أحمد مراد (القاهرة)
الزبير بن العوام، ابن عمة النبي صفية بنت عبد المطلب، وابن أخ زوجة النبي خديجة بنت خويلد، أسلم وعمره 12 عاماً، وقيل إنه كان خامس من اعتنقوا الإسلام، عذبه عمه لإسلامه، فكان يعلقه في حصير، ويدخن عليه بالنار ليرجع، فيقول: لا أكفر أبداً.
بعد إسلامه، لازم الزبير بن العوام رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يفارقه، وكان من أصغر الصحابة الذين التفوا حول النبي في السنوات الأولى للدعوة، وقال الزبير: لم أفارقه منذ أسلمت «يقصد النبي صلى الله عليه وسلم».
كان الزبير بن العوام شديد الغيرة على الإسلام ورسوله، لا يتحمل أن يتعرض النبي لأذى، أظهر استعداداً للتضحية بنفسه وتقديم روحه فداء للنبي، ورغم صغر سنه كان أول من استل سيفاً في سبيل الله، حيث يروى أنه ذات يوم وقع خبر بين أهل مكة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أخذه مشركو قريش، فأقبل الزبير يشق بسيفه، وكان النبي بأعلى مكة، فقال له: ما لك؟، قال: أُخبرت أنك أُخذت، فدعا له النبي صلى الله عليه وسلم ولسيفه.
هاجر الزبير بن العوام إلى الحبشة، ولم يمكث بها طويلاً، حيث عاد، ولحق بالنبي بالمدينة، وتزوج أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها، فولدت له أول مولود للمسلمين في المدينة المنورة وهو عبد الله، ثم ولدت له مصعب.
في يوم الأحزاب قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من يأتيني بخبر القوم؟»، «يقصد الكفار»، فقال الزبير: أنا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن لكل نبي حوارياً، وحواري الزبير»، وعده النبي واحداً من العشرة المبشرين بالجنة.
وعندما حاصر النبي صلى الله عليه وسلم يهود بني قريظة بالمدينة في السنة الخامسة للهجرة، كان الزبير بن العوام في طليعة المجاهدين الذين استجابوا لله ولرسوله، ووقتها قال له رسول الله: «بأبي أنت وأمي»، وعن كثرة مشاركاته بجوار النبي في غزواته يقول الزبير: ما مني عضو إلا قد جرح مع رسول الله.
استشهد الزبير بن العوام بعد موقعة الجمل، بعد أن ترك القتال، وانصرف إلى الصحراء حتى أدركه أحد المحاربين فقتله، فلما جاء القاتل إلى علي رضي الله عنه يبشره بقتل الزبير رفض أن يلقاه وقال لمن حوله: بشروا قاتل ابن صفية - يعني الزبير - بالنار، وكان عمره لما استشهد 67 عاماً.