السبت 2 أغسطس 2025 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الشريف الإدريسي أول من رسم خريطة معتمدة للعالم

الشريف الإدريسي أول من رسم خريطة معتمدة للعالم
15 مايو 2019 00:43

القاهرة (الاتحاد)

الخريطة، رسم تخطيطي يوضح صورة كاملة لسطح الأرض أو جزء منها، كما يظهر بها الحجم النسبي وموقع كل مكان، ويتم الاستعانة بمقاييس رسم للتصغير، وعرف البشر الخرائط منذ آلاف السنين، وأخذت تكتسب أهميتها مع الزمن، في سبيل الاهتداء إلى الأراضي والبلدان البعيدة، ولمنح شكلٍ للكرة التائهة في الفضاء بلا وجه يعرفونه آنذاك، والمسماة بالأرض.
ويرتبط تاريخ أول خريطة معروفة للعالم، بالعالم الجغرافي والمؤرخ المسلم والمشهور بـ «الشريف الإدريسي»، وتشير الأدلة التاريخية عموماً، إلى أن خريطته المرسومة في العام 1154م، تُعد أول خريطة معتمدة عالمياً، وهو محمد بن إدريس بن يحيى يصل نسبه إلى الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، أحد كبار الجغرافيين في التاريخ ومؤسسي علم الجغرافيا، كما كان له اهتمام بالتاريخ والأدب، وعلم النبات والطب، والفلك، أخذ العلم بسبتة وقرطبة، وكتب في الأدب والشعر ودرس الفلسفة والنجوم، استخدمت مصوراته وخرائطه في سائر كشوف عصر النهضة الأوروبية، حيث لجأ إلى تحديد اتجاهات الأنهار والبحيرات والمرتفعات، وضمنها معلومات عن المدن الرئيسة، بالإضافة إلى حدود الدول.
ولد الإدريسي في مدينة سبتة بالمغرب العام 493هـ - 1100م، ثم انتقل للأندلس، واختفى بعد سقوطها، ليظهر في جزيرة صقلية، تعلم وطاف البلاد وزار الحجاز وتهامة ومصر، ووصل سواحل فرنسا وإنجلترا، وسافر إلى القسطنطينية وسواحل آسيا الصغرى، عاش فترة في صقلية ونزل فيها ضيفاً على ملكها روجر الثاني، بعد سقوط الدولة الإسلامية، لأن الملك النورماني كان محباً للمعرفة، وشرح الإدريسي له موقع الأرض في الفضاء مستخدماً في ذلك البيضة لتمثيل الأرض، وشبه الأرض بصفار البيضة المحاط ببياضها، ولقب ب «سطرابون» العرب نسبة للجغرافي الإغريقي الكبير سطرابون، وأمر روجر له بالمال لينقش عمله «خريطة العالم» والمعروف باسم «لوح الترسيم» على دائرة من الفضة.
استخدم الإدريسي خطوط العرض على الخريطة والكرة الأرضية التي صنعها، واستخدمت خطوط الطول من قبله إلا أنه أعاد تدقيقها لشرح اختلاف الفصول بين الدول، وحدد مصدر نهر النيل، وموقعه الصحيح.
ألف الإدريسي كتابه المشهور «نزهة المشتاق في اختراق الآفاق»، والمسمى أيضاً «كتاب روجر» أو «الكتاب الروجري»، فقد غدا من أشهر الآثار الجغرافية العربية، أفاد منه الأوروبيون معلومات جمة عن بلاد المشرق، كما أفاد منه الشرقيون، فأخذ عنه الفريقان ونقلوا خرائطه، وترجموا بعض أقسامه ويعد هذا الكتاب فريداً من نوعه، استغرق تأليفه 15 عاماً، حيث نهج فيه نهجاً جديداً عن غيره من الجغرافيين المسلمين، فقد وصف العالم ككل ثم قسمه إلى سبعة أقاليم، وكل إقليم إلى عشرة أقسام رئيسة، ووصف كل قسم ورسم له خريطة، وتحاشى الخلط بين التاريخ والجغرافيا وظل كتابه مرجعاً لعلماء أوروبا أكثر من ثلاثة قرون.
توفي الملك روجر وخلفه غليام الأول، وظل الإدريسي على مركزه في البلاط، فألف للملك كتاباً آخر في الجغرافيا سماه «روض الأنس ونزهة النفس» أو «الممالك والمسالك»، لم يعرف منه إلا مختصر مخطوط موجود في مكتبة بإسطنبول. وذكر للإدريسي كذلك كتاب في المفردات سماه «الجامع لصفات أشتات النبات»، وكتاب «أُنس المُهَج وروض الفرج».
توفي الإدريسي في صقلية العام 560هـ - 1166م، وتكريماً له أطلقت وكالة الفضاء والطيران الأميركية «ناسا» اسمه على سلسلة جبال تم اكتشافها على سطح كوكب بلوتو، وتم إعادة نشر خرائطه وعرضها في معرض فرانكفورت للكتاب.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©
نحن نستخدم "ملفات تعريف الارتباط" لنمنحك افضل تجربة مستخدم ممكنة. "انقر هنا" لمعرفة المزيد حول كيفية استخدامها
قبول رفض