لكبيرة التونسي (أبوظبي)
تتميز إمارة أبوظبي بغنى تضاريسها وطبيعتها المتنوعة، ومنها جزيرة الشويهات التي ارتبطت بالغوص بحثاً على اللؤلؤ، والتي تقف شاهدة على زمن طويل من الأسفار والأحداث، وتقع جزيرة الشويهات في منطقة الظفرة، وهي منطقة صخرية تحتوي على جبل يسمى جبل الشويهات، وتشتهر الجزيرة بالمناظر الخلابة ومياه البحر الفيروزية.
تجويفات كهفية
بثينة القبيسي باحثة في بيئة وتاريخ تراث إمارة أبوظبي تضيء على هذه المنطقة لكشف أسرارها، وتقول: «عندما تتجه غرباً من جزيرة أبوظبي بمحاذاة الساحل الخلاب ذاهباً نحو منطقة الرويس الصناعية ومنها إلى جبل البر الشامخ (جبل الظنة)، ستلاحظ تغير ملامح الشاطئ الأبيض ليبدأ قليلاً في الاحمرار منتهياً بشاطئ شبه جزيرة الشويهات، حيث يظهر الاحمرار بتدرجاته الواضحة على صخورها الملساء وبألوانه النارية»، موضحة أن الأوائل من سكان قبائل بني ياس الأشداء سكنوا المنطقة كما سكنوا المناطق الساحلية، حيث كان السكان الأوائل بأبوظبي يصلون للبر الرئيسي منها بالمرور عبر الجزر. وأضافت الباحثة القبيسي: «عند الوصول لهذه المنطقة يمكنك لمس الصخور الملساء التي تعرت بفعل الرياح والأمطار، كما تتميز بانتشار الكهوف الشاطئية، حيث شكلت أمواج البحر المتلاطمة بقوة بهذه الصخور تجويفات كهفية بديعة».
الأسماك المحلية
وأشارت القبيسي إلى أن المنطقة تتميز بكثرة الأسماك البحرية التي تعيش في المياه المالحة والطيور البحرية المهاجرة والمستوطنة، ومن الطيور الجارحة المستوطنة في هذه المنطقة طائر الدَّمِيْ الذي يفضل بناء أعشاشه في المناطق المرتفعة الهادئة ويقتات على الأسماك البحرية، كما تشتهر المنطقة بغناها بالأسماك المحلية حول الشعاب الموجودة في بحار أبوظبي، كما تتميز المنطقة بغطائها النباتي، حيث تنتشر النباتات الحولية بالمنطقة التي تنمو بمختلف ألوانها الجميلة وتتحول إلى مراعٍ خضراء للحيوانات، على رأسها الجمال التي تجلب من الجزر المقابلة إلى البر الرئيسي في فصل الشتاء للرعي أيضاً، ومن النباتات البرية وأشهرها الهَرْم أيضاً، وتتميز المنطقة بكثرة قطعان «بقر البحر»، في الجهة المقابلة لمنطقة الشويهات، والسلاحف «منقارية الصقر»، والتي تبيض على شاطئ الجزيرة الرملي الناعم.
تمازج الألوان
وأكدت القبيسي أن من أجمل اللحظات التي يفضلها سكان المنطقة هو مشاهدة البحر محتضناً هذه الصخور الخلابة، وملامسة تاريخ وتضاريس شهدت أحداثاً كان أبطالها من الآباء والأجداد الذين حافظوا على هذه الأرض، ومن النادر في دولة الإمارات العربية المتحدة مشاهدة صخور تحوي هذا التمازج التدرجي في الألوان كما هو في جزيرة الشويهات، وإن كانت هناك جزر خلابة تابعة لإمارة أبوظبي تتمتع بشموخ جبالها كجزيرة اللؤلؤ وجزيرة دلما وجزيرة صير بني ياس وجبل الظنة، وغيرها.
جبل «الزبوت»
في مقابل الشويهات يوجد جبل «الزبوت»، وهو معلم من المعالم البحرية لقبيلة بني ياس التي كانت تمخر عباب البحر إياباً وذهاباً، إنه جبل أحمر بالمنطقة الغربية محاطاً بالمياه الزرقاء، لذا يستخدمه النوخذة للاستراحة قبل الوصول إلى البر الرئيسي في حال هبت عاصفة أو في انتظار المد على شاطئ الشويهات، وهذه المنطقة من المواقع والجزر الظبيانية التي تروي تاريخ الجزر والجبال على الساحل الغربي في منطقة الظفرة.