سعيد ياسين (القاهرة)
«احكي يا شهرزاد، احكي لشهريار، اشغليله ليله، لطلوع النهار، حيري له باله، غيري له حاله، خلى عقله دايماً، في حالة انبهار».. مقدمة واحدة من أفضل المقدمات الغنائية لحلقات «ألف ليلة وليلة» التي قدمت لسنوات طويلة على شاشة التلفزيون المصري خلال شهر رمضان الكريم، وتصنف على أنها أفضل أغنية تتر لـ «ألف وليلة وليلة» على مدار تاريخ عرضها الطويل سواء عبر شبكات الإذاعة أو القنوات التلفزيونية، وهي كانت المقدمة لأول «ألف ليلة وليلة» يتم إنتاجها للتلفزيون المصري، بعد سنوات طويلة كانت فيها الأسطورة العربية حكراً على الإذاعة، وغنتها المطربة الشابة وقتها سميرة سعيد من كلمات الشاعر عبدالوهاب محمد وألحان الموسيقار جمال سلامة، وقام ببطولتها نجلاء فتحي وحسين فهمي وعبدالمنعم إبراهيم وتوفيق الدقن وعزيزة حلمي ومحسن سرحان ومحمود السباع وزوزو حمدي الحكيم وتأليف أحمد بهجت وإخراج عبدالعزيز السكري، وتناغم صوت سميرة بدلال وثقة مع شخصية «شهر زاد» ذاتها، وأبرزتها في صورة الذكية الحكاءة البارعة التي تعبث بقرارات «شهريار» دون أن يشعر، مع احتفاظها بجمالها ورقتها الأنثوية.
وقال الموسيقار جمال سلامة، إن «احكى يا شهرزاد» كانت بداية التعاون بينه وبين سميرة سعيد، وأشار إلى أن المخرج عبدالعزيز السكرى كان طلب منه عمل ألحان المسلسل والموسيقى التصويرية، وأنه كان في استديو مصر، وقابل سميرة سعيد وأعجبه صوتها، وأنها كانت متعاقدة مع المنتج موريس إسكندر لتقدم ألبوماً مع الموسيقار بليغ حمدي، وكانت ستسافر في اليوم التالي، وطلب منها أن تمر عليه في الاستديو وهي في طريقها إلى المطار، وأنها حضرت إليه وسجل معها الأغنية في نصف ساعة وسافرت، وأن المخرج سمع الأغنية وطار من الفرح، وأنه انتهى من ألحان المسلسل، وذهب إلى سامية صادق رئيس التلفزيون وقتها لتوقع له على إيصال استلام المقابل المادي، وكانت المفاجأة أنها طلبت الاستعانة بصوت مصري بدلاً من سميرة رغم تأكيده لها أن صوتها جميلاً ويتناسب مع العمل، فرفضت أن يصرف المقابل، وطلبت منه أن يحضر نادية مصطفى، وسجل الأغنية مرة ثانية بصوت نادية وذهب إلى صادق، فأعجبت بالأداء وصرفت له المقابل، وخرج من عندها ومعه شريطين واحد لنادية والآخر لسميرة، وذهب إلى المخرج وطلب منه أن يأخذ شريط سميرة، وأن يقول لصادق إنه هو من اختارها، وأوضح أن الأغنية حققت شهرة واسعة لسميرة في بدايتها، وفوجئت وهي في المطار بالتفاف الناس حولها.