28 مارس 2012
الاهتمام الدائم الذي تلقاه جزيرة صير بني ياس الواقعة في المنطقة الغربية لإمارة أبوظبي، يجعلها مقصداً مثالياً لاكتشاف الطبيعة والتأمل في عناصرها، وإلى كونها من أبرز الوجهات السياحية الصديقة للبيئة، تضيف اليوم إلى رصيدها مجموعة إسطبلات جديدة تضم أحصنة من مختلف السلالات بما فيها الخيول العربية الأصيلة والسلالات القادمة من أنحاء العالم.
نسرين درزي (أبوظبي) - مع افتتاح “إسطبلات صير بني ياس” التي تحتل موقعاً فسيحاً من الجزيرة على مسافة قريبة من منتجع وسبا جزر الصحراء، يعلن عن معلم ترفيهي آخر تجدر زيارته. والمكان المحاط بالسكون الآتي من الكثبان الذهبية، يعج بصخب رياضة الفروسية التي تنسجم مع البيئة المجاورة بكثير من مفرداتها. وينبثق من صميم الحياة البرية في هذا الملاذ الراقي الذي يعتبر مقصداً مريحاً ومثالاً لكرم الضيافة في المجتمع المحلي.
رياضة الفروسية
الإسطبلات التي روعي في تصميمها التركيز على حماية الطبيعة من التلوث، حيث تم تجهيزها بأنظمة إنارة وري صديقة للبيئة، تعود ملكيتها إلى “شركة التطوير والاستثمار السياحي” وتتولى إدارتها مجموعة الضيافة الآسيوية أنانتارا. وهي تضم 30 حصاناً وحظيرتين رئيسيتين و6 مضامير رملية ومضمارين واسعين مفروشين بالعشب. وفيها منطقة مغطاة لركوب الخيل وحلبة للتدريب وحلبة أخرى تتيح السباقات العالمية لرياضة الفروسية.
وإضافة إلى كونها وجهة استثنائية للاستجمام الراقي، توفر الإسطبلات مجموعة متنوعة من الدروس وأنشطة ركوب الخيل. أعدت خصيصاً لتلبي احتياجات الزوار، بحسب مستوياتهم، حيث تقدم للمتمرسين في رياضة الفروسية خيولا مدربة على القفز أو ما يعرف بـ Western riding. وكذلك مجموعة من الخدمات الخاصة بالراغبين في خوض تجربة ركوب الخيل للمرة الأولى. وهنا يحظى الضيوف بفرصة التعرف إلى عالم الخيول وإرث الخيل العربي الأصيل وتاريخه العريق في الدولة. والاستمتاع بالأنشطة الميدانية التي يحتضنها “متنزه الحياة البرية العربية”، والذي يضم مجموعة نادرة من الحيوانات البرية بما فيها الغزلان الرملية والجبلية وطيور أبو قردان والطواويس وسواها.
يتحدث لـ”الاتحاد” أحمد عبد الكريم الفهيم المدير التنفيذي لإدارة التسويق والاتصالات والمبيعات والتأجير في “شركة التطوير والاستثمار السياحي” عن الأهمية التي تحتلها “إسطبلات صير بني ياس” لجهة الاستقطاب السياحي. ويقول إن هذه الخطوة تعكس التزام الشركة بتوفير وجهات ترفيهية صديقة للبيئة وعالمية المستوى. ويورد أنه تماشياً مع سياسة تعزيز منتجات الضيافة الراقية، فإنه من المقرر خلال الأشهر المقبلة إطلاق عدد من المرافق السياحية الجديدة. ومنها “مركز جزر الصحراء للرياضات المائية” و”مركز جزر الصحراء للمؤتمرات”، مما يشجع على زيارة الجزيرة والتعرف إلى العروض المختلفة التي توفرها منشآتها ومرافقها.
من جهتها، تذكر لورا جين مكلوكاس المسؤولة عن شؤون الخيل في أنانتارا، أن “إسطبلات صير بني ياس” تمنح الرواد على اختلاف مهاراتهم تجربة فريدة لركوب الخيل. وتقول مكلوكاس التي تتمتع بخبرة تزيد على 13 عاماً في عالم الفروسية والتي شاركت في عدة مسابقات مرموقة، إنه من الجميل الاستمتاع بهذه الرياضة على الشاطئ واستكشاف متنزه الحياة البرية العربية من على ظهر الخيل. وتورد أن هذه الإسطبلات هي الأولى من نوعها في المنطقة الغربية إذ تلعب دوراً مهماً في استقطاب المزيد من الزوار. وتتحدث مكلوكاس عن السلالات المختلفة التي تم استقدامها إلى هذه الإسطبلات. ومنها “رونان”، وهو خيل عربي أصيل سبق وشارك في مسابقات استعراضية تظهر من خلال حركته المميزة. و”كاشورا”، وهي فرس من أميركا الجنوبية لديها سمعة ذائعة الصيت نسبة إلى تاريخها الناجح في رياضة البولو ومسابقة “كأس الذهب”.
