26 مارس 2012
أبوظبي (الاتحاد) -أوضحت متخصصة في مركز أبوظبي للرعاية والتأهيل أن هناك فحوصات يمكن عملها أثناء الحمل للتأكد من إصابة الطفل بمتلازمة داون، مشيرة إلى أنه بعد الولادة يتم التشخيص من خلال فحص الكروموسومات، وليس من خلال الأعراض الجسمية فقط.
وقالت إن متلازمة داون واحدة من أشكال الإعاقة الذهنية المنتشرة عالمياً بين كثير من الأطفال، ما حدا بكثير من دول العالم لبذل الجهود، لمقاومة هذا المرض وما يصاحبه من أعراض تؤثر على حاضر ومستقبل أطفالنا من أصحاب هذه المتلازمة، مبيناً أن تلك الدول اتفقت على اختيار الحادي والعشرين من شهر مارس ليصبح اليوم العالمي لمتلازمة داون، كي تتحد في الجهود وتسلط الضوء على هذا المرض وما يسببه من تداعيات صحية واجتماعية خطيرة.
وأوضحت دينا نصر أخصائية النطق واللغة في وحدة التدخل المبكر بمركز أبوظبي للرعاية والتأهيل التابع لمؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة، إن خلايا جسم الإنسان تحمل الجينات المسؤولة عن الصفات الموروثة من الوالدين، وتتجمع هذه الجينات بشكل معين وتكون ما يعرف بالصبغيات (الكروموسومات) ويبلغ عددها 46 كروموسوما في كل خلية 23 منها من الأم و23 من الأب، ومتلازمة داون هي اضطراب في الصبغي (الكروموسوم) رقم 21، الذي ينتج عن خلل في انقسام الخلايا يؤدي إلى وجود نسخة زائدة من هذا الكروموسوم أو جزء منه. وقد تم اختيار يوم الحادي والعشرين من شهر مارس من كل عام ليصبح اليوم العالمي لمتلازمة داون حيث يرمز إلى ثلاثية الكروموسوم 21.
صفات وأعراض
وعن أعراض متلازمة داون توضح نصر أن كلمة متلازمة تعني مجموعة الصفات أوالأعراض الناتجة عن هذا الخلل الكروموسومي، حيث تشمل أعراض متلازمة داون تأخر في القدرات الإدراكية، ارتخاء في العضلات، انحراف العينين وتباعدهما، قصر الرقبة، كبرحجم اللسان وبروزه خارج الفم، صغر الأنف والأذن والذقن، وجه مسطح، مشاكل بالقلب في حوالي 40% من الأطفال المصابين بالمتلازمة، قصور بالغدة الدرقية، ارتفاع نسبة الإصابة بضعف السمع التوصيلي، وتأخر في مهارات اللغة والكلام، مشاكل بالصوت (ما يعرف بالصوت الأخنف). وحول الوقت الذي يتم فيه تشخيص متلازمة داون، أشارت الأخصائية بمركز أبوظبي للرعاية والتأهيل إلى أن هناك فحوصات يمكن عملها أثناء الحمل أوعقب الولادة للتأكد من إصابة الطفل بمتلازمة داون، موضحة أنه بعد الولادة يتم التشخيص من خلال فحص الكروموسومات، وليس من خلال الأعراض الجسمية فقط.
وبالحديث عن أسباب حدوث متلازمة داون، قالت نصر إن هناك علاقة واحدة فقط ثبتت علمياً وهي ارتباط هذا المرض بعمر الأم خلال فترة الحمل والولادة، فكلما تقدم عمرها زاد احتمال إصابة الجنين بهذا المرض.
مشاكل اللغة
وعن أبرز مشاكل اللغة والكلام عند أطفال متلازمة داون وأسبابها، حددتها في:
ضعف السمع: بسبب السمات المميزة لهذه المتلازمة يكون الطفل عرضة للإصابة ببض المشاكل الصحية المصاحبة، فمثلا من صفات متلازمة داون قصر المسافة بين الوجه وخلف الرأس ويصحبها قصر في قناة استاكيوس الموجودة بين الأنف والأذن، فعندما يصاب الطفل بالبرد المتكرر تنتقل السوائل عبر هذه القناة لتتجمع خلف طبلة الأذن مسببة التهابات في الأذن الوسطى قد يتبعها ضعف في السمع، وعندما يتعرض الطفل المصاب بمتلازمة داون لالتهابات الأذن بشكل متكرر ويعاني من ضعف السمع يؤثر ذلك سلبا على قدرته على اكتساب اللغة ومن ثم تأخر في الكلام.
