السبت 26 يوليو 2025 أبوظبي الإمارات 35 °C
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

المتمردون الصغار يرفضون رياض الأطفال

23 سبتمبر 2005

الشارقة ـ حليمه الملا :
تواجه الكثير من الأمهات عند بداية كل عام دراسي جديد، خاصة أمهات وأولياء أمور الاطفال من هم في سن الروضة، صعوبات بالغة في إقناع اطفالهم المستجدين للذهاب إلى رياض الاطفال · ودائما يبرز سؤالا عند الأمهات 'طفلي يرفض الروضة'·· 'طفلي يرفض الذهاب إلى المدرسة'·· ماذا أفعل؟
سؤال يتردد على لسان كثير من الأمهات، فماذا يكون موقفك وكيف يكون شعورك ان كنت من هؤلاء الأمهات·· ربما تأخذينه إلى الروضة أو المدرسة وتضطرين لتركه لانك ترين انه يجب ان يعتاد على جو المدرسة، ولكنه يتشبث بك ويقول: أرجوك يا ماما لا تتركيني هنا·· كيف تعالجين هذا الموقف؟
يرى البعض ان الطفل عندما يبلغ الثالثة أو الرابعة من عمره فإنه يجب ان يلتحق بالروضة لان السنوات الخمس الأولى تعتبر أهم فترة لتعليم الطفل ولتكوين شخصيته ولكنه في الواقع لا يمكن القول إن الطفل يجب ان يلتحق في هذه السن بالروضة بالضرورة، كما يشير إليها البعض الآخر، لان الطفل بالطبع يستفيد من فترة الروضة ومن لعبه مع غيره من الاطفال خاصة إذا لم يكن ذلك متوافر له في المنزل، والطفل ينمو بشكل سريع خلال السنوات التي تسبق سن التحاقه الرسمي بالمدرسة، وتحتاج مهاراته وقدراته الذهنية والبدنية إلى صقل من خلال الألعاب والتجارب المسلية، ويستفيد بعض الاطفال من الروضة، ونجد كثيراً من الاطفال الذين تقل أعمارهم عن ثلاث سنوات قادرين على التأقلم بسرعة مع جو الروضة ولكن هناك بعض الاطفال الذين يرفضون الابتعاد عن أهاليهم حتى بلوغهم سن الخامسة وهناك فئة منهم تجد صعوبة في التأقلم أيضاً مع جو المدرسة الابتدائية ولا يؤخذ عليهم سوى انهم يتطلبون وقتاً اطول من غيرهم من الاطفال ويحتاجون لشيء اكثر من الصبر والهدوء في التعامل معهم وغالباً ما نجد الأهالي يفضلون ان يمنحوا الفرصة ليلحقوا أولادهم بالحضانة أو الروضة فماذا تفعلين إذن ان رفض طفلك الذهاب إلى الروضة أو رفض البقاء هناك من دونك أو انه قبل ان تتركه ولكنه بدأ عليه انه غير سعيد أثناء وجوده في الروضة، وماذا تفعلين أيضاً ان استقر طفلك في الروضة ولكنه بدأ بعد أشهر قليلة يظهر خوفاً من الذهاب إليها؟
وتؤكد مريم محمد احمد من الروضة النموذجية بالشارقة، أهمية تهيئة الطفل واستعداده النفسي لهذه المرحلة من قبل المجيء به إلى الروضة، وذلك بعقد اللقاءات والاجتماعات مع الأمهات وتوعيتهن بأساليب يجب عليهن اتباعها لإغراء الطفل وغرس حب الذهاب إلى الروضة، كما يجب على الأمهات مرافقة واصطحاب اطفالهن إلى الفصول داخل الروضة ومعرفة المرافق التي فيها واستخداماتها وشرحها لطفلها، وعلى إدارة الروضة والمعلمات إعداد برامج وفعاليات شيقة تقوم بها من أول أيام الدراسة وتستقبل بها الاطفال·
وأشارت الى اهمية وضع خطة واعداد برنامج احتفالي وترفيهي لاستقبال الاطفال والذي يستمر لعدة أيام ويشمل فقرات فنية تقدم على خشبة المسرح وتوزيع الهدايا، وإعداد شخصيات محببة إلى الاطفال كابطال الرسوم المتحركة، والأهم من ذلك مشاركة وتعاون الأمهات في تنفيذ هذه الأنشطة مما يؤثر إيجاباً في نفسية الطفل·