نزهات ودروس
توفر “إسطبلات صير بني ياس” قائمة من الخيارات الخاصة بالفروسية والتي من شأنها أن تقدم التدريب والترفيه في آن. بينها النزهات القصيرة لمدة 20 دقيقة، والتي تناسب المبتدئين ممن لا تقل أعمارهم عن 10 أعوام، حيث يمكن مشاهدة الغزلان ومجموعة متنوعة من الطيور. والرحلات الملكية على الشاطئ والتي تمتد لساعتين، وتتيح الهرولة الخفيفة على ظهر الخيل بحسب الظروف والإمكانات. وقبل البدء بأي جولة يتم اعتماد تقييم عام مدته 10 دقائق في ساحة الإسطبل للتأكد من معايير الكفاءة والسلامة.
ومن العروض التي توفرها الإسطبلات إمكانية الانطلاق على ظهر الحصان بجولة عبر الأراضي الوعرة وفي “متنزه الحياة البرية”. ويتيح هذا النشاط الاستمتاع بمشاهدة الحيوانات والطيور التي تعيش على الجزيرة. وللحصول على مستويات أعلى من المغامرة، يمكن للخيالة المتمرسين التنقل عبر القبب الملحية والكثبان الرملية والشجيرات. كما تقدم الإسطبلات دروساً للراغبين في تعلم ركوب الخيل كهواية أو كرياضة. ويمكن للأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 5 أعوام و16 عاماً الاستفادة من الحصص التدريبية بمعدل 20 دقيقة. أما المبتدئون فيتعلمون ركوب الخيل في صفوف جماعية مدتها 45 دقيقة تركز على المهارات الأساسية لركوب الخيل وتعلمهم تعزيز الثقة بالنفس، إلى جانب تحسين الأداء. مع إمكانية توفير دروس شخصية بحسب المستوى. كما يمكن للخيالة من ذوي الخبرة الواسعة الاستفادة من الأنشطة المتعددة التي تلائمهم كامتطاء الخيل والتجول على امتداد المنطقة الفسيحة، حيث تتاح أنشطة الفروسية بالتوازي مع الأنشطة الأخرى التي يوفرها كل من الجزيرة ومنتجع جزر الصحراء ذي الـ5 نجوم.
أسماء وأجناس
بالتعرف إلى بعض الخيول التي تعيش حاليا في “إسطبلات صير بني ياس”، نذكر: “رونان”، حصان أبيض عربي أصيل يمتلك خبرة واسعة ويعد مثالياً للأطفال والكبار الذين يمتطون ظهر الخيل للمرة الأولى.
“تي جي”، حصان سباق أصيل رمادي اللون، تم تدريبه ليصبح بارعاً في مختلف المجالات منها الفروسية والأسلوب الغربي. “كاتشورا” مهر كستنائي صغير من أميركا الجنوبية حقق نجاحات كبيرة في رياضة البولو وشارك في نهائيات الكأس الذهبية قبل أن يتقاعد لينضم إلى فريق أنانتارا.
“آني”، أصغر فرس ضمن مجموعة الأحصنة عمرها فقط 4 أعوام وتنتمي إلى الأحصنة العربية الأصيلة بلون كستنائي جميل.
وعلى الرغم من صغر سنها، غير أنها انضمت بحماسة إلى العمل ومن المتوقع أن تنجب أحصنة جميلة.
“جرادي”، حصان إيرلندي ضخم البنية رمادي اللون يتميز بشخصيته المستقلة وإمكانية الاعتماد عليه في كافة المهمات. وهو يهتم بالراكبين الهواة على الرغم من حبه الشديد للطعام.
“أوين”، حصان رياضي أيرلندي متعدد الألوان، وعملاق لطيف مثالي للخيالة من أصحاب القامات الطويلة.
مضامير وساحات
“إسطبلات صير بني ياس” العصرية تتضمن حظيرتين و6 مضامير رملية ومضمارين واسعين مغطيين بالعشب وحلبة سباق. وفيها ساحة مغطاة لامتطاء الخيل تمتد على مساحة 800 متر مربع وحلبة تدريب وحلبة لممارسة رياضة الفروسية، إضافة إلى ساحات للاستخدام اليومي ومنطقة غسيل وعيادة وصيدلية بيطرية، ومخزن أعلاف ومستودع ومخزن قش.