18 سبتمبر 2009 23:49
ارتفعت أسعار المشغولات الذهبية في السوق المصرية بمعدلات كبيرة متأثرة بالارتفاعات القياسية التي يشهدها المعدن في الأسواق الدولية، وجاء الارتفاع في توقيت حرج لسوق الذهب في مصر، إذ يعتبر النصف الثاني من شهر رمضان وأيام عيد الفطر من كل عام أحد المواسم التي يزداد فيها الطلب على شراء الهدايا والشبكة للعروس استعدادا لإقامة حفلات الزواج، عقب انتهاء الشهر الكريم.
وفي هذا العام كان تجار الذهب يأملون ان يساهم حلول رمضان وعيد الفطر في الصيف في زيادة الطلب على المشغولات الذهبية، والإقبال على المبتكرات الجديدة التي أعدوها لجذب الزبائن، ولكن الارتفاع المفاجئ في الأسعار الدولية أصاب الجواهرجية بالإحباط، خاصة ان هناك منافسة متزايدة من الذهب الصيني القشرة للذهب الأصلي في السوق المصرية. وكانت أسعار الذهب في الأسواق الدولية قد بدأت الارتفاع منذ منتصف أغسطس الماضي من 950 دولارا للأونصة ليكسر السعر حاجز 1020 دولاراً، الأسبوع الماضي، وذلك لأول مرة 18 شهراً، قبيل اندلاع الأزمة المالية العالمية. وقال محللون إن عودة أسعار الذهب للارتفاع تذكر بالأجواء الاقتصادية التي سادت حقبة السبعينات من القرن الماضي في الاقتصاد الاميركي، حيث ان هناك ارتفاعا كبيرا في حجم الاقتراض والإنفاق الحكومي وذلك كسياسة رسمية للخروج من الركود الاقتصادي الحالي، كما ان معدلات التضخم مرتفعة. ويتوقع محللون استمرار الاتجاه الصعودي لأسعار الذهب خلال الفترة المقبلة، وان تكسر الأسعار مستويات جديدة يمكن ان يصل معها السعر الى حاجز 1200 دولار للأونصة خلال الشهور المقبلة، ولن تؤدي زيادة الطلب على الذهب إلى تراجع سعره عند المستويات المتدنية السابقة. وقال وصفي امين - نائب رئيس شعبة المشغولات الذهبية بالاتحاد العام للغرف التجارية المصرية - ان ارتفاع سعر أونصة الذهب، يذكر بالأسعار التي وصل اليها في أوائل عام 2008 قبيل اندلاع الازمة المالية العالمية. وفي وقت الأزمات يلجأ المستثمرون الى الذهب، وسوق الذهب في مصر مرتبطة بالأسعار في الأسواق الدولية، ويخشى في حالة استمرار هذا الارتفاع ان يؤثر ذلك سلبا على حجم الطلب على المشغولات الذهبية المصرية، وعلى حركة البيع بالأسواق، خاصة ان النشاط بالسوق في النصف الأول من رمضان كان ضعيفا حيث كان التجار يترقبون انتهاءفترة الركود في المبيعات التي تخيم على النصف الاول من شهر رمضان، ليبدأ الطلب على المشغولات الذهبية في الانتعاش كالمعتاد قبيل انتهاء الشهر الكريم. وقال تجار ذهب في منطقة الكربة بضاحية مصر الجديدة بالقاهرة ان ارتفاع الاسعار الدولية للذهب أدى الى ارتفاع الأسعار المحلية، حيث ارتفع سعر الجنيه الذهب من 1109 جنيهات الى 1236 جنيها مقابل 936 جنيها في نوفمبر من العام الماضي. وارتفع سعر جرام الذهب عيار 21، الذي يعتبر الاكثر طلبا في السوق، من 138 الى 159 جنيها بلا مصنعية مقابل 117 جنيها في نفس الفترة من العام الماضى، وارتفع الجرام عيار 24 من 158 الى 179 جنيها مقابل 135 جنيها منذ عام مضى. وارتفعت أسعار الذهب الملون أو المخلوط بمعادن أخرى مثل الفضة عيار 18 من 119 الى 134 جنيها بلا مصنعية مقابل 101 جنيه في نفس الفترة من العام الماضي، وارتفع سعر الجرام عيار 14 من 92 الى 103 جنيهات. وقال التجار ان الارتفاعات الحالية في أسعار الذهب تشير الى عدم الوضوح بشان قدرة الاقتصاد العالمي على التعافي من الأزمة الاقتصادية العالمية في وقت قريب، بالاضافة إلى التراجع الكبير في سعر الدولار، مما يجعل المستثمرين يلجأون الى الذهب كملاذ آمن في مثل هذه الحالات. وهو نفس الشيء الذي يحدث في مصر.. فالمصريون مثل غيرهم يقتنون الذهب كمخزن للقيمة. وأشار تجار الذهب إلى ان كثيرا من المصممين المصريين للمشغولات الذهبية استعدوا لفترة الأعياد بابتكارات لجذب الزبائن بتصميمات غوايش وأطقم جديدة أطلقوا عليها أسماء اليسا، ونانسي عجرم بهدف جذب المصريات والعربيات اللائي يتسوقن خلال فترة إجازات الصيف وهناك أصناف أخرى من موديلات الغوايش والأطقم التي تقبل عليها السيدات مثل سندس وحبيبة وغيرهما بالإضافة الى الموديلات الفرعونية التي يقبل عليها كثير من السياح. ورغم جهود تجار الذهب لتلبية الأذواق المختلفة للمصريين والأجانب، فإن ظهور الذهب الصيني في السوق المصرية أثر سلبا على حجم الطلب على المشغولات الذهبية، خاصة من جانب بعض الفئات التي تستخدمه كإكسسوارات مذهبة للتزيين، كما ان المشغولات المذهبة التي طرحتها الشركات الصينية كانت متقنة حيث تم طلاؤها إلكترونيا وتظل براقة لفترة طويلة، كما ان الشركة الصينية التي طرحتها ختمتها تأكيدا لمصداقيتها كمشغولات مذهبة. وقال محمود حسين ـ أحد الصاغة - ان هذا النوع من الذهب، وهو عيار 12، يباع بسعر 30 جنيها للجرام، وهو نوع من المشغولات الذهبية أو المذهبة كانت متداولة في مصر حتى عقد السبعينيات من القرن الماضي، ويطلق عليه ذهب قشرة، حيث كان يصنع من النحاس ويطلى بماء الذهب، ولكن الذهب القشرة الصيني يتميز بجودة التصميم والطلاء الالكتروني الذي يجعل من الصعوبة اكتشاف زيفه على عكس «القشرة المصري» الذي كان من السهل على كثيرين اكتشاف زيفه، مشيرا الى ان المصريات يستخدمن المشغولات المذهبة الصينية كإكسسوارات للتزين، إلا انهن يشترين الذهب الأصلي كادخار، ولكن ظهور الذهب الصيني اثر على حجم الطلب على المشغولات الذهبية الأصلية، وأدى الى انخفاض حجم الطلب عليها، كما ان ظهور هذه المشغولات الصينية شجع كثيرا من الورش المصرية على إنتاج مشغولات «قشرة مصرية» بزعم انها صينية، خاصة مع زيادة الطلب الشعبي عليها.
المصدر: القاهرة