السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العباسيون أسسوا دولة مترامية الأطراف

العباسيون أسسوا دولة مترامية الأطراف
19 مايو 2019 04:11

القاهرة (الاتحاد)

غابت شمس الدولة الأموية إلى زوال بعد اللقاء الحاسم بينهم وبين العباسيين على أحد فروع دجلة بالقرب من الموصل وهو «نهر الزَّاب الأعلى»، فانتصر العباسيون ومضى عهد الأمويين، وأقبل عهد جديد بصعود دولة الخلافة العباسية من خراسان باتجاه العراق على يد أبي العباس السفاح، ثم أبي جعفر المنصور الذي يعتبر المؤسس الحقيقي للدولة العباسية، التي شكلت دولة إسلامية مترامية الأطراف، تفاعلت عليها عناصر متعددة عربية وفارسية وتركية، وشهدت بُنى اجتماعية وعنصرية متباينة، وتطورات سياسية واقتصادية واجتماعية حددت مسيرتها ونهجها. عملت الخلافة العباسية على تثبيت سلطتها بعد أن شهدت اصطدامات على حدودها وتأثرت بالصراع على النفوذ بين العرب والفرس والترك. ارتقى العباسيون بدولتهم إلى مستوى عال من المقدرة السياسية والحضارية، وتعد ثورة شاملة في التاريخ الإسلامي، حيث توسعت الفتوحات في السند والهند، فبنوا مدينة بغداد إحدى أكبر الحواضر الإسلامية ومركز تجاري مزدهر وجعلوها عاصمة الدولة، واتسع عمران العاصمة، وصارت ملتقى التجارة بين الهند والصين والشام والجزيرة وبحر المشرق، فراجت التجارة، وبلغ الترف مبلغه الذي سارت به الأمثال في أنحاء المعمورة، وعظمت المباني وكثرت القصور الفخمة التي أبدع المهندسون تنسيقها، واتسعت حدود العالم الإسلامي فشملت إقليمي جرجان وطخارستان، وجاورت حدود بلاد الترك والصين، وبلغت بلاد كشمير في الجنوب الشرقي وبلاد النوبة في الجنوب المصري، وإلى بلاد المغرب جنوباً في الصحراء وجبال القوقاز وأرمينيا في الشمال، وحدود الإمبراطورية البيزنطية، كما جاورت حدودها جنوبي بلاد الفرنجة. بلغت الدولة العباسية غاية قوتها وتجلى عصرها الذهبي في أسمى مظاهره، الذي امتد منذ نشأة الدولة في عام 132هـ حتى أيام الخليفة الواثق بن المعتصم في العام 232هـ، وشهدت التجارة نشاطاً ملحوظاً واعتمدت على ما تنتجه أقاليم الدولة، وازدهرت العلوم والفلسفة والآداب والترجمة، فغرف المترجمون من كنز العلوم اليونانية، وحملت الكتب إلى بغداد ونقلت إلى العربية ولم يكن على وجه الأرض دولة تضارعها في عظمة السلطان وضخامة الثروة وشيوع النعيم والترف واستتباب الأمن، فقاموا بتشييد المساجد والمدارس والمستشفيات والقناطر والترع. تأثرت دولة الخلافة العباسية نتيجة لضعف الهيئة الحاكمة، وظهر التدهور وساءت الأحوال في الدولة بخلافة المتوكل على الله في عام 232 هـ، فجاء حكام أخلدوا إلى الراحة، وأمعنوا في الترف وكثرة النفقات، فانحطت موارد الثروة وقل إيراد الدولة، فاستبد الأتراك والبويهيون بالسلطة، وتعددت الأجناس والمذاهب، كما ظهرت الدويلات المستقلة، ومنها دولة الأدارسة في المغرب، والفاطمية التي امتدت من المحيط الأطلسي إلى اليمن والحجاز، ودولة بني بويه التي سيطرت على بغداد. استغل البيزنطة الفرصة بعد أن قويت شوكتهم، فأغاروا على المناطق الخاضعة للدولة العباسية واستولوا على ساحل مصر في العام 832 هـ، وعلى الأراضي الواقعة شمالي العراق فبلغوا آمد وأسروا كثيراً من المسلمين، وتقلصت الخلافة العباسية إلى حدود الجزيرة والعراق، وتجدد النزاع بين المسلمين والروم الذين راحوا يعبثون ببعض بلاد العباسيين وتمكنوا من إحراز النصر على بعض أمراء المسلمين، حتى سقطت الدولة العباسية على أيدي التتار سنة 656 هـ.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©