التركيز على وضع أسس للتعامل مع المشكلات الزوجية ووجود احترام متبادل بين الزوجين وحفظ كرامة الطرفين، إضافة إلى عدم تخطي الحدود في الخلافات أو المناقشات.
واختتم عبد الكافي، أن غياب المسامحة الزوجية يؤدي حتماً إلى زيادة معدلات الطلاق والانفصال، ملقياً الضوء على أهمية تدريب الأزواج على التسامح قبل الزواج حتى يكونوا مستعدين لإقامة حياة أسرية ناجحة، وذلك من خلال الإرشادات النفسية والدينية، ونصائح أصحاب الخبرة والتجارب من الأهل والأقرباء.