25 مارس 2012
مريم الشميلي (رأس الخيمة)- انتهت معاناة الطفلة المواطنة موزة الشحي البالغة من العمر 9 سنوات، بعد سنوات من الألم والشعور بعدم الراحة، وذلك عقب إجراء جراحة ناجحة بالمنظار لها في مستشفى رأس الخيمة لعلاج تضخم القولون الخلقي المعروف علميا وطبيا باسم مرض (هيرشسبرونغ).
وقال الدكتور أنوب بانيغراهي رئيس قسم جراحة المناظير في المستشفى الذي أشرف على العملية الجراحية إن المرض المذكور يتسبب في انسداد الأمعاء لدى حوالي 25%من الأطفال حديثي الولادة، ولا يتم تشخيص الحالات الخفيفة حتى سن متأخرة حيث أمكن على التعرف أن سبب مرض الطفلة وهو انسداد الأمعاء التي تقوم بعملية هضم الطعام والتخلص من الفضلات.
وأوضح أن الأطفال الذين يحصلون على العلاج في وقت مبكر من حياتهم أو الذين تكون الإصابة لديهم في جزء أقصر من القولون يحققون نتائج أفضل مشيرا إلى أنه من الضروري التعرف على الأعراض واتخاذ إجراءات فورية بعد اكتشافه.
وأشار بانيغراهي إلى أن نجاح العملية مكن الطفلة من ممارسة حياتها بشكل جيد، بعد أن أصبحت قادرة على القيام بعملية الإخراج بشكل طبيعي جدا. وقال إن والدي موزة احضراها إلى مستشفى رأس الخيمة وهي تشكو من آلام شديدة في البطن، وإمساك مزمن وانتفاخ (زيادة الضغط في البطن) وكان لديها تاريخ طويل من المراجعة مع مستشفيات داخل الدولة أو في الخارج، كما خضعت لعدة عمليات جراحية لنفس المشكلة إذ تم إجراء أول عملية جراحية لها عندما كانت في الثانية من عمرها، وأجريت العملية الثانية لها عندما كانت في الخامسة، إلا أن الأعراض المرضية لم تختف وظل السبب الأساسي في الألم وعدم الشعور بالراحة مجهولاً.
وأثناء زيارتها الأخيرة إلى قسم الطوارئ بمستشفى رأس الخيمة، اشتبه الدكتور بانيغراهي بإمكانية أن تكون هذه الأعراض بسبب تضخم القولون الخلقي(هيرشسبرونغ)، وهي حالة مرضية تؤثر على الأمعاء الغليظة والقولون وتسبب الإمساك المزمن وتظهر هذه الحالة عندما يولد الطفل بعيب خلقي يتمثل في فقدان الخلايا العصبية في عضلات جزء من القولون، حيث يتداخل هذا الفقدان النسبي أو المطلق للخلايا العصبية في الأمعاء الغليظة مع الحركة الطبيعية لمحتويات الأمعاء.
وقام الدكتور أنوب بانيغراهي حينها بالحصول على خزعة قولون من جدار أمعاء الطفلة لتحديد مستوى تضرر القولون، وبعد تأكيد اختــصاصي الباثولوجي انتشار المرض بشـــكلٍ واسع، أجرى الدكتوربانيغراهي العملية باستخدام جراحة المناظير والجراحة المفتوحة معاً، ووجد أثناء الجراحة أن ما يقرب من نصف القولون المستعرض (الذي يبلغ حجمه ثلثي القولون) والقولون السيني والمستقيم يعاني من التمدد نتيجة لهذا المرض وحينها قام باقتطاع الجزء المتمدد وأعاد وصل الجزء السليم والصحي من القولون المستعرض.
بدورهما عبر الوالدان عن سعادتهما لاستعادة ابنتهما حياتها الطبيعية، مستذكرين معاناتها لسنوات عدة من الآلام الكبيرة، ولم تفلح جهودهما المتواصلة في مساعدتها على تخفيف شعورها بالألم وعدم الراحة وأكد الوالدان أنهما زارا العديد من المستشفيات والأطباء لعلاج حالة ابنتهما لكن كانت دون جدوى.