21 مايو 2010 21:16
بعد نيله لقب “ملك جمال لبنان” قبل سنين قليلة، أحبّ باسل أبو حمدان أن يتخطّى حدود الشكل الخارجي ليثبت نفسه في الرياضة، خصوصاً أنّه يهوى قيادة السيارات ويزاولها منذ 12 عاماً. وقد أصرّ على أن يبرهن للناس أنّه رياضي يملك اهتمامات عدّة في الحياة، بعيداً عن موضوع الجمال الذي بدأ حلماً جميلاً، ولكنه تحوّل لاحقاً إلى قيد ضيّق يأسر انطلاقته في أرجاء فسيحة.
فبتشجيع من معارفه وأهله، خاض باسل مجال السباق، وأقدم على المشاركة في رالي لبنان لربيع 2010 الذي ينظمه النادي اللبناني لليخوت ATCL، وهو يستمرّ يومين كاملين على طرقات لبنان الجبلية الوعرة والساحلية الضيّقة. ولأنها مشاركته الأولى في سباق السيارات، فضّل أبو حمدان اختيار أصغر فئة في رالي السرعة، وهي 600 سي سي، كي يضمن السيطرة على سيارة البيجو المجهزة خصيصاً لسباق السرعة.
الشعار الذي يردّده باسل هو: “على قدر أهل العزم تأتي العزائم”. وقال واصفاً خبرته: “تجربتي الأولى في قيادة سيارات السباق كانت في عام 2007، وبعد ذلك قررت امتلاك سيارة صغيرة مجهزة بشكل محترف، كي أزاول هوايتي المفضلة. وبما أنّ مهاراتي كانت متواضعة في ذلك الوقت، فقد قررت الاحتراف، فتدرّبت مراراً على أصول السباق كي أحمي نفسي وكي لا أعرّض حياة الناس للخطورة”.
تدرّب باسل أبو حمدان 6 أشهر متواصلة على سيارته البيجو، على أيدي محترفين ومتخصّصين، ملتزمين بقوانين القيادة السليمة. كما هناك فريق صيانة متكامل يعمل معه منذ أكثر من شهر لفحص كل جزء من السيارة، وقياس قوّة سرعتها وتحمّلها.
دراسة الطرقات التي سيقود فيها تعتبر من أساسيات الرالي، لذا توجّه باسل إلى المكان الذي تنطلق منه السيارات ودرسه بالتفصيل برفقة معاونه في القيادة، فإذا بها طرقات جبلية متعرّجة وضيّقة مملوءة بالمنعطفات الخطيرة والطلعات الصعبة، فضلاً عن طرق ساحلية منحدرة وأقل صعوبة.
هذه المراحل المتنوّعة من السباق تحتاج إلى مهارات جيّدة في القيادة أكثر مّما تتطلّب تفوقاً في السرعة. ويقول محدّثي عن هذا الأمر: “إنّها مغامرة صعبة، ولكنّها شيّقة وأنا متحمّس لها. أعتبر الطريق حلوة وممتعة، ولكنها متعبة من دون شك. أخشى فقط التعطيل لدى المنعطفات الصعبة، ولكني متفائل بتحقيق الصدارة بجهدي، ودعم المساندين والشركات الراعية لسيارتي”.
تزوّد ملك جمال لبنان، باسل أبو حمدان، بالعديد من مستلزمات الحماية على صعيد السيارة واللباس. دواليب معزولة في حال شبّ حريق، كما أن البذلة الحمراء السميكة مقاومة للحريق، والخوذة تحمي الرأس من السقطات والضربات. وبالنسبة إلى السرعة في القيادة، يقول إنّ ما نراه في الطرقات في لبنان أو في دول الخليج يعتبر جنوناً وليس سرعة؛ لأنّ السائق يكون متهوراً، لا يقيم حساباً لحياته ولأرواح الآخرين”. ويتابع: “أما الرالي، فله آدابه والتزاماته، وهو فنّ بحدّ ذاته، من يتقنه ينجح في السباق من دون التعرّض للأذية”.
شروط المشاركة في رالي السرعة صعبة وصارمة، تبدأ بالفحوص الطبية الكاملة للمشارك، مع التأكد من سلامة النظر بالدرجة الأولى، ثمّ الإلمام الكامل بقوانين القيادة والتزام شروط السرعة السليمة.
وحول عمق علاقة ملك جمال لبنان السّابق بموضوع السرعة في حياته، أجاب أبو حمدان بأنه سريع القرار مهنياً، ولكنّه لا يتسرّع في القرارات المصيريّة، بل يحتاج إلى تفكير جدّي قبل الإقدام على أيّ خطوة ترتبط بحياته الخاصة.
على الصعيد العاطفي، قال إنّه سيختار زوجة عادية، ولن يكون مثل مبارك الهاجري الذي مزج بين شهرته في الرالي وكونه زوجاً للفنانة أحلام. وأوضح قائلاً: “مبارك بارع في القيادة، وحقق الصدارة والشهرة، أتمنى أن أكون مثله ذات يوم. ولكنّ شريكة حياتي لن تكون فنانة مع العلم أنّ لعبة القرار تكون ضعيفة في موضوع الحبّ؛ لأنّ الزواج قدر مكتوب”.
طموح باسل أبو حمدان أن يشارك لاحقاً في رالي الأرز الطويل، وفي بطولة لبنان للرالي، وإذا حالفه الحظ في الفوز، يأمل في أن يستمر في بطولات الرالي للشرق الأوسط. وسألناه ختاماً إن كان يبحث في أن يكون شوماخر لبنان، ضحك وأجاب بأنّه سيكون باسل أبو حمدان، بطل لبنان في الرالي.
المصدر: بيروت