تأخر اللغة: لأن تطور المهارات اللغوية مرتبط بالتطور الإدراكي و تأخر الإدراك وهو سمة أخرى لمتلازمة داون، فان ذلك يؤثر سلبا على قدرة الطفل على اكتشاف البيئة المحيطة به وقدرته على التعلم و تطوير اللغة.
تأخر الكلام: يساهم أيضا ضعف عضلات الوجه والفم في صعوبة النطق و عدم وضوح الكلام.
الصوت الأخنف: بسبب ضعف العضلات الذي هو من السمات الرئيسية لهذه المتلازمة و الذي يشمل ضعف في عضلات اللهاة (جزء من الفم مسؤول عن غلق التجويف الأنفي عند نطق الأصوات الفمية والعكس بغلق التجويف الفمي عند نطق الأصوات الأنفية)، فيسبب ذلك عدم قدرة الطفل على التحكم في الرنيين الأنفي وظهور ما يعرف بالصوت الأخنف الذي يؤثر سلبا على وضوح كلام الطفل وصعوبة فهم ما يقول.
بدء العلاج
وبالإشارة إلى التأخر المتوقع لطفل متلازمة داون ومتى يجب البدء في علاجه، بينت نصر أن نسبة التأخر تختلف من طفـل لآخر فقد تكون بسيطة، متوسطة، أو شديدة، لكن بشكل عام يحتاج جميع الأطفــال الذين يعانون من متلازمة داون البدء في عملية التأهيل منذ اليوم الأول للمساعدة على تطوير مهاراتهم بشكل عام، مثل القدرات الحركية، الوظيفية، المهارات اللغوية والكلام، لذلك ينصح بالبدء في عملية التأهيل والمتابعة الصحية الدورية خاصة فحوصات السمع، للحد من خطر هذه المشكلات التي يمكن أن يتعرض لها الطفل.
وحول البرامج العلاجية التي يمكن اتباعها لتطوير مهارات الأطفال الذين يعانون من متلازمة داون، ذكرت أنه تتوفر العديد من البرامج العلاجية المستخدمة لتطوير مهارات الأطفال الذين يعانون من متلازمة داون أو الاحتياجات الخاصة الأخرى، خاصة برامج التدخل المبكر التي تبدأ منذ الولادة وحتى عمر الخمس سـنوات، وتعتمد عملية التدخل المبكر علي مشاركة الأهل و دورهم الفعال في تطوير قدرات الطفل، ومن البرامج الخاصة بتدريب الأهالي على كيفية التعامل مع أطفالهم:
برنامج بورتدج
برنامج منزلي للتدخل المبكر لتدريب أمهات الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، يهدف إلى تطوير مهارات الطفل في المجال الدراكي، الاجتماعي، الحركي، اللغوي، وفي مجال العناية بالذات.
برنامج هانن
برنامج تدريبي للأهالي لتطوير مهارات التواصل المبكر لدى أطفالهم, للمساعدة على نمو اللغة والكلام. كما أوضحت نصر أن هناك برامج علاج النطق واللغة الأخرى التي يتم تطبيقها من خلال أخصائيي النطق واللغة في مراكز التأهيل المختلفة والتي تسعى لتحقيق عدة أهداف ومنها، تطوير مهارات ما قبل اللغة، مثل فهم الطفل لوظائف الأشياء واستخدامها بشكل صحيح قبل أن يتعرف على أسمائها، استخدام الطفل للإشارات والايماءات للتعبير عن احتياجاته قبل استخدام الكلام.
وأشارت إلى تطوير مهارات اللغة الاستقبالية، ومنها معرفة أسماء الأشياء المحيطة به والأفعال التي يقوم بها قبل أن يستطيع التعبير عنها لفظيا، فهم الأوامر اللفظية والاستجابة لها، مؤكدة أهمية تطوير مهارات اللغة التعبيرية، مثل تطوير الحصيلة اللغوية للطفل حتى يستطيع التعبير لفظيا (بالكلام) عن أسماء الأشياء المحيطة به والأفعال التي يقوم بها، تركيب جمل من أكثر من كلمة واستخدام مكونات لغوية مختلفة مثل اللأسماء، الأفعال، الصفات، حروف الجر.
دمج المصابين بالمدارس
أكدت دينا نصر أخصائية النطق واللغة في وحدة التدخل المبكر بمركز أبوظبي للرعاية والتأهيل التابع لمؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة، أن هناك فرصة كبيرة لدمج الأطفال المصابين بالمدارس العادية، حيث تساهم عملية التدخل المبكر ومتابعة التأهيل للطفل في زيادة فرصته للاندماج في تلك المدارس وتطوير مهاراته الأكادمية لاحقا.