أبوظبي (الاتحاد)
الغربة شديدة الوطأة، ولا سيما في سن صغيرة، ولكن الأهداف التي نسعى لتحقيقها تهون الصعاب. ويبرز الابتعاث كواحد من أكثر الأسباب التي تحمل الفتيات المتميزات على الاغتراب فترة من الزمن للدراسة في جامعات عريقة حول العالم، لاكتساب خبرات جديدة.
ومن بين المواطنات المبتعثات حمدة يوسف الحمادي خريجة عام زايد 2018 التي سافرت إلى المملكة المتحدة للدراسة في جامعة نوتنغهام في تخصص «سياسة واقتصاد».
تقول الحمادي، نائب مجتمع اتحاد الطلبة الإماراتيين هناك «بعد حصولي على المركز السادس على مستوى الدولة في الثاني عشر؟؟ شاركت في المعسكرات والبرامج داخل الدولة وخارجها مثل سفراء المستقبل في الولايات المتحدة الأميركية ما كان له الأثر في تعزيز رغبتي في الدراسة في الخارج»، مشيرة إلى أنها اختارت هذا المجال لأن الدولة الحديثة تقوم على هذين العاملين.
وتضيف «دولتي هي أهم أولوياتي، فقد كانت سبباً في التحاقي بهذا المجال، ونحن في دولةٍ تفوقت وعززت مكانتها عالمياً في جميع المجالات، خصوصاً الاقتصادي والسياسي».
ومنذ لحظة التحاقها بالجامعة البريطانية، واصلت الحمادي مشاركاتها في المناسبات والملتقيات المختلفة، تقول «المشاركات تبني الشخصية وتعزز الخبرات، وقد شاركت في المبادرة العالمية لشباب الإمارات في لندن».
وعن تجربة الاغتراب، تقول الحمادي «فراق الوطن والأهل أصعب ما يواجه الطالب المغترب، ولكن ألم الغربة يهون في سبيل غاية ابتعاثنا ألا وهي طلب العلم والتزود بالخبرات لخدمة وطننا»، معتبرة أن الطلبة المغتربين سفراء للوطن، ويسعون لرسم صورة مشرفة له.
من جهتها، تدرس الطالبة هيا حسين، البيئة وإدارة الإعمال في جامعة ليدز، إحدى أعرق الجامعات في المملكة المتحدة، وعلى الرغم من أنها تشعر بالحنين للوطن، وتفتقد اللمة العائلية إلا أن قربها من زميلاتها الإماراتيات المبتعثات خفف وطأة الشعور بالحنين، موضحة أنهن أصبحن أسرة واحدة كل واحد تشجع الأخرى وتؤازرها.
وعن اختيار التخصص، توضح «اخترت هذا المجال لأنه يجمع بين أغلب التخصصات المطلوبة في سوق العمل، حيث يجمع بين دراسة البيئية والاستدامة وإدارة الأعمال، وهذا بحد ذاته يعلمني الكثير من الثقافة والمعلومة عن البيئة والاستدامة، واكتساب الخبرة والمهارة في إدارة الأعمال في سوق العمل، وهذا التخصص يحتاج إلى التعمق في اكتشاف المعلومات التي تتعلق بهذا المجال».
سجل إنساني
سجل الطالبة المبتعثة هيا حسين لا يخلو من المبادرات التطوعية، فقد شاركت في حملة «رمضان أمان»، إلى ذلك، تقول «كانت تجربة مثمرة اكتسبت فيها الثقة بالنفس، وتبادل الآراء، والشعور بالمسؤولية، والعمل الجماعي». وتضيف «مشاركتي في المبادرات التطوعية الإنسانية ليست الأولى، بل عندما كنت في المرحلة الدراسية شاركت في مبادرة توعوية لمرضى الثلاسيميا وفي الحملات التوعوية أيضاً التي صقلت خبراتي في الأعمال الخيرية التطوعية».