وشاركتها الحديث منى سلطان معلمة رياض الاطفال، قائلة: ان أفضل طريقة لجعل الصغير يستقر في جو الروضة أو الفصل التمهيدي ان تذهب معه الأم إلى هناك عدة مرات قبل ان تبدأ الدراسة بشكل رسمي ولكن يجب ألا يعتاد الطفل على وجودها معه دائماً في المدرسة، ومن الوسائل التي تساعد على تفهمه لوضعه الجديد في المدرسة ان تتحدث إليه بهدوء وبشكل جدي عن موعد افتتاح الروضة بشكل رسمي، كما انه من الأمور التي تسهل عليه مفهوم المدرسة أو الروضة هو اصطحابه إلى السوق لشراء المستلزمات والحاجيات المدرسية لاخوته، وان تشتري له الأم بعض الأشياء التي تخص المدرسة لترغيبه بالذهاب إلى المدرسة مثل باقي اخوته، كما ان التحدث مع مدرسة الفصل يمكن ان يفيد في إيجاد بعض الأفكار الخاصة بمساعدة الصغير في الاستقرار بمدرسته وربما تقترح عليك ان تقرئي له أي شيء أو ان تؤدي معه عملاً وربما تؤكد كذلك انه سيهدأ بعد قليل كما هو الحال لدى اغلبية الاطفال، وقد تجدين صعوبة في ترك طفلك وهو يبكي ولكن الأفضل الانسحاب بهدوء والابتعاد عنه·
وأضافت منى سلطان: ومن الوسائل التي تساعد على تسهيل عملية الانتقال من المنزل إلى الروضة البحث عن طفل أو اكثر في نفس الروضة بحيث يمكن للطفل ان يصادفهم قبل التحاقهم بالروضة، فلا يجد غضاضه أو صعوبة فور دخوله الفصل بعد ذلك، ان يبدأ معهم ممارسة الأنشطة إلا الالعاب المسلية مشتركة بينك وبين طفلك وبين من يوجدون في الروضة من كبار وصغار وتعتبر تلك التجربة بمثابة عملية انتقال مثالية من البيت الذي لا يجد فيه الطفل سوى أهله وبعض اصدقائه إلى المدرسة، حيث يتعامل بشكل رئيسي مع المعلمة ومع الاطفال ويقل بالتالي اعتماده على أهله مع معظم الأمور·
وأكدت أن لتجربة دخول الطفل الروضة فوائد عديدة ولكن ان لم تنجح لأي سبب فإنها لا تعني ان الطفل لم يتأقلم في المستقبل مع جو المدرسة، ان كل ما يحتاجه ذلك الطفل هو شيء من الصبر والهدوء·
وفي ختام حديثها قالت: ولكن في اعتقادي ان الأسلوب الحديث في تعليم اطفال الروضة والذي نتبعه الان في رياضنا وخاصة النموذجية منها كفيل بتحبيب الطفل بالروضة·
تجارب الأمهات
وفي استعراض لتجاربهن مع اطفالهن، ذكرت أم سالم بان طفلها الصغير عمر يرفض الذهاب إلى الروضة حتى الان بالرغم من مرور اكثر من اسبوعين على بدء الدراسة، وكان من الخطأ اننى استجبت لرغبته في العودة إلى المنزل منذ اليوم الأول حينما رأيته يبكي متشبثاً بي قائلاً: ماما خذيني إلى البيت معك، لا تتركيني؟ فاستمر على ذلك أياماً متتالية يوم يذهب بالإجبار ويوم لا نستطيع تركه في الروضة لوحده فلابد ان يكون معه احد إما انا أو احدى اخواته، والحل الذي أوضحته لي الاختصاصية هو ان اخذه إلى الروضة واتركه مع الاطفال حتى لو بكى وألا التفت إليه، فبذلك سيتعود، وبالفعل اجده الان أفضل من أول وبدأ يهدأ في توسلاته وبكائه·
وتقول ثريا عبدالله الملا ان ابنتها سارة هي البكرية وليس لديها ابناء من قبل دخلوا المدارس، فلذلك وقبل تسجيلها في الرياض كنت اخذها إلى بنات اختي الصغيرات يتحدثن إليها عن المدرسة وحين الاستعدادات للعودة إلى المدارس كانت سارة ترافقهن وهي تختار لنفسها الحقيبة المدرسية والأدوات والقرطاسية، فكنت أعمل على تهيئتها لتقبل الذهاب إلى الروضة، ولله الحمد نجحت في ذلك، وأول يوم دراسي كانت سارة سعيدة لذهابها إلى الروضة· وتقول أم عبدالله إن أول يوم أخذت ابنها إلى الروضة كان الأمر عاديا بالنسبة له وخاصة أنه متحمس ولكن حينما وجد هناك بعض الاطفال يبكون فخاف وتعلق بعباءتي طالباً ارجاعه إلى البيت، فأخذته إلى الاختصاصية الاجتماعية في غرفتها بعيداً عن الاطفال وهناك تحدثت إليه الاختصاصية برقة ولطف واعطته هدية وطلبت منه ان يكون اصدقاء، فبصراحة أسلوبها وتعاملها مع طفلي جعلته يقبل على الروضة بجد ونشاط كل يوم، وبخاصة ان المعلمات لطيفات ومعاملتهن فيها الكثير من الأمومة·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©
نحن نستخدم "ملفات تعريف الارتباط" لنمنحك افضل تجربة مستخدم ممكنة. "انقر هنا" لمعرفة المزيد حول كيفية استخدامها
قبول رفض