الأربعاء 30 يوليو 2025 أبوظبي الإمارات 37 °C
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المدرسة النظامية ببغداد أول مؤسسة أكاديمية متعددة العلوم

المدرسة النظامية ببغداد أول مؤسسة أكاديمية متعددة العلوم
21 مايو 2019 00:03

أحمد شعبان (القاهرة)

المدرسة النظامية في بغداد هي أول مؤسسة تعليمية تقدم العلوم بطريقة متكاملة بمختلف أنواعها سواء منها علوم الدين والعربية أو العلوم العقلية والتطبيقية كالطب والصيدلة والفلك والهندسة، حيث يجتمع الأساتذة والطلاب في فصولها، وتقدم لهم كل ما يلزم للتعليم وطلب العلم، ولم يسبق أحد إلى مثل هذا النمط من التعليم.
وقد كان التعليم قبلها يتم من خلال المساجد ودور العلم، فتعتبر هذه المدارس النظامية التي أنشأها نظام الملك هي الأولى في العالم من حيث التنظيم والترتيب وطريقة التعليم، وتعد أول مدرسة علمية ومعهدا علميا عرفه التاريخ الإسلامي والعالمي يعطي معلميه أجوراً مرتبة مقابل التعليم، ويقوم على التعليم فيها أساتذة ونواب لهم، ومعيدون للدروس، وتنظم المدرسة فصولاً دراسية، وسكناً للأساتذة والطلاب، ومكتبة وإعاشة.
أسسها الوزير نظام الملك سنة 457 هـ - 1067م، على نهر دجلة ببغداد بجانب الرصافة، وتم بناؤها سنة 459 هـ - 1066م، وافتتحت في العام نفسه، وبلغت تكلفة بنائها 200 ألف دينار ذهبي، وبنى نظام الملك حولها أسواقاً وجعلها أوقافاً للمدرسة، كما اشترى ضِياعاً وحمامات ومخازن ودكاكين فأوقفها عليها.
والمدرسة من المعالم التراثية التي اندثرت ويعتبر سوق الخفافين حالياً المكان الذي كانت المدرسة فيه، وبُنيت على شكل رباعي الأضلاع، وعلى قاعات لها قباب تحيط بصحن في وسطها والمصلى في جهة القبلة، وفي أروقة المبنى أماكنُ نوم المدرسين والطلاب، وأُلحق بها دورات مياه، ومطبخ، ومخازن، وغرف الدراسة تحيط بصحن المدرسة، كما أُلحِقَ بها مكتبةٌ، وظلت هذه المدرسة قائمة إلى مطلع القرن التاسع الهجري - الخامس عشر الميلادي، ثم اندثرت بسبب ما حلَّ ببغداد من كوارث وحروب، وصار مكانها محلة كبيرة من محلات بغداد.
كان من أبرز أهداف المدرسة النظامية ببغداد التصدي للأفكار التي خلفها البويهيون والفاطميون إثر حكمهم بغداد ومصر، وكان المذهب المعتمد في ذلك هو المذهب الشافعي، حيث تنص وثيقة الوقف على أن كل من يعمل في المدارس النظامية يجب أن يكون شافعياً.
كان الطلاب في المدرسة النظامية لا يزيد عددهم على 300 طالب يُختارون بعناية فائقة. ويذكر المؤرخون أن أول من درَّس في المدرسة النظامية في بغداد أبو إسحاق الشيرازي، صاحب كتاب «التنبيه»، وكان المدرسون يختارون بعناية فائقة، وبإشراف من الوزير نظام الملك أو من ينيبه عنه، وإلى جانب هؤلاء المدرسين، توجد أعداد أخرى من الموظفين، والكتبة والخدام.
وتعد مكتبة المدرسة النظامية في بغداد، من أهم ملاحق المدرسة ومرافقها، وكانت بناءً خاصاً، عرف باسم دار الكتب، أولاها الوزير نظام الملك اهتماماً خاصاً، وجلب إليها كل غريب ونادر من الكتب، وقام بنفسه بتأليف كتاب في الحديث، وأودعه فيها في أول زيارة لها بعد إتمام بنائها، وقد نجت المدرسة ومكتبتها من الاجتياح المغولي سنة 565هـ - 1258م.
ضمت المكتبة النظامية أكثر من عشرة آلاف مجلدة في شتى المعارف.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©
نحن نستخدم "ملفات تعريف الارتباط" لنمنحك افضل تجربة مستخدم ممكنة. "انقر هنا" لمعرفة المزيد حول كيفية استخدامها
قبول رفض