عدد اليوم
أحمد مراد (القاهرة)
عبدالله بن جعفر بن أبي طالب، أمه أسماء بنت عميس، وخالته ميمونة بنت الحارث زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولد عبدالله بن جعفر في الحبشة خلال السنة الأولى للهجرة، ويعد أول مولود في الإسلام بأرض الحبشة، ثم رحل مع والديه مهاجراً إلى المدينة المنورة في السنة السابعة للهجرة، وكان ميعاد وصولهم للمدينة في نفس يوم فتح خيبر، وكان عبدالله في السابعة من عمره. في العام التالي، سنة 8 هجرية، استشهد والده في غزوة مؤتة، وكان عمر عبدالله وقتها ثماني سنوات، فكفله رسول الله، وأولاه.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم إنه قال بعد استشهاد جعفر بن أبي طالب: «ائتوني ببني أخي»، ثم قال: «أما محمد فشبه عمي أبي طالب، وأما عبدالله فشبه خلقي وخُلقي»، ثم أخذ بيدي عبدالله وقال: «اللهم اخلف جعفر في أهله، وبارك لعبدالله في صفقته»، فجاءت أمهما فذكرت يتمهما، فقال صلى الله عليه وسلم: «ألعيلة تخافين عليهم، وأنا وليهم في الدنيا والآخرة».
بايع عبدالله بن جعفر النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن سبع سنين، فلما رآه رسول الله تبسم وبسط يده وبايعه»، يقول: لقد رأيتني وقثم وعبيد الله ابني عباس، ونحن صبيان إذ مر بنا رسول الله، فقال: «ارفعوا هذا إليّ»، فحملني أمامه، وقال لقثم: «ارفعوا هذا إليّ» فحمله وراءه، وكان عبيد الله أحب إلى عباس، فما استحيا من عمه أن حمل قثم وتركه، ومسح على رأسي ثلاثاً كلما مسح قال: «اللهم اخلف جعفر في ولده».
عمل عبدالله بن جعفر في التجارة منذ صغره، ذات مرة مر به رسول الله وهو يلعب فقال: «اللهم بارك له في تجارته». عُرف عبدالله بكثرة العبادة و قراءة القرآن، واشتهر بالكرم والجود، وقد قيل عنه: قطب السخاء وبحر الجود، لا يصله شيء من صلات إلا وزعها على أهل المدينة حتى لا يبقي منها شيئا لنفسه، وكان يعفو عن الديون ويساعد في النوائب والملمات.
تزوج عبدالله بن جعفر من عقيلة بني هاشم السيدة زينب بنت عمه علي بن أبي طالب، حفيدة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي خلافة علي اشترك مع عمه في موقعة صفين، وكان أميره على قريش وأسد وكنانة.
توفي عبدالله بن جعفر في المدينة المنورة سنة 80 هجرية، وعمره 80 عاماً.
