أحمد مراد (القاهرة)
في الثاني من أكتوبر العام 1869، ولد الزعيم الهندي المهاتما «موهانداس كرمشاند غاندي»، في مدينة بوربندر بولاية غوجارات الهندية، ونشأ في أسرة عريقة معروفة بالعمل السياسي، حيث شغل جده ومن بعده والده منصب رئيس وزراء إمارة بوربندر.
في العام 1882، سافر غاندي إلى بريطانيا لدراسة القانون، وعاد إلى الهند العام 1891 بعد حصوله على شهادة عليا في القانون، وبعدها بعامين، وبالتحديد العام 1893 سافر إلى جنوب إفريقيا للعمل في مكتب قانون، وبقى فيها 22 عاماً، وقد قضى معظم هذه السنوات في النضال من أجل الدفاع عن حقوق العمال الهنود في جنوب إفريقيا، والتي كانت تحتلها بريطانيا في ذلك الوقت.
وفى العام 1915، عاد غاندي إلى الهند ليواصل نضاله ضد المستعمر البريطاني، وبعد فترة قليلة من العمل السياسي في الهند أصبح غاندي واحداً من أشهر الشخصيات السياسية في الهند، واهتم بمشاكل الفلاحين والمنبوذين والفقراء، وفي سبيل ذلك تعرض للاعتقال والسجن أكثر من مرة.
ومع اقتراب استقلال الهند العام 1945، ظل غاندي يدعو إلى إعادة الوحدة الوطنية بين الهنود ودعا إلى احترام حقوق المسلمين وناصر حقوقهم، حيث كانت له مواقف عديدة أشاد فيها بالدين الإسلامي وبالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وردد مقولات متعددة شهيرة في مناسبات مختلفة تحمل عبارات وشهادات منصفة للدين الحنيف.
وجاءت أشهر مقولات المهاتما غاندي المنصفة للدين الإسلامي خلال حديثه لصحيفة «ينج إنديا» الهندية، وتحدث فيه عن صفات الإسلام الحنيف، وما يتميز به من سماحة ورقي وتحضر، فضلاً عن بساطة وصدق رسوله صلى الله عليه وسلم، حيث قال نصاً: «لقد أصبحت مقتنعاً كل الاقتناع أن السيف لم يكن الوسيلة التي من خلالها اكتسب الإسلام مكانته وانتشاره في رقعة جغرافية واسعة من العالم شرقاً وغرباً، بل كان ذلك من خلال بساطة الرسول محمد بن عبدالله مع دقته وصدقه في الوعود، وتفانيه وإخلاصه لأصدقائه وأتباعه، وشجاعته مع ثقته المطلقة في ربه وفي رسالته، هذه الصفات هي التي مهدت للدين الإسلامي الطريق للانتشار الواسع، وتخطي المصاعب وليس السيف كما يردد البعض».
وواصل غاندي حديثه قائلاً: «أردت أن أعرف صفات الإسلام الذي يملك بدون نزاع قلوب ملايين البشر، وبعد انتهائي من قراءة جزء من حياة رسول الإسلام، وجدت نفسي أسفا لعدم وجود المزيد للتعرف أكثر على هذا الدين العظيم وحياة رسوله».
وفي مناسبة أخرى، قال غاندي: «إن التعرف على نبي الإسلام ورسالته هو الذي قادني إلى المناداة بتحرير الهند العظيم الخالد إلى الأبد، محمد بن عبد الله رسول الإسلام كان قادراً على السيطرة على العالم كله، ومع ذلك ترك نفسه إنساناً بالإسلام، ولم تستطع شهوة الشيطان في السيطرة أن تحوم حتى حوله، فعاش نبي الإسلام رسولاً بشراً عادياً أمام إخوانه من الناس، كواحد منهم رغم أنه اصطفاء إلهي».