«دبي الشعبي» يسعى إلى تفعيل دور المسرحيين في الحياة الثقافية

ضمن توجهاته الجديدة لإقامة أمسيات ثقافية، فنية وأدبية، وتفاعلية على المستوى الشعبي، قرر مجلس إدارة مسرح دبي الشعبي، برئاسته الجديدة التي تسلمها الفنان عبد الله صالح، أن تكون أولى فعالياته هي إقامة أمسية ثقافية متخصصة بعنوان «طقوس مسرح سالم الحتاوي»، سيشارك فيها أربعة مخرجين ممن قاموا بإخرج مسرحيات من تأليف الحتاوي، وهم عبد الله صالح ومحمد سعيد السلطي وأحمد الأنصاري ومحمود أبو العباس. ستقام الأمسية كما أعلن ياسر القرقاوي رئيس لجنة الإعلام والتوثيق في مسرح دبي الشعبي في الأول من الشهر المقبل، في قاعة سلطان بن علي العويس، وقال القرقاوي لـ«الاتحاد» إن الأمسية ستتضمن قراءة في أعمال سالم الحتاوي الكاملة التي صدرت عن «وزارة الثقافة»، ويشارك بها المخرجون الأربعة المذكورون، إضافة إلى توزيع مجموعة من الأعمال الكاملة للحتاوي على الحضور مجانا، كما سيقوم محمود أبو العباس بتوقيع كتابه «طقوس سحرية الواقع في المسرح الإماراتي.. دراسة تحليلية، عالم سالم الحتاوي نموذجاً». وقال القرقاوي الذي سبق له أن شارك في كتابة وإخراج عدد من المسرحيات والأفلام السينمائية منذ تسعينات القرن الماضي، إن التحضير للأمسية أسهمت فيه كل من جمعية المسرحيين الإماراتيين ووزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، سواء بالدعم المادي أو من خلال الاتصالات والمشاورات والتجهيزات، موضحا أن جمعية المسرحيين أسهمت بتقديم نسخ الكتابين اللذين سيتم توزيعهما مجانا. وتحدث القرقاوي عن التوجه الجديد لمجلس إدارة مسرح دبي الشعبي قائلا إنه يهدف للوصول إلى قطاعات عريضة من الجمهور في إمارات الدولة كافة. وفي ما يخص الأعمال الكاملة لسالم الحتاوي ودراسة أبو العباس عنها قال إن هناك قرارا بتوزيعها على المكتبات العامة في الدولة لترسيخ الاهتمام بالكاتب المسرحي الإماراتي من جهة، وتعميم الثقافة المسرحية من جهة ثانية. وفي سياق متصل تحدث القرقاوي عن تكليف رئيسة اللجنة الثقافية في مسرح دبي الشعبي الشاعرة الهنوف محمد بكتابة قصة حياة الراحل سالم الحتاوي بطريقة أدبية إبداعية، وليست السيرة الذاتية، وأن مجلس الإدارة سيوفر للشاعرة كل ما تحتاجه لإنجاز هذا العمل الفني، ليكون بمثابة ذكرى لحياته وعطاءاته. كما تناول القرقاوي في حديثه الاستعدادات الجارية لإنجاز ثلاث مسرحيات، واحدة للأطفال وأخرى للشباب وثالثة للكبار، حيث جرت تكليفات لكتاب ومخرجين بهذا الصدد، منها تكليف المخرج محمد سعيد السلطي باختيار نص مسرحي للكبار، شرط أن يكون كوميديا وبسيطا وليس نخبويا، كما تم تكليف الفنان عبد الله صالح بالتوجه لكتابة وإخراج عمل للأطفال، والمشاورات مستمرة بخصوص بقية الأعمال. وعلى صعيد آخر تحدث القرقاوي عن تنشيط أعضاء مسرح دبي الشعبي لحضورهم وفاعليتهم في الأنشطة الثقافية المحلية والخارجية، من أجل تعميق ثقافتهم وترسيخ دورهم في مناقشة القضايا الثقافية المطروحة على الساحة، ليس في المسرح وحسب، بل في الثقافة الشاملة، وعلى هذا الصعيد قال القرقاوي إن مسرح دبي الشعبي يتبنى إقامة الأمسيات الثقافية، الأدبية والموسيقية والتشكيلية، ويدفع بأعضائه لحضور الفعاليات والمشاركة الفاعلة فيها، لأن اطلاع الفنان يوسع آفاقه ورؤيته للأشياء. كما تناول الحديث مع القرقاوي أمور العضوية في مسرح دبي الشعبي، حيث قال «هناك توجه لقبول أعضاء جدد للمسرح، من بين طلبات كثيرة تقدم بها أصحابها للحصول على العضوية، ولكن قرار مجلس الإدارة هو تطبيق شروط العضوية التي تفرض مستوى من الاهتمام بالمسرح وشؤونه الفنية والموضوعية، وليس المسرح أو العمل الفني التجاري، والقدرة على التفاعل مع قضايا المسرح وهمومه، فنحن نشجع توسيع حجم العضوية ضمن هذه الشروط». وختم القرقاوي بالحديث عن ضرورة الاهتمام بكون عروض المسرح غير محصورة في المواسم المسرحية فقط، فإضافة للمشاركة في المهرجانات المحلية والخارجية، يجب على المسرح أن يظل حاضرا طوال العام، من خلال عروض تطوف أرجاء الدولة وإماراتها، لكي يظل الجمهور على تواصل مع هذه العروض.