دينا مصطفى (لندن)
أشادت الأمم المتحدة بمساهمات دولة الإمارات واستجاباتها الإنسانية السريعة في اليمن، مؤكدة أن الإمارات من كبار المانحين لليمن. وقال مارك لوكوك وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، إن المساعدات الإماراتية تعد عاملاً رئيساً في تمكين الأمم المتحدة من وقف تفشي وباء الكوليرا، والمساعدة في تراجع انعدام الأمن الغذائي، إضافة إلى المساهمة مع الأمم المتحدة في إنقاذ المزيد من الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية.
من جانبه، أكد تابيوا جومو مدير الاتصالات بمكتب الأمم المتحدة في اليمن أن الإمارات واحدة من أهم المانحين إلى اليمن حيث بلغت المساهمات الإماراتية 420 مليون دولار مع نهاية ديسمبر 2019، مؤكداً أن المساعدات الإماراتية سواء كانت على هيئة منح للحكومة اليمنية أو على هيئة مساعدات في مجالات الصحة والكهرباء والتعليم والبنى التحتية وجميع المجالات التي ساهمت الإمارات في تقديم خدمات لها ساعدت وكالات الإغاثة مساعدات كبيرة في تقديم يد العون للشعب اليمني.
وشدد جومو على أهمية دور دولة الإمارات المؤثر في تحسين أوضاع اليمنيين ودعمهم بكل الإمدادات والمعونات، حيث بلغت قيمة مساعدات الإمارات لليمن منذ عام 2015 ولغاية 2019، أكثر من 22 مليار درهم على شكل مساعدات إنسانية ومساعدات تنموية وإعادة تأهيل مشاريع خدمية.
ورأى جومو أن الدعم الذي تقدمه دولة الإمارات لمساعدة البرامج الإنسانية في اليمن مكن الوكالات الأممية من إعادة تفعيل برامج مساعداتها الإنسانية المعلقة، وأسهم في تمكين أطفال اليمن من الحصول مجدداً على لقاحات منتظمة، وعزز من إمكانية تلقي المراكز الصحية للإمدادات اللازمة، واستئناف عمل مراكز العلاج وسوء التغذية.
وقال جومو إن التركيز على تأسيس مشروعات جديدة، أو دعم مشروعات قائمة، ينعش مستوى معيشة اليمنيين في القطاعات الأكثر إلحاحاً، كالخدمات الصحية والتعليم وخدمات النقل والإسكان لضمان رفع مستوى الرعاية الصحية لهم، ورفع المعاناة عنهم، والمساهمة في تحسين ظروفهم الإنسانية، ومساندتهم.
وأعرب جومو عن أمله في استمرار الإمارات بصفتها أكبر الدول المانحة في مواصلة عطائها وتقديم الدعم المالي لخطة الأمم المتحدة للاستجابة الإنسانية في اليمن، ودعوة المجتمع الدولي للعمل على تيسير إيصال المساعدات الإنسانية، من دون عوائق إلى جميع أنحاء اليمن، وفقاً لمبادئ القانون الدولي الإنساني، وتعبئة الموارد اللازمة للتصدي للتحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه اليمن، مع حرصها على إرساء أسس التنمية والأمن والاستقرار.
وأشار جومو إلى أن الإمارات من أوائل الدول التي سارعت لإغاثة اليمن ومساعدته في دعم استقراره والحفاظ على وحدة أراضيه، والوقوف إلى جانب الشعب اليمني وتقديم أوجه الدعم المختلفة من أجل تحقيق آماله وطموحاته للبناء والتنمية والاستقرار ضمن رؤية متكاملة حيث تتحرك على مسارات متوازنة تنموية واقتصادية وسياسية واجتماعية وإنسانية. كما قدمت الإمارات مساعدات إنسانية لليمن استجابة للأزمة الإنسانية التي يعانيها اليمنيون منذ أعوام.
من جهته رأى الباحث السياسي البريطاني المتخصص في شؤون الشرق الأوسط كريس دويل أن ما فعلته الإمارات عمل مميز. وقال في تصريحات للاتحاد»هناك أكثر من 80% من سكان اليمن بحاجة إلى المساعدات الإنسانية، لقد عانوا الكثير خلال السنوات الخمس الماضية على الرغم من مساعدات الدول المانحة وعلى رأسهم الإمارات». وأشاد دويل بانخراط الإمارات بشكل رئيسي إلى جانب المملكة العربية السعودية في تحالف دعم الشرعية اليمنية، مشيرا إلى أن وجهة نظر الإمارات بضرورة إيجاد مخرج سلمي للأزمة اليمنية مهم للغاية، حيث دعت الإمارات إلى حماية الجهود الأممية المتواصلة للوصول إلى حل سياسي يحل الأزمة اليمنية.
وأضاف دويل أن القوات اليمنية بمساعدة القوات الإماراتية باتت قادرة على تولي المسؤولية وحفظ الأمن في المناطق المحررة إلى جانب قوات التحالف العربي، حيث أشرفت دولة الإمارات على تدريب نحو 90 ألف عسكري يمني في كافة المحافظات، وأصبحوا يشكلون قوة أثبتت جدارتها. كما قامت الإمارات بإعداد وتدريب وتمويل آلاف الجنود وتزويد المقاومة الشعبية بأحدث المعدات والأسلحة إلى جانب الدعم الإماراتي لكافة القطاعات الحيوية في اليمن، لتتوج تلك الجهود المتواصلة رسالة الإمارات وموقفها الإنساني تجاه اليمن.