ثارت مؤخراً ضجة إعلامية عالمية عندما نشرت تقارير تحذّر من أن رشّاش «الدوش» المائي يكون سبباً في نشر أنواع كثيرة من الجراثيم التي تعشش ضمنه. وجاءت هذه التقارير نتيجة دراسات قيل إنها أثبتت أن الفراغات الداخلية المنتشرة ضمن قبضة الرشّاش تكون عادة وكراً لتكاثر الجراثيم بسبب توافّر الماء والأوكسجين فيها. وجاء في التقرير أن الإنسان الذي يستخدم «الدوش»، يكون قد حكم على نفسه بصبّ وابل من الجراثيم الخطيرة على جسده، والتي لا بدّ أن يتسرّب بعضها إلى الجهازين الهضمي والتنفسي. وذهب الأمر ببعض هذه التقارير إلى القول جهاراً إن «دوشاً من الماء الساخن قد يكون سبباً كافياً لقتل الإنسان».
ويثار الآن جدل واسع حول هذه القضية في الأوساط العلمية والإعلامية الشهيرة. وفي تقرير تحت عنوان «لا داعي للخوف من التسمم بالدوش»، نشرته مجلة «بوبيولار ميكانيكس» في عددها الأخير، ينقل الكاتب العلمي هاري سويرز عن فينسينت لابومباردي مدير قسم البيولوجيا الدقيقة في مركز ماونت سيناي الطبي في نيويورك قوله إنه ليس ثمّة من داعٍ لتقطيع أنبوب «الدوش» بعد قراءة هذه التحذيرات. وحجّته في ذلك أن التعرّض لبكتيريا «مايكوباكتيريوم آفيوم»، التي اكتشفها المشاركون في الدراسة التي أنجزها خبراء في جامعة كولورادو، هو أمر عادي وغير خطير ويحدث بشكل متواصل في حياتنا اليومية. وقال لابومباردي إن هذه البكتيريا يتم استنشاقها يومياً من الجو، وأشار إلى أنه لم يشعر في أي مرة بالأرق؛ لأنه أخذ «دوشّاً» ساخناً قبل أن يخلد إلى النوم. وما كاد الخبراء الذين اكتشفوا أعشاش البكتيريا في رؤوس مرشّات «الدوش» يسمعون كلام لابومباردي حتى تصدّوا له على الفور بالقول إنه إنسان ينشر الاطمئنان غير المبرّر علمياً بين الناس، مما يعرّضهم أكثر للخطر. وقال نورمان بيس الذي يعد من أهم المشاركين في البحث، إن كل الذين يستخدمون رؤوس المرشّات، خاصة البلاستيكية، وعلى نحو خاص أولئك الذين يعانون ضعف جهازهم المناعي الطبيعي، يتعرّضون لأخطار جسيمة.
عن مجلة Popular Mechanics