16 سبتمبر 2009 01:25
يعتبر من المساجد الرئيسية العامرة بمدينة غزة، ويقع في حي التفاح أحد أحياء مدينة غزة القديمة، عند الطرف الشمالي الشرقي لموضع مدينة غزة القديمة على شارع صلاح الدين الآن، ويحتل مساحة تقدر بنحو 320 مترا مربعا ويقال أن منشئه هو الشيخ علي بن مروان الذي قدم من المغرب وعاش بمدينة غزة وتوفي بها سنة 715هـ - 1215م، وفق ما جاء على ضريحه الموجود داخل غرفة كبيرة عليها قبة مرتفعة موجودة خلف الجامع وللغرب منه نقش على شاهد قبره ما يلي: «هذا قبر الشيخ علي قدس الله روحه ونور ضريحه، توفي يوم الاثنين السابع من شهر ذي القعدة سنة خمس عشر وسبعمائة». ولكن تشير شواهد تاريخية إلى أن الجامع قد تم إنشاؤه قبل هذا التاريخ، كما جاء ذلك على بلاطة بنيت أعلى واجهة مدخل المنبر جاء عليها في سطرين نظمت على هيئة شعر تشير إلى الأمير سفر الحاجب الذي كان موجودا بمدينة غزة سنة 697هـ، فإن لم تكن هذه البلاطة منقولة, فهذا يعني أن الأمير قام ببناء المنبر الجامع الذي من المفروض أن يكون قائما قبل هذا التاريخ أيضا، ثم أقام فيه بعد الشيخ علي بن مروان ودفن به سنة 715هـ، وبعد ذلك جرت عدة إصلاحات وإضافات للجامع كما ورد ذلك على بلاطة رخامية طمست معالمها والتي بنيت أسفل مئذنة الجامع وبالقرب من بابها ثلاثة سطور كما يلي:
بسم الله الرحمن الرحيم: «جدد عمارة هذه المنارة المباركة، وإيوان القاعة والمنبر والمحراب الشريف في جامع علي بن مروان، رضي الله عنه الفقير إلى الله تعالى محمد بن عبد الله سنة خمس وعشرين وسبعمائة». وربما يعود بناء المنبر الرخامي إلى ذلك العام 725هـ، وهو يتميز بجماله الكامل بريشته الرخامية، وبه زخارف قيمة مورقة بارزة، ودرابزينه الرخامي منقوش أيضا وعليه اسم صانعه جاء في أربعة سطور: عمل المعلم الأول المحترم خليل المطري عفا الله عنه. وعلى مدخل المنبر وأعلى بابه قطعه رخامية حفر عليها مقرنصات غاية في الإبداع والجمال، وأعلى جلسة الخطيب توجد قبة صغيرة ازدانت بقطع رخامية محفور عليها ما يشبه الوردة بعدة بتلات تتوسطها نجمة. أما المحراب، فإنه يرتكز على جانبيه بعمودين رخاميين عليهما تيجان رومانية منقوش عليها بشكل بارز. والجامع مكون من ستة عمد رخامية عليها نقوش بارزة مورقة تحمل تسع قباب نصف قبو تقع في الجانب الشمالي منه وتكشف بعض البلاطات الرخامية عن إصلاحات، وتوسعات أحدثت بالجامع بعد ذلك سنة 772هـ. وتوجد هذه البلاطة مبنية أسفل قاعدة المئذنة وبالقرب من بابها السفلي، أما المئذنة فتقع عند زاوية الجامع الجنوبية الشرقية بالقرب من الباب ولها قاعدة مكعبة يعلوها بدن مثمن تتخلله فتحات بيضاوية مزخرفة داخل مستطيل للتهوية، وكذلك أقواس بداخلها زخارف جميلة تعلوها شرفة تتكئ على مساند حجرية يعلوها بدن مثمن به باب، ثم حوش مقبي، وهناك بلاطة رخامية طويلة تعلوها صينية رخامية محاطة بإطار رخامي دائري نقش على قاعدتها زهرة ذات ثماني بتلات منقوشة عليها زخارف بارزة جميلة، بنيت جميعا على الجدار الغربي المواجه للمقبرة، وقد نقش على البلاطة أبيات من الشعر في ثلاثة أسطر رتبت وفقا للقافية، ومن هذه الأبيات يبدو أن آخر ترميمات وإنشاءات حدثت لهذا المسجد في سنة 1217هـ - 1802م على يد أمير غزة هاشم، وقد زار النابلسي هذا الجامع من قبل في سنة 1105هـ، واصفا إياه بأن عليه قبة مرفوعة، وعمارة موضوعة، وقد جاء على لسان الشيخ الطباع الغزي كما ظهرت لهذا الجامع العديد من الأوقاف باسم زاوية الشيخ علي بن مروان معظمها أراض زراعية، وكذلك بعض البيوت في حارة الأكراد سابقا بالشجاعية والتي كانت تقع قبالة مسجد الطواشي.
المصدر: فلسطين